كتبت : نجلاء أبوزيد
أخبرتنى ابنتي منذ فترة أن والد زميلتها توفى في حادث ومن يومها وابنتي حزينة مهتمة بما سيحدث لصديقتها التى تخبرني دائما أنها تغيرت كثيرا ولم تعد تضحك أو تجلس معهم, بل وأخبرتهم أنها ستنهى هذا العام وتسافر لبلدة والدتها لتعيش هناك, منذ هذه الحادثة وأسئلة ابنتي عن اليتيم لا تتوقف, لذا قررت أن أتحدث معها ومع زميلاتها ونصحتهن أن يقدرن ظروف زميلتهن ويتحملن ما أصابها من تغير وأن يحاولن إسعادها وإشراكها معهن في الأنشطة مرة أخرى, وفعلا نجحن تدريجيا في إخراج زميلتهن جزئيا من حزنها, وعندما جاء أبريل الذي نحتفل فيه بيوم اليتيم وجدت أن هذه المناسبة فرصة لنا كأسر أن نجعل أولادنا يشعرون بغيرهم من الأطفال الذين فقدوا أحد أبويهم أو كلاهما ويعيشون في إحدى دور الأيتام, فتهذيب مشاعر أطفالنا والسيطرة على أنانيتهم تبدأ بإشعارهم بما يفقده غيرهم ليستطيعوا تقدير نعمة الأسرة المستقرة أيا كانت ظروفها الاقتصادية, ولنجتهد في كل مناسبة أن نشعر أولادنا بمن حولهم من فقراء ومسنين وأيتام كل الفئات التي تعانى ولا يشعر بها أحد, وعلينا ألا نظن أن هذا يؤثر سلبا على طفولتهم بل بالعكس سيقدم لهم نموذجا واقعيا يساعدهم على حسن التعامل مع من حولهم ممن يعانون ظروفا صعبة.