الإثنين 1 يوليو 2024

الطلاق .. بعد الوصول للغرض المنشود! « 2 »

7-4-2017 | 12:28

بقلم: سكينة السادات

السؤال هل يعلم أنك تريدينه من أجل الطفل فقط؟ وهل هذا الطفل الذى تريدينه سيقبل أن يكون بغير أب؟

حكيت لك الأسبوع الماضى طرفا من حكاية قارئتى زينة 32 سنة التى تشغل وظيفة تقنية مميزة فى إحدى الشركات العالمية وتتقاضى راتبا شهريا يزيد على سبعة آلاف جنيه شهريا وهى ليست جميلة بل تعتبر مقبولة، فهى نحيفة وحادة الملامح سمراء متوسطة القامة تفعل كل شيء بسرعة وحدة!

كانت جرأتها موضع حيرتى، فقد قالت لى بصراحة إنها لا تحب الرجال ولا تحب الزواج بل لأن لها غرضا محددا وهو أن تحمل حما شرعيا بطفل تهتم به ويمأ حياتها أما ونورا، وقالت ما أذهلنى أنه ليس لديها أى مانع من أن تطلق من ذلك الزوج بعد أن تحصل على غرضها المنشود وهو الطفل، فهى ثرية ومستورة ماليا ولا تشعر بحاجة لوجود رجل فى حياتها، وقالت زينة إن لديها ثلاثة عرسان وسوف تعرض علي حالة كل واحد منهم وعلي أن أشترك معها فى الاختيار، وكان كل ذلك مفاجأة لى لأني أول مرة أواجه فيها قصة زواج على ورقة طاق!

***

قالت قارئتى زينة: الأول موظف عندى! يعنى أنا رئيسته فى العمل وهو يتلقى الأوامر منى، لكنه مهذب وطيب وبصراحة تامة أنا التى أوحيت إليه بأنه من الممكن أن يتقدم للزواج منى، وكان فى البداية لا يصدق أننى من الممكن أن أقبله زوجا، وربما هو فى حالة ذهول إلى الآن ولا يصدق نفسه، ومن حيث الشكل فهو رجل عادى بسيط من أسرة أقل من المتوسطة قليا، ملابسه عادية لكنه فعا مهذب وغير عدواننى ومحبوب من كل من يعاشره!

***

استطردت زينة.. أما الثانى فهو ابن خالتى وهو ممن يسمونهم )الرجال الأشقياء( بمعنى الشقاوة لأن مغامراته النسائية كثيرة جدا، وقد تزوج مرة ولم يوفق، فقد )طهقت( زوجته من كثرة خياناته وتركت له الجمل بما حمل وأخذت ابنها ورجعت إلى بيت والديها، وهو يتمنى الزواج منى، لكننى أعلم علم اليقن أنه خائن بطبعه، وأنا طبيعى ليست لدى أية مشاعر نحوه أو نحو غيره من الرجال، وبصراحة تامة أنا أكره الرجال كلهم ولا أثق بهم من كثرة ما شاهدت من قصص طاق وبهدلة وافتراء على قريباتى وصديقاتى، وليس معنى هذا أننى مثلية أو محبة للعلاقات مع النساء حاشا لله فأنا متدينة ولا أقبل أى شىء خارج الشريعة، وقد أكرمنى الله سبحانه وتعالى كرما شديدا أننى لا أحن لأى علاقة مع أى رجل أو امرأة!

***

واستطردت زينة.. أما الثالث فهو عميل بالشركة يحب أن يتحدث معى وحكى لى كل شىء عن نفسه، وهو زوج وأب لأولاد وبنات فى سنى، وهو ليس طامعا فى مالى بل طامعا فى مساندتى له فى العمل لأن رأيى مسموع ولابد أن يؤخذ به، وقال إنه يتمنى زوجة لا )تقرفه( فى حياته يزورها بن الحن والآخر با التزامات. وهو ليس ثريا بالمعنى المعروف بل له شركة متوسطة، وكما علمت عليه التزامات كثيرة نحو أسرته حيث إنه يشكو أحيانا بعد تعثر الأعمال فى السنوات الأخيرة من الأزمات المالية التى تعترض كل رجال الأعمال!

***

واستطردت زينة.. من أختار منهم؟ لابد أن تعطينى رأيك وسوف أفكر فيه جيدا!

***

قلت لزينة: بما أننى غير موافقة على المبدأ من الأساس وهو أن تتزوجى من أجل إنجاب الطفل ثم تقولن لزوجك مع السامة يا شربات لا لزوم لك طبعا هذا يتنافى مع صحيح الدين، وبادئ ذى بدء نستبعد ابن خالتك أبو عن زايغة ولا لزوم لوجود توتر ونكد فى العائلة خصوصا بن الأم وأختها، وثانيا نستبعد رجل الأعمال الذى يريد امرأة يروق بها مزاجه بعيداً عن تعب أم الأولاد وزن الأحفاد، وأنت لست فى حاجة إليه فى شىء وهو ليس مهما بأى حال من الأحوال، يتبقى الموظف الذى أنت رئيسته! السؤال هل يعلم أنك تريدينه من أجل الطفل فقط؟ وهل هذا الطفل الذى تريدينه سيقبل أن يكون بغير أب؟ أرى أن تعطى نفسك فرصة لكى تتفاهما وتحاولى أن يكون بينك وبن موظفك ود وحنان، وإذا مال قلبك له أو حتى شعرت أنه من الممكن أن تقبليه فليس عيبا أو حراما أن تتزوجيه وتعيشي معه حياة هادئة ومحترمة وتنجبي له بدل الطفل طفلين!