أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن أمور لبنان والمواطنين اللبنانيين لن تستقيم، في ظل وجود سلاح حزب الله والذي يعد سلاحا غير شرعي إلى جانب سلاح الدولة، وطالما أن القرار الاستراتيجي والعسكري (قرار الحرب والسلم) ليس في يد الدولة اللبنانية وحدها.
وقال جعجع – في مؤتمر صحفي عقده اليوم – إن المواقف والتصريحات التي يدلي بها وزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل خلال جولاته بالمناطق اللبنانية المختلفة، تعيد إحياء أجواء الحرب الأهلية من جديد. مضيفا: "يجب أن هناك الحس بالمسئولية لدى إطلاق التصريحات، واللباقة وحسن دراية وتدبير للأمور".
واستنكر رئيس حزب القوات اللبنانية قيام فريق 8 آذار السياسي (الموالي لإيران وسوريا) بتعطيل جلسات مجلس الوزراء، بذريعة أنهم يريدون إحالة أحداث العنف والاشتباكات الدامية التي وقعت في منطقة الجبل قبل 10 أيام، إلى المجلس العدلي (جهة قضائية تنظر في القضايا شديدة الخطورة التي تمس أمن الدولة) .
ولفت إلى أنه لا يمكن لأحد أن يرفض في المطلق أو يوافق في المطلق على إحالة أحداث عنف الجبل إلى المجلس العدلي، غير أن الأمر يقتضي في البداية أن تأخذ التحقيقات مجراها الطبيعي، وهذا الأمر لا علاقة له بانعقاد جلسات مجلس الوزراء.
وتابع قائلا: "مرة جديدة وعلى نحو ما عوّدنا فريق 8 آذار، عندما يريد أي مطلب شخصي له، يقوم بتعطيل الدولة والحكومة من دون الأخذ بعين الاعتبار أي أمر من أجل الوصول إلى مطلبه، والأمر غير المفوم أن هذا الفريق في السلطة، ولكنه يلجأ لهذا التعطيل لمجرد أنه يريد موافقة مسبقة على الإحالة على المجلس العدلي. نحن لا نريد هذه الإحالة وهذا حقنا في القرار إلا أنهم يستمرون بالتعطيل".
وشدد على أن هذا المشهد السياسي الذي يمر به لبنان حاليا، يضغط بصورة أكبر على الوضعين الاقتصادي والمالي، ويهز الثقة في لبنان وصورته أمام الدول المانحة والداعمة والمقدمة للمساعدات، داعيا إلى سرعة انعقاد جلسات الحكومة وبصورة فورية حتى يمكن التعامل مع الأزمات والقضايا الاقتصادية والمعيشية للمواطنين.
من ناحية أخرى، اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية أن مشروع الموازنة لعام 2019 الذي سيتم مناقشته أمام المجلس النيابي ابتداء من يوم الثلاثاء المقبل، يعد بمثابة موازنة عادية لا تتماشى مع الأوضاع المالية والاقتصادية الاستثنائية التي يمر بها لبنان.
وأوضح سمير جعجع أن مشروع الموازنة يحمل بعض البنود الجيدة، غير أنه يفتقد إلى الإصلاحات العملية الكبرى التي لا يتطلب أمر اتخاذها سوى قرار سياسي، مؤكدا أن حزب القوات اللبنانية لديه "خريطة طريق" واضحة من أجل إنقاذ الوضع الراهن في البلاد.
وأكد جعجع أن رئيس الحكومة سعد الحريري لم يأل جهدا خلال مراحل دراسة الموازنة، لمحاولة دفع الأمور بالاتجاه الإصلاحي الصحيح، غير أنه لم يوفق، حيث إن الأكثرية الوزارية لم ترد ذلك، مشيرا إلى أن بعض الأطراف في الحكومة وافقوا على بنود معينة بمشروع الموازنة أثناء انعقاد جلسات مجلس الوزراء، ثم عادوا ليبدلوا موقفهم خلال جلسات لجنة المال والموازنة بمجلس النواب.