وكالات:
في خان شيخون، المدينة التي لا تزال تعاني هول صدمة "الهجوم الكيميائي"، يرى السكان أن شيئا لن يعيد لهم موتاهم، لكن يأملون أن تستمر الضربات العسكرية الأمريكية "لردع" النظام السوري.
ويقول الحاج كسار – بلحيته البيضاء وعباءته الرمادية بصوت عال أقرب الى الصراخ - "لم يصل بعد حق الشهداء".
ويتابع التاجر البالغ خمسين عاما تقريبا، "لأنّ دم الشهداء كان كثيرا وغزيرا وشديدا.. أطفال قتلوا وأشخاص فروا الى الملاجئ ليختبئوا من الطيران، فوجدوا المواد الكيميائية بانتظارهم في الملاجئ والمستودعات".
ثم يضيف، وهو يؤشر إلى طائرة حربية تحلق في أجواء خان شيخون، "أين (تأثير) الضربة الأمريكية وهذا الطيران في الجو؟".
ثم يضيف بأسى "نأمل من هذه الضربات ألا تكون على سبيل ردة الفعل، بل أن تنتقم لدم الشهداء الذين سقطوا هنا في خان شيخون".
وأودى "الهجوم الكيميائي" في خان شيخون بحياة 86 شخصا بينهم 30 طفلا. وأثارت صور الضحايا الممددين أرضا، أو الأطفال الذين يختنقون تحت أقنعة الغاز، الصدمة.
واتهم الغرب النظام السوري بالوقوف وراءه، بينما قالت الحكومتان السورية والروسية أن طيران سلاح الجو السوري قصف مستودع أسلحة لمقاتلي المعارضة يحتوي "مواد سامة"، ما أدى الى سقوط ضحايا. وقالت إن الحكومة "لم ولن تستخدم" السلاح الكيميائي حتى "ضد الارهابيين".
في خان شيخون، بدأ الناس يصحون شيئا فشيئا من الصدمة، إلا أن بيوت العزاء لا تزال مفتوحة وخصوصا منزل عائلة اليوسف التي فقدت 19 من أفرادها.
ونقل مراسل “فرانس برس” أن أقرباء القتلى لا يرغبون بالكلام غارقين في حزنهم. ويقول أحدهم "بدأنا الآن نصحو من الصدمة، ونشعر بأن الذي حصل معنا غير طبيعي، وكأننا كنا في حلم"، من دون ان يتمكن من إكمال حديثه من شدة التأثر.
ويكرر أبو مهيب (37 عاما)، الضابط السابق في الجيش السوري، "لم يصل ولا حتى جزء يسير من حق أهالي الشهداء"، لكنه يقر في الوقت نفسه بأن الضربة "رفعت من معنويات أهالي الشهداء".
ويقول أبو مهيب "من المفروض معاقبة المجرم وليس أداة الجريمة"، في إشارة الى استهداف المطار العسكري الذي قالت واشنطن إن الطائرات التي قصفت خان شيخون في محافظة إدلب انطلقت منها.
ويذكر بما حصل في الغوطة الشرقية قرب دمشق في العام 2013، قائلا "بعد مجزرة الغوطة، عاقبوا اداة الجريمة، وحاليا تم قصف مطار هو أيضا أداة جريمة".
وكانت الحكومة السورية وافقت في العام 2013 على تفكيك ترسانتها الكيميائية، بعد اتفاق روسي-اميركي أعقب تعرض منطقة الغوطة الشرقية، ابرز معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، لهجوم بغاز السارين في 21 اغسطس 2013 تسبب بمقتل المئات. وانضمت دمشق الى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية تحت ضغط التهديد بقصف أميركي.
على الرغم من ذلك، لا يخفي كثيرون فرحتهم بالضربة الأمريكية التي ارادها الرئيس دونالد ترامب ردا على "الهجوم الكيميائي" ولردع النظام السوري عن استخدامه كما قال مسؤولون اميركيون، وقد استهدفت فجر الجمعة قاعدة جوية عسكرية في محافظة حمص في وسط البلاد.
ويعرب ابو محمد الادلبي (30 عاما) عن "تأييده" للضربة الأمريكية. ويقول "عساه خيرا، لكن كان يجدر ان تكون الضربة الاولى في الغوطة الشرقية" في 2013.
في مدينة دوما في الغوطة، يتمنى ابو شهيد (30 عاما) "بأن يكون هدف أي تدخل خارجي إنهاء معاناة الشعب السوري، والا يقتصر على ضربة واحدة".
ولا يرى أبو خليل، من سكان دوما أيضا، أن الضربة الأمريكية كافية للرد على هجوم خان شيخون.
ويقول بالعامية "قد تكون فركة اذن"، مضيفا "لكن يجب يكون هناك رادع أكبر من ذلك، لا أتوقع أنها تكفي".
ووجد البعض أن الحل يكمن في حظر الطيران في سوريا.