أ ش :
تباينت ردود أفعال مرشحي الرئاسة الفرنسية على الضربة الأمريكية التي استهدفت فجر اليوم /الجمعة/ مطار الشعيرات في سوريا، بين التأييد والدعوة لاستكمالها في إطار أممي، والتنديد بها باعتبارها متسرعة وأنه كان الأفضل انتظار نتائج تحقيق تجريه لجنة دولية مستقلة.
وأعرب مرشح الرئاسة الوسطي ايمانويل ماكرون عن دعمه لتحرك منسق على المستوى الدولي للرد على نظام بشار الأسد، معتبرا أنه "عدو الشعب السوري".
وقال ماكرون "لدينا عدو هو داعش وكل الحركات الجهادية، أما الشعب السوري فعدوه بشار الأسد"، داعيا إلى وضع خارطة طريق لإخراج سوريا من أزمتها الحالية.
من جهته، تبنى مرشح اليسار بنوا هامون موقفا مماثلا للرئيس ﻓرانسوا أولاند، حيث اعتبر أن بشار الأسد يتحمل بشكل مباشر مسؤولية الهجوم الأمريكي على قاعدة للجيش السوري جراء هجوم إدلب الكيميائي الذي راح ضحيته العشرات من بينهم أطفال، واصفا إياه بالعمل الإجرامي غير المقبول و لا يُطاق.
وأشار هامون إلى الوحشية المشتركة للنظام السوري وتنظيم داعش، داعيا إلى "وضع حل سياسي لا يشمل الأسد الذي يتعين أن يمثل أمام المحاكم الدولية".
من جانبها، نددت مرشحة حزب "النضال العمالي" ناتالي أرتو، بالهجوم الأمريكي وبعمليات القصف التي يقوم بها الجيش السوري بدعم من روسيا، معتبرة استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية "إرهاب دولة يَصْب في مصلحة داعش".
ورأت أن كل هذه التدخلات ليس الهدف منها حماية مصالح الشعوب أو تقديم يد العون لها، داعية لسحب القوات الفرنسية من الشرق الأوسط وإفريقيا، مشيرة إلى أن نشرها يهدف "لخدمة أهداف إمبريالية".
في المقابل، اعتبر مرشح اليمين ﻓرانسوا فيون أن الرد الأمريكي في سوريا أمر مفهوم، إلا أنه لا يجب أن يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين الغرب من ناحية وروسيا وإيران من ناحية أخرى، محذرا من تداعيات ذلك على السلام الدولي.
وأشار إلى أن استخدام الأسلحة الكيميائية يشكل جريمة حرب لا يجب أن تمر بدون عقاب وإلى ضرورة أن تطلب فرنسا إجراء تحقيق على وجه السرعة من جانب الأمم المتحدة، فضلا عن اتخاذ تدابير لمنع استخدام الأسلحة الكيميائية مجددا.
وأضاف أنه على فرنسا أن تطلب أيضا من مجلس الأمن حشد إمكاناته للتوصل إلى اتفاق يجنب المنطقة مخاطر التصعيد الخطير على السلام العالمي.
بدورها، أعربت المرشحة الرئاسية لليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن عن استغرابها من رد فعل الرئيس دونالد ترامب بتوجيه ضربات تستهدف الجيش السوري، لاسيما أنه "أعلن مرارا أنه لا ينوي جعل الولايات المتحدة تلعب دور الشرطة في العالم، إلا أن ذلك ما فعله تماما" على حد قولها.
وقالت لوبن: "ما حدث مفزع وأدينه بكل وضوح، ولكن هل نطلب الكثير حين ندعو لانتظار نتائج تحقيق دولي مستقل قبل توجيه هذا النوع من الضربات"، مضيفة "لا أريد أن نجد أنفسنا أمام سيناريو مماثل لما شهدناه في العراق أو ليبيا من عمليات أدت إلى نشر الفوضى وعززت الأصولية والإرهاب و لم تجلب السلام والاستقرار للشعوب المحلية".
واعتبرت زعيمة "الجبهة الوطنية" أنه من الأفضل مواصلة التحاور مع الرئيس السوري بشار الأسد، في ظل عدم وجود طرف أخر ذو مصداقية.
وعلى غرار لوبن، أعرب نيكولا دوبان-انيان مرشح حزب "انهضي فرنسا" اليميني عن قلقه، لافتا إلى أنه حتى الوقت الراهن يتم الحديث عن هجمات كيميائية مفترضة، مضيفا أنه حال التأكد من ارتكابها من قبل الأسد، لا بد من الرد ولكن في إطار الأمم المتحدة. وتابع قائلا: "إذا كنّا بصدد سيناريو صدام حسين في العراق.. فأنا قلق".
وأضاف دوبان-انيان: "أدعو إلى فتح تحقيق حقيقي، وأريد التأكد من عدم وجود تلاعب على غرار النموذج العراقي، ولا أرى سببا يدفع بشار الأسد إلى الجنون لكي يستخدم غازات (سامة) في الوقت الذي استعاد فيه الاستقرار في بلاده.. لدى تساؤلات وشكوك في ذلك"، داعيا إلى انتظار نتائج التحقيق "إذا كان ذلك قد يمنع حربا عالمية محتملة"، منتقدا تحرك ترامب بشكل أحادي الجانب.
وأشار إلى الازدواجية في التعاطي مع المجازر التي تحدث في مناطق مختلفة في الشرق الأوسط، معتبرا أنه على فرنسا توخي الحذر وعدم الانجرار خلف الولايات المتحدة في هذه المغامرة.
وأكد ضرورة إيلاء الأولوية للقضاء على داعش الذي استهدف فرنسا والتحرك في إطار دولي تحت رعاية الأمم المتحدة لإزاحة الأسد حال ثبت وقوفه وراء الهجوم الكيماوي، ولكن ليس بدون إيجاد الحل البديل.
أما جون لوك ميلونشون مرشح اليسار المتطرف فقد انتقد الرئيس ﻓرانسوا أولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حيث رأى أنهما منحا الرئيس دونالد ترامب سلطة التحرك المنفرد لضرب سوريا، و يتحملان المسؤولية الكاملة لذلك، في إشارة إلى بيانهما المشترك الصادر صباح اليوم والذي حملا فيه الأسد مسؤولية التطور الأخير في سوريا.
وكانت البحرية الأمريكية استهدفت بصواريخ توماهوك قاعدة الشعيرات العسكرية قرب حمص، التي انطلقت منها الغارة على مدينة خان شيخون قرب إدلب، والتي يعتقد أن قوات النظام استخدمت الأسلحة الكيماوية خلالها. وقد أدانت روسيا وإيران هذه الضربة بينما رحبت بها المعارضة السورية وإسرائيل وبلدان أخرى.