الثلاثاء 7 مايو 2024

اللغة القبطية.. من الانتشار للاندثار

7-4-2017 | 18:37

 

أغلب الكلمات المستخدمة الآن في الحديث أصلها مصري، وتم استنباطها من اللغة المصرية القديمة "القبطية"، ولعل من أشهرها "أوطة" أو طماطم، "حلق" أو قرط، "تندة" أو مظلة، وهكذا.

اعتبرت اللغة القبطية المرحلة الأخيرة من تطور اللغة المصرية القديمة، وذكر الدكتور فهمي خشيم، عميد كلية اللغات بطرابلس، في كتابه «القبطية العربية»ـ أنها صارت لغة معترف بها ومستعملة في الحياة الدينية كما في الحياة العامة، منذ أوائل القرن الثالث الميلادي وحتي السابع عشر.

وقال الدكتور كمال فريد إسحق، أستاذ اللغة القبطية بمعهد الدراسات القبطية سابقاً، إن القبطية هي نفسها اللغة المصرية القديمة، ولكن بحروف مغايرة، حيث تتكون من حروف يونانية بالإضافة إلي سبع حروف من الخط الديموطيقي، واللغة المصرية القديمة كتبت بثلاث خطوط، الأول كان الهيروغليفي، أي النقش المقدس على جدران المعابد، والثاني هو الخط الهيراطيقي، وهو نقش الكهنة، وأخيرًا الديموطيقي، ويعني الكتابة بخط شعبي.

ورأى الدكتور عصام ستاتي، الباحث في الفلكلور المصري، أن تأثر اللغة العربية بالقبطية لا يقف عند حد بعض الألفاظ، بل تخطاها للكثير من قواعد النحو والصرف، والمصريون خلطوا بين اللغة العربية والقبطية، ليخرجوا لغة جديدة تجمع بين قواعد الأولى وبعض ألفاظها ونطق الثانية، إلى أن وصلت إلينا بشكلها الحالي، بعد رحلة طويلة تعرضت فيه لتطورات عدة.

ولكن.. كيف اختفت القبطية؟، يقول ستاتي: ان اللغة القبطية واجهت عدة ضربات، قادتها إلي الغياب عن الشارع، كان أولها قرار عبدالملك بن مروان عام 706 ميلادية بتعريب الدواوين وتعلم اللغة العربية والتعامل بها وحدها، ثم تبعه الحاكم بأمر الله بمرسوم كان الضربة القاسمة، حينما أمر بمنع التعامل باللغة القبطية نهائي، وكان الأمر في البداية متركزاً في العاصمة، وظلت المحافظات وصعيد مصر تتعامل بالقبطية ومع الوقت بدأت في الاندثار مع العصر العثماني.

وحرص الأقباط عليها، وحافظت الكنيسة القبطية على تدريسها لأبنائها والصلاة، وطبعت كتب الصلوات باللغتين القبطية والعربية، ولكن أصبح من الصعب إحياؤها مرة أخرى، في ظل حرص الشباب على تعلم لغات حية تفيده في حياته العملية، مثل الإنجليزية.

 

    Egypt Air