قال
الدكتور أشرف مؤنس، أستاذ التاريخ بكلية التربية
بعين شمس، إن ثورة 23 يوليو من الثورات المجيدة ليس في مصر فقط إنما في دول
المنطقة وحققت إنجازات كبيرة، ونجحت في طرد الإنجليز والملك وتأميم قناة السويس،
مضيفا إن العام الحالي نشهد مرور 150 عاما على إنشائها ومصر لم تجن ثمار القناة
إلا بعد تأميمها عام 1956.
وأكد
مؤنس، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الثورة من أهم إنجازاتها أيضا تحقيق
العزة والكرامة والاستقلال وتوقيع اتفاقية الجلاء بعد 74 عاما من الاحتلال
البريطاني لمصر، وإقامة الجمهورية وتعيين أول رئيس مصري وهو محمد نجيب، وكذلك دعم
حركات التحرير القومية، فضلا عن إنجازات ثقافية بإنشاء قصور الثقافة في كافة
المحافظات.
وأشار إلى
أن الثورة نجحت في تحقيق نهضة ثقافية برعاية الآثار والمتاحف وزيادة الإنتاج
المصري من الأدب والدراما لتعميق الهوية، وتدعيم مجانية التعليم الأساسي والجامعي
ومضاعفة ميزانية التعليم وإضافة 10 جامعات في أنحاء الجمهورية بدلا من كونهم ثلاثة
فقط وإنشاء مراكز للبحث العلمي.
وأكد أن العصر
الذهبي للطبقة العاملة المصرية كان في فترة ثورة يوليو، حيث أعادت للفلاح المصري
قوته بعدما كان أجيرا أصبح يملك أرضه الزراعية بعمل قانون الملكية الزراعية في 9
سبتمبر في 1952، ونجحت في تمصير التجارة والصناعة والقضاء على الإقطاع وإلغاء
الطبقية، فأصبح للفقراء الحق في الترقي في المناصب.
وأوضح
مؤنس أن الفلاح بعد قانون الإصلاح الزراعي أصبح يملك على الأقل خمسة أفدنة بعدما
كان لا يملك، مضيفا إن التأثيرات والمكتسبات امتدت لخارج الحدود المصرية للجانب
العربي والأفريقي والآسيوي، فاستهدفت الثورة الوحدة العربية، واتخذت خطوة في هذا
الشأن بالوحدة بين مصر وسوريا.
وتابع: إن
مصر كان لها دورا فاعلا في تشكيل حركة الحياة الإيجابي وعدم الانحياز في "باندونج"
سنة 1955، كما أنها كسرت احتكار السلاح بصفقة أسلحة تشيكية مع الاتحاد السوفييتي
في 1955، ونشط دور الأزهر في نشر الإسلام في أفريقيا وآسيا، كما دعت مصر لعقد أول مؤتمر
للتضامن لدعم الشعوب العربية والأفريقية في أكرا عاصمة غانا عام 1955.
ولفت إلى
أن مصر دعمت ثورة العراق وتحرير الكويت وثورة اليمن واستقلال الصومال وساندت الشعب
الليبي في القضاء على الملكية وكذلك دعمت تونس والجزائر والمغرب والكونغو للحصول
على الاستقلال والتي كانت مثالا قاسيا للآلام التي يسببها الاستعمار البلجيكي، مؤكدا
أن مصر لعبت دورا كبيرا في الخمسينيات والستينيات.
وأكد أن
الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي يتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأفريقي يلعب دورا
كبيرا في إعادة أفريقيا لمصر حيث أن قوة مصر تنبع من أفريقيا، مضيفا إن هناك
مشروعات تنموية للربط بين مصر والدول الأفريقية عبر الربط الكهربائي وطريق القاهرة
-كيب تاون، إلى جانب الاهتمام بالبنية التحتية.