ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان سوف يلتقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت لاحق من اليوم داخل البيت الأبيض، وذلك ضمن فعاليات أول زيارة يجريها خان للولايات المتحدة منذ توليه منصبه.
وقالت الصحيفة في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني إنه اجتماع لإثنين من المشاهير سرعان ما تحولا إلى سياسيين قوميين. وعلى نحو يشبه ترامب ، اقتحم خان، وهو قائد سابق في فريق الكريكيت الباكستاني الذي يتمتع بشعبية كبيرة، عالم السياسة بسمعة فتى مشاكس فاز بالانتخابات في صورة المنقذ الوطني. وأيضا مثلما فعل ترامب، فإن خان صعد إلى السلطة عن طريق مكافحة النخب السياسية الفاسدة في بلاده.
وأضافت:" أن خان يحظى بدعم قاعدة حيوية ومتشددة تعتقد أنه سيجعل باكستان عظيمة مرة أخرى. وفي يوم أمس، ظهر خان في تجمع حاشد أمام الآلاف من الباكستانيين المغتربين في الخارج في ساحة كابيتال وان المزدحمة في واشنطن، متعهداً بمعالجة الكسب غير المشروع واستعادة الأمة " .
وتابعت "واشنطن بوست" أنه مع ذلك، لم يعلو سقف الآمال لدى جمهور خان مع ترامب، الذي اتخذ وقفًا متشددًا تجاه باكستان .. فمنذ أن بدأت العلاقات بين البلدين تتدهور في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، كان هناك القليل من النوايا الحسنة داخل الكونجرس أو الدوائر السياسية الرائدة في واشنطن تجاه باكستان. فيما يشعر النقاد الأمريكيون بالغضب الشديد من التودد الذي تبديه المؤسسة العسكرية الباكستانية تجاه الوكلاء المتشددين المتطرفين وعدم قدرتها على قطع هذه العلاقات.
من جانبه، أعلن ترامب – من خلال تغريدة له نشرها على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي في شهر نوفمبر الماضي- إقرار تخفيضات في المساعدات التي تقدمها واشنطن إلى إسلام أباد ، معربا عن استياءه من كم المبالغ الهائلة التي قدمتها بالفعل الولايات المتحدة، بينما كان أسامة بن لادن، العقل المدبر للإرهاب، يعيش في ملاذ سري آمن ليس بعيدا عن إسلام أباد .
ورد خان كان من خلال الإنترنت أيضا، حيث هاجم ترامب لأنه جعل باكستان في رأيه مجرد "كبش فداء" فضلا عن تجاهله لـ "إخفاقات" ما يقرب من عقدين على العمليات العسكرية التي دعمتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" في أفغانستان المجاورة. فيما أشار محللون باكستانيون إلى ما وصفوه بأنه "افتقار التقدير الأمريكي لآلاف الباكستانيين العاديين" الذين قُتلوا بسبب الإرهاب والهجمات الأمريكية بطائرات بدون طيار والتمرد الدموي ضد الجماعات المسلحة داخل البلاد .
ومن أجل إظهار حسن النية، أبرزت "واشنطن بوست" أن الباكستانيين قبضوا الأسبوع الماضي على حافظ سعيد، الإرهابي المُدرج داخل الولايات المتحدة وزعيم الجماعة المتشددة التي وقفت وراء هجوم إرهابي في 2008 في مدينة مومباي الهندية،. لكن في حين أن هذه الخطوة أثارت رضا ترامب، إلا أنها لم تقنع أحداً داخل واشنطن، على اعتبار أن سعيد عاش في أمان معلن وبدون عقاب لسنوات طويلة قبل أن يتم اعتقاله وإطلاق سراحه ست مرات منذ عام 2001 ؛ وقلة من المسؤولين الهنود أو الأمريكيين يعتقدون أن اعتقاله هذه المرة يشير إلى تحول كبير في سياسة إسلام أباد.
بالنسبة لترامب، فإن المسألة الرئيسية ذات الأهمية سوف تتمحور حول أفغانستان. فإن العملية التي تقودها الولايات المتحدة للتوسط في السلام مع طالبان - والسماح في نهاية المطاف لترامب بإنهاء الوجود العسكري الأمريكي هناك- تسير بشكل مناسب ، غير أن واشنطن احتاجت إلى مساعدة إسلام أباد في جلب طالبان إلى طاولة المفاوضات، فيما يأمل المسؤولون أن يتمكنوا من تأمين مزيد من المساعدة في الأشهر المقبلة.
ويضم وفد خان إلى واشنطن قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا، ورئيس وكالة الاستخبارات العسكرية وغيرهما من المسئولين البارزين داخل الحكومة الباكستانية.