صدق أو لا تصدق .. أغلى عطر في العالم يستخرج من خشب أشجار أصابها العطب !
هذا الخشب نستخرج منه عطر العود الذي تربع على عرش العطور ويعتبر أغلى عطر في العالم كله ، بل إن ثمنه يفوق ثمن الذهب!
إنه موجود في خزينة عطور العالم «هونج كونج»
ويرتبط هذا النوع من الخشب الذي يحتوي على مادة صمغية عطرة، بأشجار تنتمي لجنس نباتات "خشب العود"، وهي نباتات كانت تُزرع تقليدياً حول القرى، نظراً لما كان يُعتقد من أن لها فوائد مرتبطة بفلسفةٍ صينية تحمل اسم "فانغ شواي"، تتعلق بالتناغم مع الفضاء المحيط بالإنسان وتدفق الطاقة عليه من خلال بيئته، وتصالحه مع نفسه ومع الطبيعة من حوله.
فـ"خشب العود" يتشكل عندما تُصاب تلك الأشجار بعطبٍ يسمح للعفن بأن يضرب أخشابها. وعندما تُحصد هذه الأشجار يتم فصل الأخشاب المعطوبة المصابة بالعفن والتي باتت داكنة اللون بشكل أكثر وتحتوي على المادة الصمغية العطرة، عن تلك السليمة التي تكون ذات لون شبيهٍ بلون الزبد، ولا تفوح منها أي روائح عطرية.
هكذا تتكون تلك المادة الصمغية الثمينة التي طالما كانت مرغوبةً بشدة. وقد عُرِف "خشب العود" بلقب "ملك العطور"، وتم تداوله تجارياً على نطاق واسع في آسيا والشرق الأوسط. وتفيد سجلاتٌ من حقبتي حكم سلالتي سونغ وتانغ الحاكمتين قديماً في الصين، بأنه كان يشكل آنذاك سلعةً عالية القيمة بشكل كبير. بجانب ذلك، فقد كانت لرائحته العطرة التي تدير الرؤوس، صلاتٌ تاريخية بمعتقداتٍ وديانات مثل الإسلام والمسيحية والبوذية والطاوية.
وفي عام 2014 وصل سعر الكيلوغرام الواحد من القطع الصغيرة من المادة الصمغية الموجودة في "خشب العود"، والتي يتم تحويلها إلى أعواد ورقائق للبخور والعطور، إلى نحو 58 ألفاً من دولارات هونغ كونغ. أما القطع الخشبية الأكبر من هذا النوع من الخشب، والتي يصل حجمها إلى عدة أمتار، فتُباع باعتبارها منحوتاتٍ يدوية. وقد سبق أن حدد متجر "وينغ لي" سعراً بلغ مليوناً و200 ألف دولار من دولارات هونغ كونغ لإحداها، وكان يتخذ شكل قاعدة شجرة وجذعها. ويعتبر "واه" هذه القطع كبيرة الحجم بمثابة "أعمالٍ فنية".
وتشكل مادة الراتنغ الصمغية التي توجد في "خشب العود" مادةً مرغوباً فيها بشكل خاص، نظراً لاستخدامها في إعداد العطور والبخور. ويتم تقطير راتنغ "خشب العود" لتحضير "زيت العود" الذي يمثل مكوناً رئيسياً من مكونات عطور راقية وباهظة الثمن مثل "عود رويال" الذي تنتجه شركة "آرماني بريفي" و"إم 7 أبسوليو" من شركة "آيف سان لوران". ويُقدر سعر الكيلوجرام الواحد من العود بنحو 300 ألفاً من دولارات هونغ كونغ، وهو ثمنٌ باهظٌ يجعله يُوصف بـ"الذهب السائل".
ولكن الطلب الهائل على "خشب العود" خلال العقود القليلة الماضية، أدى إلى أن تتأرجح "أشجار العود" في هونغ كونغ على حافة الانقراض.