الأربعاء 15 مايو 2024

صور نادرة.. في ذكرى ثورة يوليو.. أم كلثوم الداعم الأول للزعيم والثورة

23-7-2019 | 21:01

من المؤكد أننا سنظلم كوكب الشرق أم كلثوم لو أطلقنا عليها لقب صوت ثورة 23 يوليو، فتاريخ السيدة الفني ومكانتها أثبت أنه تعدى ذاك اللقب، فهي من أوائل المطربات الوطنيات وإن كانت هي الأولى، فهي من غنت أنشودة السودان عام 1946 ، تم شدت بقصيدة النيل عند إرساء حجر السد العالي عام 1948 في 19 مارس، وفي نفس العام غنت نشيد الشباب "نادى المنادى" بمناسبة حرب فلسطين، وبمناسبة أحداث القنال غنت مصر تتحدث عن نفسها، إذن مما سبق تأكدنا من دورها الذي سخرت فيه فنها لخدمة الوطن.

 

من الطبيعي أن يغازل الفن حكام البلاد في بعض الحقب الزمنية، ويشيد أيضاً بإنجازاتهم أو يجاملهم عند تتوليهم الحكم أو عند عودة الجلوس على عرش البلاد، وهذا ما رصده التاريخ حين غنت أم كلثوم للملك فاروق وأيضاً فعلها عبد الوهاب، ولكن الفن دائماً لا يقبع في موطن الفساد ولا يشيد بحال متدهور، فسرعان ما بدأ ميل أم كلثوم لدعم ومساعدة الجيش المصري في أوج أزماته، فعند أزمة حرب فلسطين ووقوع الفرقة الثانية في حصار الفالوجا وكان البكباشي جمال عبد الناصر من أبطال الفرقة، امتد أول خيوط الغرام بين ثومة والجيش، فقد تواصل وزير الحربية مع الفرقة المحاصرة وسألهم عما يريدونه ليساعدهم في محنتهم على الصمود، طلبوا أن تغني لهم أم كلثوم خصيصاً على موجة قصيرة يستقبلونها في خنادقهم.

 

تعجب وزير الحربية من ذلك الطلب، لكنه سارع بإخبار أم كلثوم التي طار قلبها فرحاً وعلى الفور لبت لهم رغبتهم، وبعد أن عادوا إلى أرض الوطن سالمين دعتهم أم كلثوم في منزلها إلى حفل عشاء ووضعت في الحديقة إذاعة داخلية يسمعون فيها ما يطلبونه من أغانيها، وامتدت بهم السهرة لتشيد أم كلثوم بصمودهم وكثر المرح وقفشات أم كلثوم التي أسعدت الضبع الأسود وكان معهم جمال عبد الناصر الذي قرأت أم كلثوم في عيونه الكثير تلك الليلة.

 

في الساعات الأولى من صباح 23 يوليو 1952 كان أم كلثوم أول من يدخل مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة .. سارت وسط الطرقات إلى الحجرة التي يجلسون فيها، وكان قلبها ينبض بشدة ويخبرها بأن الفتى الأسمر الذي صافحته في حفلها في بيتها بين الضباط الأحرار، وامتدت يدها لتصافحهم فرداً بعد فرد وعيناها تبحث عنه حتى أشرق وجهها عندما تأكدت من صدق مشاعرها ووجدت بينهم البكباشي جمال عبد الناصر.

 

أكدت أم كلثوم إيمانها بالفجر الجديد ودعمها للثوار من الوهلة الأولى فغنت لهم قصيدة صوت الوطن "مصر التي في خاطري" في 30 أكتوبر 1952 وتملك المرض من أم كلثوم في بداية عام 1953 لتذهب في رحلة علاجية حتى سبتمبر من نفس العام في أمريكا، وعادت أم كلثوم بعد أن تلقت أول علاج كيماوي على نفقة الدولة لترد الجميل لمصر حتى أنفاسها الأخيرة.

 

في السابع من يناير 1954 احتفى مجلس قيادة الثورة بعودة أم كلثوم من رحلة العلاج، وأقيم حفل لها بدار سينما ريفولي شدت فيه بأربع وصلات وهي جددت حبك ليه و رباعيات الخيام وقصيدة السودان وصوت الوطن، وحضر الحفل مجلس قيادة الصورة ومعهم الرئيس محمد نجيب، ومن الطريف أن شارك الحضور جميعهم أم كلثوم الغناء في أنشودة صوت الوطن، وبالطبع شاركت أم كلثوم في حفل عيد الثورة الثاني عام 1954 الذي أقيم بنادي الضباط بحضور البكباشي جمال عبد الناصر، وشدت أم كلثوم بأغنية جددت حبك ليه وتلتها بأغنية يا ظالمني واختتمت بقصيدة السودان، وشهد نفس العام ميلاد قصيدة الجلاء "بأبي وروحي" وانت بمناسبة اعلان تحديد انتشار الجيش البريطاني في عدة معسكرات.

 

لا أحد ولا التارخ ينكر المكانة التي حظيت بها أم كلثوم في قلوب الضباط الأحرار وخصوصاً الزعيم جمال عبد الناصر، فقبل أن ينصرم عام 1954 تعرض عبد الناصر لمحاولة اغتيال في الأسكندرية بميدان المنشية، وبعد يومان من الحادث كانت أم كلثوم تشدو بأغنية "يا جمال يا مثال الوطنية" في 30 أكتوبر 1954 وغنتها أم كلثوم في أربع حفلات وطنية بعد ذلك التاريخ .

 

شدت أم كلثوم في مطلع عام 1955 في الإذاعة بقصيدة بين عهدين "طالما أغمضت عيني"، وفي حفل عيد الثورة من نفس العام شدت بأغنية "فرحة الوادي" ياسلام على عيدنا ياسلام، أما في مطلع عام 1956 فقد شدت بقصيدة الصباح الجديد "رأيت خطاها ، وفي حفل عيد الجلاء 18 يونيو من نفس العام غنت نشيد الجلاء "يامصر إن الحق جاء" ، وكان ذلك العام هو عام الحوادث الكبرى، فمع العدوان  الثلاثي على مصر سارعت أم كلثوم بغناء أنشودة "والله زمان ياسلاحي" ، ومع فشل العدوان غنت أم كلثوم بعد أيام "صوت السلام" .

مع الذكرى الأولى لاستلام المرشدين المصريين القناة في 14 سبتمبر 1957 غنت أم كلثوم أنشودة فرحة القنال "محلاك يا مصري وانت ع الدفة" وفي حفل 19 ديسمبر من نفس العام غنت نشيد الطيران، وعند الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958 غنت أم كلثوم يا ربى الفيحاء ثم أغنية بعد الصبر ما طال ، وعند عودة الرئيس جمال من الإتحاد السوفيتي في نفس العام غنت "بطل السلام" ثم "منصورة يا ثورة أحرار، وفي 20 أكتوبر عام 1959 غنت نشيد الجيش وقبل بدء العمل في السد العالي غنت أم كلثوم قصة السد في 26 نوفمبر من نفس العام، أما في أكتوبر عم 1960 فقد غنت أم كلثوم "بالسلام احنا بدينا في 10 أكتوبر بمناسبة الخطاب التاريخي للرئيس جمال في الأمم المتحدة الذي نادى فيه بالسلام بين الأمم.

 

شدت أم كلثوم بأغنيتها الشهيرة "ثوار" في عيد الثورة عام 1961 وعندما تدخل بعض الضباط السوريون لإفساد الوحدة بين مصر وسوريا وجهت لهم أم كلثوم أنشودة "باسم مين" ، وفي العيد التالي للثورة غنت أم كلثوم أنشودة الزعيم والثورة، في عيد الثورة أيضاً عام 1963 غنت طوف وشوف وفي العام التالي في عيد الثورة غنت على باب مصر ، وشهد عام 1965 ثلاث أغنيات وطنية لأم كلثوم وهي حولنا مجرى النيل ، وفي شهر مارس من نفس العام غنت يا سلام على الأمة بمناسبة إعادة انتخاب الرئيس جمال لفترة رئاسية جديدة ، وفي 23 يوليو غنت يا حبنا الكبير، وفي العام التالي في حفل عيد الثورة غنت قصيدة الفجر الجديد، أما في مطلع شهر يونيو عام 1967 فقد غنت راجعين بقوة السلاح وبعد أيام من نكبة 67 غنت قم واسمعها من أعماقي عند تنحي عبد الناصر، وشهد نفس العام أغنيتين جديدتين لأم كلثوم وهما إنا فدائيون وحق بلادك .

 

شهد عام 1959 ميلاد أغنيتين وطنيتين لأم كلثوم وهما أصبح عندي الآن بندقية، ثم أنشودة مصر، أجل إن ذا يوم لمن يفتدي مصر، ونضب معينها الوطني مع رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، فكان آخر ما غنته رسالة إلى القائد "عندي خطاب عاجل إليك" وشدت بها ترثي عبد الناصر في أول أكتوبر 1970.  

    Dr.Radwa
    Egypt Air