وكالات:
يتلصص باعة اللحوم في مدينة نويدا بالقرب من نيودلهي في قلق من وراء الستائر التي أُمروا بوضعها على مقدمات محالهم.
وفي الوقت نفسه، يقوم مسئولو البلدية بتنفيذ مداهمات بحثا عن لحوم غير مشروعة، وخاصة لحوم البقر.
مثل تلك الصور القادمة من نويدا التي تتردد في وسائل الإعلام المحلية تمثل تغييرا جذريا في المناخ السياسي لولاية أوتار براديش وهي الولاية الاكبر من حيث عدد السكان.
والرجل المسؤول هو رئيس وزراء الولاية الجديد رجل الدين الهندوسي يوجي أديتياناث.
وقد جاء أديتياناث إلى السلطة بعد فوز ساحق لحزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي في انتخابات ولاية أوتار باراديش.
وتثور شكوك لدى الزعماء الهندوس منذ فترة طويلة في أن مجازر الهند تستخدم للذبح غير القانوني للأبقار التي تبلغ قداستها قداسة الآلهة في ديانتهم.
وفي أول اجتماع رسمي له بعد أن أدى اليمين في 19 مارس، أغلق اديتياناث نحو 12 من 41 مسلخا وآلاف من محلات اللحوم الصغيرة.
وأدت الحملة ضد المجازر، التي يملك أغبلها الأقلية المسلمة، إلى رد فعل.
ونظم معظم باعة اللحوم إضرابا هذا الأسبوع حيث اشتكوا من المداهمات وتعطيل الإمدادات. وزعموا أنه يتم استهداف حتى المجازر المرخصة والمحال الصغيرة التي تبيع لحوم الماعز أو الجاموس والدجاج - والتي يعد ذبحها قانونيا.
وقال سانوبر علي قريشي، عضو جمعية بائعي اللحوم : "هناك خوف بين أهلنا من أنه قد يتم وضع أحابيل لهم تتعلق بمزاعم ذبح البقر أو تهريب لحوم البقر".
وأضاف: "هذا الإجراء يؤثر على نحو مليون شخص في أوتار براديش. نشعر بالاغتراب والتمييز ضدنا".
ويصر المسئولون على أن الحملة تستهدف فقط المسالخ "غير القانونية" بناء على توجيهات من محكمة البيئة الهندية التي وجدت أن تلك المسالخ تنتهك القوانين البيئية وتلوث المياه الجوفية وتنشر المرض.
لكن ذلك لم يقنع رئيس جمعية بائعي اللحوم عبد الفهيم قريشي.
ويقول: "هناك أجندة سياسية ودينية يجري تنفيذها لاستقطاب الناس تحت غطاء حماية الأبقار".
والمسلمون بالتأكيد يحسبون ألف حساب لأديتياناث، فقد دعا إلى أن تكون الهند دولة هندوسية، وارتبط منذ فترة طويلة بحملة لبناء معبد للإله الهندوسي رام على موقع مسجد يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر.