الخميس 21 نوفمبر 2024

«ساعة الأرض » بين أحضان الحضارة

  • 8-4-2017 | 10:03

طباعة

تغطية : هدى إسماعيل - تصوير : حسام عبدالمنعم

لم يكن يعلم سكان مدينة «سيدني » عند تنظيمهم أول احتفالية لساعة الأرض في عام 2007 أنها ستكون بداية لحملة عالمية يرعاها الصندوق العالمي للطبيعة وتتبناها أكثر من 7000 مدينة وقرية حول العالم، ليصبح بعد ذلك السبت الأخير من شهر مارس هو احتفال عالمي ب «ساعة الأرض » يشارك فيه معظم دول العالم كوسيلة للتوعية بأهمية الحفاظ على المواد الطبيعة فهو عمل تطوعي وليس إلزاميا لتقليل تلوث البيئة.

لاقت الفكرة انتشارا على جميع وسائل التواصل الاجتماعي حتى وصل نجاحه العام الماضى إلى مشاركة 178 دولة بإطفاء الأنوار و 12 ألفا و 700 معلم وموقع، كما شارك فيه نحو 2.5 مليار شخص حول العالم وتم تسجيل أكثر من 133 ألف حدث مشاركة على مواقع التواصل.

لماذا السبت الأخير من مارس

 فى الساعة 8 ونصف إلى الساعة 9 ونصف مساء، من يوم السبت الأخير من شهر مارس من كل عام يتم فيه قرب ميعاد اعتدال الربيع وتساوي الليل مع النهار في معظم دول العالم لذلك أطلق عليه «ساعة الأرض .»

أعلنت مصر في عام 2009 مشاركتها في «ساعة الأرض »، لتصبح ثاني دولة عربية بعد دولة الإمارات لتنضم إلى مصاف 88 دولة و 4000 مدينة و 929 من المعالم الشهيرة حول العالم أطفأت الأنوار فى ساعة الأرض العالمية، ومنها الأهرامات وأبوالهول ومعبد الأقصر ومكتبة الإسكندرية فى مصر وقبة كنيسة القديس بطرس فى الفاتيكان وبرج إيفل ومبنى الأمبايرستيت فى نيويورك، ودار أوبرا سيدنى الشهيرة وجسر الميناء فى أستراليا، وذلك تضامناً مع كوكب الأرض لحمايته من الآثار السلبية لتغير المناخ.

ساعة الأرض من متحف الحضارة

وفي إطار مشاركة مصر العالم بـ «ساعة الأرض » قام وزير البيئة د. خالد فهمي بمشاركة عدد من الجهات المختلفة ومنظمات المجتمع المدني والأفراد بالاحتفال بإطفاء أنوار أكثر المنشآت السياحية المهمة في مصر «المتحف القومى للحضارة الذى وقع الاختيار عليه هذا العام لتنطلق منه الاحتفالية، بالإضافة إلى بعض المعالم السياحية الأخري «الأهرامات، أبو الهول، برج القاهرة، مكتبة الإسكندرية ،» للتأكيد على دور مصر العالمي في الحفاظ على البيئة، ورفع الوعي العام بخطر التغييرات المناخية التى يتسبب فيها الإنسان.

وعن دور وزارة البيئة في مثل هذه الأحداث العالمية صرح د.خالد فهمي وزير البيئة: «الوزارة لا تستطيع أن تجبر المواطن على الاحتفال بساعة الأرض؛ لكن ما نقوم به هو التأثير على درجة وعيه حتى يشارك فى الأعوام المقبلة، فتلك الاحتفالات تجعل موقف مصر قويا في مطالبة دول العالم المتقدم بأداء التزاماته ناحية مصر والدول الأفريقية في نقل التكنولوجيا ورأس المال لمواجهة التغيرات المناخية .»

وعن الاحتفال أكد فهمي: «أن مشاركة مصر تعد رسالة خارجية للعالم عن اهتمامها بقضايا التغيرات المناخية أما الرسالة الداخلية فهي زيادة الوعي ومحاولة تغيير أنماط الاستهلاك لترشيد الكهرباء، وبناء الوعي تدريجيًّا بأهمية دورنا في مواجهة مشكلة عالمية بترشيد استهلاك الطاقة ودعم الاقتصاد .»

وأضاف فهمي على هامش الاحتفال: «إن مصر ثاني دولة عربية شاركت في «ساعة الأرض »، بالإضافة إلى أنها أكثر الدول الأفريقية تأثرًا بالتغيرات المناخية رغم عدم تسببها في ذلك .»

وأشار إلى أن مشاركة مصر العام الماضي في «ساعة الأرض » أدى إلى توفير ما يقرب من 900 ميجاوات، أى ما يقرب من احتراق 200 طن بترول معادل يترتب عليها الحد من انبعاث 500 طن غاز ثانى أكسيد الكربون، وهو ما يؤكد أننا نسير على الخطى الصحيحة وتدريجيا سنصل إلى درجة كبيرة من الوعي ننافس بها دول العالم .

وأكد فهمي: «أن زيادة الوعي لدى الشعب عن أهمية الحدث ليس فقط من أجل الحفاظ على البيئة بل أيضا الاقتصاد لذا يجب علينا مراجعة استهلاكنا فى كل شيء لأن الوضع الاقتصادي يفرض علينا أن نتكاتف حتى تمر الأزمة، مؤكدا أن المشاركة والوعي هذا العام أكبر بكثير من العام الماضي فقد لاقت الفكرة رواجا كبيرا على شبكات التواصل الاجتماعي .»

أنا أشارك في ساعة الأرض

في لفتة ملائكية حمل عدد من الأطفال لافتات كتب عليها بالعربية والإنجليزية: «أشارك في ساعة الأرض ،» كرسالة من أطفال مصرين للعالم أجمع أن الأجيال المقبلة ستحمل شعلة التنوير والتوعية لتضيء للعالم طريق الحياة. وعن مشاركتها تقول ريوان علاء ملكة جمال مصر للبيئة والسياحة: «حضوري اليوم في ساعة الأرض بدعم من منظمة الأمم المتحدة لتأكيد دور الشباب ودور كل فرد منا فى إظهار صورة مصر الحقيقة أمام العالم بجانب جهود الحكومة ومنظمات المجتمع المدني .»

وأكدت ريوان على هامش الاحتفال: «بناء المجتمع وتطويره وتنويره جزء من عملنا وأنا كملكة جمال البيئة فدوري قائم على حم ت توعية وتنشيط ا السياحة المصرية فى جميع دول العالم .»

وأشارت إلي أنها تستعد لخوض مسابقة ملكة جمال السياحة العالمية المقرر إقامتها في القاهرة مطلع أبريل بمشاركة 80 دولة من مختلف أنحاء العالم وستكون الاحتفالية عالمية للتأكيد على أن مصر بلد الأمان والأمن والثقافة. يذكر أن وزارة البيئة قد اختارت «متحف الحضارة » لتنظيم الفعالية ليعكس للعالم أجمع مدى التاريخ، والأصالة، الذي تعيشه مصر منذ فجر التاريخ، بداية من التاريخ الفرعوني، واليوناني الروماني، والقبطي، والإسلامي، والتاريخ الحديث.

    الاكثر قراءة