الأحد 2 يونيو 2024

"لوفيجارو": كوبا في قلب لعبة تحالفات إقليمية جديدة

29-7-2019 | 09:57

تحدثت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية عن سعى منطقة الكاريبى لإعادة تعريف شركائها متجهة فى ذلك نحو بكين وموسكو وذلك فى محاولة لمواجهة التشدد الامريكى تجاهها .


وقالت الصحيفة فى موقعها على شبكة المعلومات الدولية الانترنت، اليوم /الإثنين، إنه مثلما كان الحال إبان فترة الاتحاد السوفييتى السابق ، فقد بدأت حرب باردة جديدة يصاحبها عملية إعادة تشكيل جيوسياسى إقليمى .. فقد بدأت روسيا تتعاون بصورة أكبر مع كوبا خاصة عبر الاتفاقات فى مجال الدفاع ومنحها مؤخرا مساعدة عسكرية قيمتها 50 مليون دولار .


واضافت الصحيفة إن الحديث عن التخطيط لافتتاح قاعدة عسكرية روسية فى كوبا ـ حتى وان كان قديما ـ اصبح امرا مكررا .. ونقلت عن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف قوله ـ اثناء زيارة نظيره الكوبى برونو رودريجيز إلى موسكو ـ إن بلاده لديها العديد من المشاريع المستقبلية الايجابية مع كوبا فى مجالات الصحة والعقاقير وتكنولوجيا المعلومات والاتصال والاستخذام السلمى للذرة والاكتشاف السلمى للفضاء .


وبعد زيارة الرئيس الكوبى ميجيل دياز كانيل لموسكو فى نوفمبر الماضى ، عادت روسيا بقوة نحو حليفها .. فقد قامت شركة "سينارا ترانسبوتين ماشينى" الروسية بتجديد خط السكك الحديدية الذى يربط بين هافان وسانتياجو .

كما أصبحت الصين الشريك التجارى الأول لهذه الجزيرة الشيوعية حيث وفرت لها العربات والقاطرات .. فكوبا تبحث عن مساندة على جميع الجبهات الدبلوماسية .. ومن هناك كانت زيارة برونو رودريجيز للصين فى نهاية مايو الماضى.


واستطردت الصحيفة قائلة إن وزير الخارجية الكوبى اجرى فى نهاية يونيو الماضى جولة فى دول الكاريبى استمرت اسبوعا .. ولم يكن السبب هو الحصار المشدد على كوبا فقط وإنما التهديدات الأمريكية ضد نظام نيكولاس مادورو حيث أن فنزويلا ـ وهى الدولة الرئيسية التى تحصل على النفط من كوبا ـ تعد فى قلب هذا المسعى للتحالفات لدى الكوبيين الذين يعتبرون المساندة الروسية ضمانا لأمنهم ... فضلا عن ذلك ، فإن التواجد العسكرى للمستشارين العسكريين الكوبيين فى فنزويلا يواجه تهديدا من جانب الادارة الأمريكية .


وقالت "لوفيجارو" إن إعادة التشكيل الجيوسياسى لمنطقة الكاريبى يمر عبر استبعاد كندا والتى كانت لفترة طويلة احد الشركاء التجاريين الرئيسيين والمساندين لهذه الجزيرة الشيوعية .. والسبب فى ذلك ، هو وضع وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند بلادها فى صف الولايات المتحدة منذ أن تعرض الدبلوماسيون الكنديون فى كوبا لهجمات صوتية لم يتم حلها.


وكان اخر اجراء اغضب السلطات الكوبية ، هو اغلاق سفارة كندا فى هافانا الشهر الماضى لخدماتها فى مجال الهجرة .


ولذا اصبحت اوتاوا ـ والتى قامت فيما سبق بدور الوسيط مع الفاتيكان من اجل إجراء تقارب بين الولايات المتحدة وكوبا عام 2014 ـ خارج اللعبة .. ودفع غضب وزيرة الخارجية الكندية من فنزويلا إلى إغلاق سفارة بلادها فى كاراكاس فى نهاية يونيو الماضى .. وبعد اسبوع ، رد نيكولاس مادورو بإغلاق قنصليات بلاده فى فانكوفر ومونتريال وتورنتو .


أشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن هافانا ـ التى تحظى بنفوذ كبير على مايقرب من عشرين دولة من دول الكاربيى خاصة بفضل مساهمتها فى المجال الطبى ـ أكدت ان موقف أوتاوا لن يمر بدون عواقب .. وفى هذا الصدد يؤكد مصدر كندى أن كوبا لن تساند ـ مع حلفائها فى دول الكاريبى ـ كندا فى مسعاها للحصول على مقعد عضو غير دائم فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.