تبني سلطنة عُمان مبادرات دبلوماسية وسياسات إعلامية تتميز بالحكمة وعدم صب المزيد من الوقود علي الأزمات ، مع الحرص علي تجنب خوض الحروب الاعلامية .
وفي تحليلها لرؤي السلطنة تؤكد وسائل الاعلام العمانية أنها تعكس دوما إيمانا راسخا بأن الصراع بكل أشكاله، وعدم التعاون البناء يعرقل خطط التنمية ، مما ينعكس سلبا على الشعوب، التي تسعي من اجل الرفاه والرخاء والحياة الكريمة ، بدلا من خوض مستنقعات الصراعات والمصادمات التي تتحول الي حروب تستنزف الدماء والثروات الوطنية.
في هذا الإطار تعبر مواقف السلطنة تجاه الأحداث الراهنة التي تمر بها المنطقة، خصوصا في مضيق هرمز، عن القناعات والتوجهات العمانية الثابتة حيث حرصت على إصدار بيان حول الأزمة .
أكدت فيه أولا على حقها في مياهها الإقليمية، وعلي حقوق الجميع في حرية الملاحة العالمية ، ودعت مختلف الأطراف إلى تبني الحوار الدبلوماسي.
ثم جاءت زيارة يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسئول عن الشؤون الخارجية إلى العاصمة الإيرانية، لتعبر عن حرص السلطنة الدائم على صون السلام العالمي وفق القواعد والأسس القانونية والإنسانية.
وقد استقبله الرئيس الإيراني الدكتور حسن روحاني ،حيث أكد أهمية حفظ الأمن وسلامة الملاحة الدولية في منطقة الخليج ومضيق هرمز ،مشيرا إلى أهمية استمرار اللقاءات بين المسئولين في البلدين.وتم خلال المقابلة استعراض العلاقات الثنائية في العديد من المجالات، وسبل تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة. كما تم خلال اللقاء استعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة وخاصة الوضع في المنطقة والمساعي الحثيثة لحفظ الأمن وسلامة الملاحة الدولية في منطقة الخليج.
التقى أيضا يوسف بن علوي ،في مبنى البرلمان الإيراني بالعاصمة طهران، مع علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى. وتم بحث العديد من القضايا الراهنة لاسيما الوضع في المنطقة، حيث استعرض الوزير المسئول عن الشؤون الخارجية مساعي السلطنة للمساعدة في حل الأزمة الراهنة بما يضمن الأمن والاستقرار وكفالة أمن الملاحة في مضيق هرمز.
تم هذا اللقاء في اطار اجتماعاته مع كبار المسئولين ضمن جدول أعمال زيارته كما التقى مع الأدميرال علي شمخاني أمين عام مجلس الامن القومي، وتم خلال اللقاء التأكيد على أهمية إرساء السلام واستتباب الأمن في المنطقة وعلى ضرورة احترام الجميع للقوانين الأمنية للحفاظ على سلامة الملاحة الدولية . في مستهل الزيارة اجرى يوسف بن علوي الوزير المسئول عن الشؤون الخارجية محادثات مع محمد جواد ظريف وزير الخارجية ،وتم خلالها بحث الملفات ذات الاهتمام المشترك والتطورات الإقليمية الجارية في المنطقة حاليا والعمل على ايجاد حلول مناسبة تسهم في حفظ السلام والاستقرار في المنطقة وسلامة حرية الملاحة عبر المضيق.
وكانت السلطنة قد أعلنت في وقت سابق، أنها على اتصال مع جميع الأطراف بهدف ضمان المرور الآمن للسفن التجارية العابرة للمضيق مع احتفاظها بحقها في مياهها الإقليمية.
علي ضوء ذلك فإن المواقف العمانية تقوم على عدد من الأسس التي أسهمت في أن تصبح السلطنة واحة للسلام ، فهي تتبني منذ مطلع عقد السبعينيات توجهات أساسية انطلاقا من على مبادئ حسن الجوار ، والاحترام المتبادل لسيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها ، من أجل توثيق العلاقات التبادلية وبنائها على قواعد تبادل المصالح المشتركة بالإضافة إلى النأي عن الحروب والصراعات والفتن ، وعدم الخوض في مستنقعات العداء ومخاطر التعصب والتطرف والخلافات التي تبدد الجهود والطاقات