كلف الرئيس عبدالفتاح السيسي القائمين على تنفيذ مبادرة حياة كريمة في القرى المختلفة بضرورة تغيير تلك المناطق وساكنيها للأفضل بشكل جذري ومتكامل ، وألا تقف الإجراءات والموازنات عائقا أمام إنجاز المهمة بشكل متكامل.
وقال : "عندما تم دراسة موقف 247 قرية المستهدفة بالمبادرة وتم النظر في كافة تفاصيل حياتها ، وجدنا احتياجات كبيرة جدا تحتاج إلى تضافر كافة قوى المجتمع بما فيها الدولة والمجتمع المدني وصندوق تحيا مصر الذي قدم خدمات كبيرة خلال الفترة الماضية ، وعندما دعينا لإنشائه منذ خمس سنوات كان الهدف حل المشكلات بصيغة أسرع ودون انتظار موازنات الدولة".
ودعا إلى التفكير بشكل غير نمطي في حل مشكلات تلك القري بما يتوافق مع الأوضاع وينهي تلك المشكلات بشكل عاجل .. قائلا "عندما نتحدث عن إنشاء مدارس جديدة لعدد قليل من السكان فهذا لايعني فقط تكلفة البناء ولكن أيضا التشغيل وهو أمر كبير".
وأضاف السيسي : "سنكمل المشوار رغم الصعوبات الشديدة ، ويجب أن نعرف الصورة الكاملة ونبحث أسباب الفقر والعوز للأسر الأكثر احتياحا ، وأولها الزيادة السكانية ، ويجب أن يعي أهالينا في تلك الأسر خطورة هذا الأمر ، وأن المسالة ليست فقط في الإنجاب وتوفير المأكل والمشرب فكل فرد يجب أن نوفر له فرصة عمل ورعاية صحية وتعليم جيد ، بعيدا عن الأفكار الداعية لإطلاق تشريعات مقيدة لعملية الإنجاب ، وهناك دول إسلامية أخرى أصبح لدى مواطنيها الوعي الكافي لتجاوز مشكلة الزيادة السكانية"..داعيا كافة أطياف المجتمع للمشاركة في هذا التغيير وبخاصة من القادرين لدعم تلك الجهود الهامة.
وتابع : "عندما نتحدث عن بلدنا يجب أن ننظر إلى مواردنا لتحديد موقعنا ، ومعدل نمونا السكاني وهل يتوافق مع نمونا الاقتصادي ، ونحن دولة تعدادها أكثر من 100 مليون وموازنتنا محدودة ، ولذلك أشدد دائما علي ضرورة العمل وعدم استهلاك وقتنا في أمور بلا جدوي ، لأن ظروفنا صعبة وموازنتنا أقل من المطلوب ، وعندما يسألني أحد لماذا تبني المدن الجديدة ، وأجيب عليه هذا تطوير عقاري لتنمية موارد الدولة ، والموازنة لم تتحمل أي شيئ ، وإذا كنا قد وجهنا هذه الموارد في الاحتياجات العادية كانت ستستهلك خلال عام وستبقي المشاكل ، ونحن نحتاج إلى 18 تريليون جنيه ، وإذا لم نكن قد اتخذنا إجراءاتنا الاقتصادية كانت مصر ستخرب ، ولم يكن معنا موارد لشراء مستلزمات إنتاج".
وأوضح أن مبادرة حياة كريمة تعد معالجة جزئية سريعة للمشاكل من خلال البدء بالقرى الأكثر احتياجا .. داعيا الشباب للمساهمة مع مصر لوضعها في المكان "الذي نتمني أن نراها فيه".
وأضاف : "في الصحة كان الحل تعظيم مبادئنا من خلال مبادرات مختلفة ، وفي حياة كريمة أردنا أن نوحد الجهود بدلا من أن يعمل كل فرد أو جهة بشكل منفرد ، وكان هناك أسر تعيش في ظروف صعبة جدا ، ولم يكن أمامنا سوى أن نبتكر حلولا ومبادرات حتي نعظم مواردنا ونرشد إنفاقنا".
ووجه الرئيس الشكر للدكتور محمد إبراهيم شاكر وزيرالكهرباء على جهوده لرفع كفاءة شبكات توزيع الطاقة فى كافة قرى مصر وليس فقط القاهرة والإسكندرية والمدن الكبرى..قائلا : "إن هذا لا يعني أننا ضعاف ولكننا نحتاج إلى العمل الشاق والمستمر والصبر حتى نغير واقعنا"..داعيا وزير المالية إلى تخصيص دعم إضافي للمبادرة في ظل الفائض الذي تحقق.
ومن جهتها .. قالت الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي : "إن قصة مصر هي قصة فجوات ، ومهم جدا الإصلاحات التي تحدث على كافة المستويات الاقتصادية والهيكلية"..مؤكدة أن مبادرة حياة كريمة تمثل تحديا في أدبيات مواجهة الفقر.
وأضافت : "إن هناك أبعادا هامة بالتوازي مع مواجهة الفقر من خلال القياسات الدولية العشرة للفقر ، وقد عملنا في 8 برامج ، على كافة المحاور للارتقاء بالمستوي الاقتصادي والبيئي وتحسن التعاون بين كافة العناصر وإتاحة فرص عمل للشباب".
وتابعت : "إن اختيار القرى يتم جغرافيا وفقا للخرائط وتدخلاتنا متنوعة والتنسيق يتم من خلال أكثر من آلية عبر مجلس الوزراء ووزارة التضامن والجمعيات الأهلية ، وهناك تعاون كبير بيننا وبين وزراتي التخطيط والتنمية المحلية".
وأوضحت أن هناك جزءا مهما لخلق برنامج وعي في كل القرى للوعي بقضايا المجتمع وتمكين المرأة والزيادة السكانية .. قائلة : "إن هناك استجابة كبيرة من خلال الوسائل البسيطة التي نعتمدها مع الجامعات والجمعيات الأهلية كما ان هذا البرنامج يسهم في تدعيم قواعد البيانات لمواجهة مشاكل المجتمع".
وقالت : "إن هذه المبادرة مبادرة شركاء ولن تتيح حياة كريمة بالفعل دون أن نعمل معا على مستوى كافة الدولة وكافة عناصر المجتمع وعلى رأسه المجتمع المدني والقطاع الخاص"..مشددة على أن الأهم هو دور الشباب للمشاركة في التصدي للمشكلات.
واختتمت والي حديثها بتوجيه الشكر للرئيس على كافة الإجراءات التي أسهمت في تحسبن مستوى الحياة لهذه الأسر وتوفر فرص عمل من خلال المشروعات القومية.
وتحدث ممثل شركة شنايدر العالمية معربا عن سعادتهم كشركة فرنسية عالمية متخصصة للتحول الرقمي والطاقة في مؤتمر الشباب إلى جانب مساهمتها في المشروعات القومية بالعاصمة للإدارية والجلالة والعلمين وشرق بورسعيد ومبادرة حياة كريمة .. معتبرا أن مساهمة الشركة في هذه المبادرة جزء من حق الدولة المصرية عليهم.
ولفت إلى أنه تم التوقيع خلال زيارة الرئيس الفرنسي على بروتوكول مع وزارة التضامن لتطوير خمس قرى أكثر احتياجا من خلال توفير مياه نظيفة وخدمات صحية أفضل وفرص عمل كما تم مدهم بالطاقة الشمسية والنظيفة.
وقال : "نحن كشركةً أجنبية نشجع كافة الشركات علي القيام بهذه المساهمة المجتمعية وتشجيع الشباب ورفع كفاءتهم وتأهيلهم ، ويجري حاليا التنسيق لإنشاء معهدا في الصعيد بالتعاون مع معهد تومبسكو".
ونقل إسماعيل العربي ممثل شركة العربي تحيات مؤسس الشركة الحاج محمود العربي .. قائلا : "إن فلسفة الشركة تشدد على ضرورة أن يكون لنا مساهمة كبيرة في خدمات المجتمع بالمشاركة في مشروعات مختلفة في قطاعات مختلفة ابرزها توفير المياه النظيفة".