الثلاثاء 2 يوليو 2024

"حياة كريمة" مبادرة الأمل تنقذ 13 قرية الأكثر احتياجا بمحافظة المنيا.. ويدعمهم 241.3 مليون جنيه خلال المرحلة الأولى من المبادرة

تحقيقات4-8-2019 | 17:18

كانت مبادرة حياة كريمة، بمسابة الفانوس السحري لمحافظة المنيا، لانتشلها من الفقر والجهل وحل كافة المشاكل التي لدى القرى الفقيرة الأكثر احتياجا، حيث تم تخصيص مبلغ 241.3 مليون جنيه، لدعم 13 قرية ضمن المبادرة خلال المرحلة الأولى، تحت إشراف وتنفيذ وزارة التخطيط والإصلاح الإداري بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي.

وجاءت القرى المستهدفة من المبادرة قرية (كفر المغربي) بالعدوة، وقرية (الأمل) بمركز المنيا وقريتي (السلام - والنجاح) ببني مزار، وقرية (الشيخ عبادة) بملوي، وقرية (الهمة رقم 1) بمطاي، وقرية (زعبرة) في ديرمواس، وقرية (الشيخ مسعود) بالعدوة، وقرية (الوفاء) في سمالوط، وجزيرة (شيبة) في أبوقرقاص، وقرى(نزلة أولاد الشيخ - زاوية الجدامي - شارونة) في مغاغة".

نجاح المبادرة

ونجحت محافظة المنيا خلال تلك المبادرة في إعادة أعمار وترميم 40 منزلا بقرية الشيخ مسعود بمركز العدوة، بمبلغ 2 مليون وسيتم تسليمها للأهالي نهاية الشهر الجاري، وفتح 3 فصول لمحو الأمية بالتعاون مع عدد من الجمعيات الأهلية وتوزيع عدد من المساعدات العينية والمادية وأجهزة تعويضية.

كما أنهت المحافظة أعمال لجنة المواطنة بـ25 قرية على مستوى مراكز المحافظة التسع، من إجمالي 44 قرية تم استهدافها بمجموعة من فعاليات برنامج الأنشطة التوعية والتثقيفية الذي تم إطلاقه بعدد من القرى الأكثر احتياجاً والذي يستمر حتى نهاية شهر أغسطس القادم.

رصدت "الهلال اليوم" حال القرى الأكثر احتياجا، بمحافظة المنيا، ضمن مبادرة "حياة كريمة" خلال المرحلة الأولى في التقرير التالي:


كفر المغربي

"منازل مبنية من الطوب اللبن يغطي سقفها الخوص.. يتخللها الأمطار في فصل الشتاء.. والشمس الحارقة خلال الصيف.. أهالي يعيشون على الزراعة الموسمية.. ويتركون التعليم بعد الإعدادية لعدم وجود مدارس ثانوي.. مهاجرين خارج "كفر المغربي" المنيا متجهين إلى القاهرة أو الإسكندرية أو خارج الدولة".

تقرير رصدته "الهلال اليوم" عن أغلب المشاكل التي يواجهها أهالي قرية "كفر المغربي" التابعة لمجلس قروي الشيخ مسعود إحدى القرى التابعة لمركز العدوة".

"فنقص الخدمات الصحية - ارتفاع البطالة - عدم وجود مركز شباب- ارتفاع نسبة الأمية- عدم وجود مدرسة ثانوي"، جعلتها تصنف ضمن القرى الأكثر احتياجا وتدخل ضمن المرحلة الأولى لمبادرة حياة كريمة بمحافظة المنيا.

فطبقا لأخر إحصائية إصدارها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عام 2018، وصل تعداد السكان بتلك القرية حوالي 7 آلاف و700 نسمة.

طبيعة القرية

يعيش غالبية أهلها على الزراعة، خصوصا زراعة محصول الطماطم مستغلين المساحات الشاسعة المحيطة بالصحراء، بينما يهاجر غالبية أبنائها خارجيًا إلى ليبيا بحثًا عن لقمة العيش، وداخليًا إلى محافظات القاهرة والإسكندرية.

مشاكل القرية

ويعاني أهالي القرية من عدم وجود مشروعات صغيرة أو كبيرة تعمل على تشغيل الشباب في القرية، مما عمل على ارتفاع نسبة البطالة في "كفر المغربي"، أو هجرة العديد من الشباب إلى خارج محافظة المنيا، فتعتمد القرية على الزراعة الموسمية، حسبما أوضح عمدة القرية خالد طلعت، في تصريحات صحفية.

كما تفتقر القرية وجود الخدمات الأساسية كمكتب بريد، ومراكز أو ملاعب للشباب، أو جمعية زراعية، ووحده صحة وشبكة صرف صحي، كما لا يوجد إلا مدرسة ابتدائي واحدة فقط وأخرى إعدادي، أما الثانوية عامة فلا يوجد أي مدرسة أو معهد ديني، لذلك يتوقف غالبية القرية عند مستوى تعليم الإعدادية فقط، ويتركون بعد ذلك التعليم، وهناك من يستمر ويسافر للقرى المجاورة لتكملة تعليمة.

قرية شارونة

و"في برد الشتاء القارص .. تغرق المنازل وتعوم الأثاث"، أزمة يعاني منها أهالي قرية شارونة التابعة لمركز مدينة مغاغة بمحافظة المنيا، والتي تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، حيث تعد من القرى الأكثر احتياجا، ضمن المرحلة الأولى من مبادرة "حياة كريمة" بمحافظة المنيا.

ورغم أنها تعد أشهر القرى التي تقع على خريطة مصر الأثرية ومن أشهر الآثار الفرعونية الموجودة بها مقبرة الملك بي عنخ حيث تأتي لها بين الحين والأخر بعثات علمية وعالميه لاكتشاف الآثار الموجودة فيها، إلا أنها تعاني من فقر شديد في الوحدات الصحية، وتهالك خطوط مياه الصرف الصحي والري ومياه الشرب.

قرية زاوية الجدامي

"أبواب بلا شبابيك .. بلا سقف يحمي الأسرة من برد الشتاء.. منازل لا تحتوي على حمامات لقضاء الحاجة" .. حياة بدائية يعيشها أهالي عزبة محمد إبراهيم التابعة لقرية زاوية الجدامي -شرق النيل- بمغاغة، فهي أحدى القرى المحرومة من المياه والكهرباء والخدمات الأساسية.

فنشر المركز الإعلامي لأهالي مدينة مغاغة، بمحافظة المنيا، شمال الصعيد، تقرير مصور مع أهالي عزبة محمد إبراهيم، حيث كشف التقرير خلو منازل العزبة تمامًا من الاحتياجات الإنسانية الضرورية واللازمة لحياة الإنسان، حيث يعيش أهلها على مياه الترع، ولا تحتوي العزبة على وحده صحية أو مدرسة.. فهي قرية تفتقر لأبسط وسائل الحياة التي تجعلهم على قيد الحياة".

قرية "أولاد الشيخ"

مشاكل كثيرة تحاصر أهالي قرية "أولاد الشيخ" التابعة لمركز مغاغة بمحافظة المنيا، جعلتها تدخل ضمن المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة، فكانت أبرزها تعرض الأهالي للغرق، نتيجة عدم توافر لنشات، ومعديات آمنة، لنقل المواطنين من شرق النيل إلى مدينة مغاغة لتلبية احتياجاتهم خاصة.

كما أن القرية مهددة بالغرق، نتيجة ارتفاع منسوب المياه الجوفية بمنطقة " دويلة " وسوء تركيب مواسير مياه الري، مما عمل على تجمع كميات كبيرة من المياه، أسفل التربة وبدأت في مداهمة المنازل من الأسفل، بالإضافة إلى معاناة أهالي القرية من نقص الخدمات في الصرف الصحي ومياه الشرب.

وعلى مستوى التعليم، فأن القرية تفتقر لوجود مدرسين يقومون بالتدريس داخل المدارس، فلا توجد مدرسين لغة إنجليزية أو رياضيات داخل المعاهد الدينية،

وقال حمدي مصطفى أحد أهالي قرية "أولاد الشيخ"، في أحدى اللقاءات التليفزيونية، إن المنازل معرضة للانهيار في أي وقت، نتيجة ارتفاع منسوب المياه الجوفية وتسربها تحت المنازل مما جعلها هاشة آيلة على السقوط في أي لحظة.

قرية الشيخ مسعود

قلة مياه الترع والجفاف يحاصر الأراضي الزراعية بقرية "الشيخ مسعود" بمحافظة المنيا، أزمة يعاني منها الفلاحين مع اقتراب فصل الصيف، وبدء زراعة القمح والذرة الشامي.

وشكا عدد من المزارعين بقرية "الشيخ مسعود"، من نقص مياه الري بالترعة الرئيسية لري أراضى القرية والقرى المجاورة، مما يشكل خطورة كبيرة قد تؤدى إلى بوار تلك الأراضي.

 فلم تكن هي الأزمة الوحيدة بل تفتقر القرية أيضا وجود صرف صحي ومياه شرب، ووحده صحية، وتهالك المنازل نتيجة تسرب المياه الجوفية من أسفلها، وعدم وجود أسقف تحمي الأهالي، بالإضافة إلى عدم وجود مركز شباب.

قرية "الهمة رقم 1" بمطاي

يعاني أهالي قرية "الهمة رقم 1"، بمركز مطاي بمحافظة المنيا، من مشاكل انقطاع المياه والكهرباء بشكل مستمر، بالإضافة إلى غلق الوحدة الصحية، مما عمل على حرمان أهالي القرية من الحصول على خدمات صحية، بالإضافة إلى عدم توافر مياه لري المحاصيل الزراعية.

قرية الشيخ عبادة

قرية "الشيخ عبادة" احدي قري مركز ملوي بمحافظة المنيا، تعاني من الإهمال الشديد، والتي تشهد العديد من أثار بمختلف العصور، تؤهلها لآن تكون مزار سياحي، إلا أن القمامة تحاصرها من جميع الاتجاهات، غارقة في مياه الصرف الصحي.

أبدى المواطنين استياءهم من عدم وجود اهتمام من قبل المسئولين تجاه تلك القرية الأثرية، حيث لا يوجد بها مراسٍ للعوامات بمواصفات قانونية، أو وحدة إطفاء حريق، أو طبيب مقيم بالوحدة الصحية، أو أمصال لعلاج لدغات الحشرات، فضلاً عن كثافة الطلاب في الفصول.

الوحدات الصحية

أوضح أحد أهالي القرية، أنه كان هناك وحدة صحية تم تجديدها منذ سنوات، إلا أنها الآن لا تعمل، مؤكدا أن الأهالي ناشدوا المسئولين كثيرا ولا يوجد من يلتفت إلى تلك المناشدات والشكاوى.

وأضاف في تصريحات صحفية، أن تلال القمامة تحاصر القرية من جميع الاتجاهات، مما جعلها موطن للأمراض والثعابين والحشرات شديدة الخطورة على الأهالي، بجانب أنه ليس هناك أمصال كافية تعالج لدغات الثعابين والحشرات.

وعلى مستوى التعليم

أوضحت أمال محمد، أن هناك مدرسة إعدادية واحده فقط بها 6 فصول، مما نتج عنه تكدس الفصول بالطلاب وعدم قدرتهم على استيعاب موادهم الدراسية، بجانب أن هناك مدرسة واحد فقط ابتدائي، مؤكدة أن الأهالي ناشدو المسئولين بشأن توفير أراضي لبناء مدارس ابتدائي وإعدادي داخل القرية.

مياه الشرب والصرف

وأكدت أن المياه لدينا يتم سحبها من باطن الأرض من خلال "غاطس"، وفى حالة ضعف التيار الكهربائي، تنقطع المياه عن جميع منازل القرية، لعدم تشغيل مضخات سحب المياه.

وأشارت إلى أن القرية كان المخطط لها دخول الصرف الصحي منذ عدة سنوات ولكن لم يتم حتى اليوم ادخل الصرف الصحي، موضحة أن شبكة خطوط مياه الشرب لم يتم تجديدها منذ 40 عاما، مما يعرض حياة المواطنين للخطر.

جزيرة شيبة

حالة من اليأس انتابت أهالي جزيرة شيبة بمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا، نتيجة إهمال الوحدة المحلية في حل مشاكل الجزيرة، والتي تماثلت في عدم وجود معديات آمنه، وتدهور حالة الطرق، بالإضافة إلى عدم وجود أطباء داخل الوحدة الصحية.

وأعرب عبده شهاب أدم، أحدى الأهالي، عن استياءه من الإهمال الشديد التي تعاني منه الجزيرة، وتهرب المسئولين من الأهالي لحل مشاكلهم.

وأضاف خلال تدوينه أرسلها إلى صفحة المجلس المحلي لمركز أبو قرقاص على الفيس بوك، إن القرية تفتقر للعديد من الإمكانيات والتي على رأسها عدم وجود أطباء متخصصين في المجال الطبي، مشيرا إلى أن هناك طبيب جلدية يقوم بالكشف في مجال الأطفال.

وقال نشأت إبراهيم، أحد الأهالي بالجزيرة، إن الأهالي يعانون من عدم وجود رغيف عيش بعد الساعة 8 صباحا، مشيرا إلى أن الفرن يخبز رغيف الخبز من الساعة 4 فجرا ويتم الانتهاء من البيع في تمام الساعة 8 صباحا، فضلا عن أن جودة العيش رديئة.

وطالب إبراهيم، بضرورة توفير أكثر من فرن داخل الجزيرة لخدمة أهالي المنطقة، مناشدا وزير التموين والتجارة الداخلية بالنظر في مشكلتهم.

قرية السلام ببني مزار

"القمامة - انقطاع المياه- تدني مستوى الوحدة الصحية" أبرز المشاكل التي تعاني منها قرية السلام بمركز بني مزار بمحافظة المنيا، جعلها على رأس القرى الأكثر احتياجا للتطوير، ضمن مبادرة "حياة كريمة" التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا.

فعبر أبو حازم الهنداوي، من أهالي القرية، عن استياءه من تجاهل الوحدة المحلية لمطالب الأهالي بشأن تطوير القرية، مشيرا إلى أن أبناء القرية يعيشون على مياه غير صحية تسبب أمراض كثيرة، بجانب تدني الوحدة الصحية بالقرية وخلوها من الأطباء.

وأضاف الهندوي في شكوى قدمها للمجلس المحلي بمركز بني مزار، أن القرية يحوطها الكثير من القمامة، بالإضافة إلى تكدس الفصول بالطلاب في المراحل الابتدائية والإعدادية، مطالبا بضرورة حل مشاكلهم والنظر إلى مطالبهم التي هي من حق أي مواطن بسيط.

قرية زعبرة

قرية زعبرة هي إحدى القرى التابعة لمركز دير مواس بمحافظة المنيا، تعاني من إهمال شديد في مياه الشرب والصرف الصحي والري، مما عمل على ارتفاع نسبة الإصابة بالفشل الكلوي داخل القرية، في ظل عدم وجود مركز للغسيل الكلوي، بالإضافة إلى مشاكل تتعلق بالطرق والقمامة وانقطاع الكهرباء.

ويبلغ إجمالي السكان في القرية نحو 2962 نسمة، منهم 1551 رجل و1411 امرأة، حسب أخر إحصائية للجهاز التعبئة والإحصاء.

وطالب أحمد الزعبري، أحد أهالي القرية، بضرورة إنشاء مركز للغسيل الكلوي داخل القرية، مشيرا إلى أن أقرب مركز للقرية للعمل الغسيل الكلوي على بعد 20 كيلو متر، الأمر الذي يكون مجهدا على المرضى.

وأضاف الزعبري في تصريحات صحفية، أن القرية تعاني من انتشار القمامة في الترع نتيجة جفافها لأكثر من شهر، حيث تقوم بعض الأهالي بالإلقاء القمامة داخل الترعة.