الثلاثاء 2 يوليو 2024

أحد السعف.. فرحة الأقباط التي تسبق «آلام المسيح»

8-4-2017 | 16:03

يحتفل مسيحيو العالم في هذا اليوم من كل عام بعيد السعف، الذي يعود لذكري دخول السيد المسيح إلي أورشليم، ممتطيًا آتان -أنثى الحمار-، عندها خرج أهل المدينة لاستقباله بالهتاف حاملين أغصان الزيتون وسعف النخيل والورود، مرددين عبارة «أوصنا في الأعالي.. أوصنا لابن داوود».

كلمة «أوصنا» في اللغة العربية تقابلها باللغة الآرامية -لغة السيد المسيح- كلمة «شعانين»، وهذا هو السبب الرئيسي وراء تسمية هذا العيد بـ«أحد الشعانين» في العقيدة المسيحية، ورغم أن هذا العيد يبدأ مع أسبوع الآلام، الذي تمت محاكمة المسيح فيه وصلبه حتى الموت ودفنه ثلاثة أيام قبل قيامه من وسط الأموات وصعوده للسماء مرة أخرى -بحسب الاعتقاد المسيحي-، إلا أن الكنيسة تحتفل به كعيد، ولا تعلق الستائر والشارات السوداء إلا عقب انتهاء قداس السعف.

وقال المؤرخ اليهودي يوسيفوس الذي عاش في القرن الأول الميلادي، إن أهل أورشليم تجمعوا في هذا اليوم، وأتوا من كل حدب وصوب؛ لتقديم ما أمرت به الشريعة، حيث كان لزامًا على كل يهودي أن يحضر إلى أورشليم للاحتفال بعيد الفصح، أعظم أعياد اليهود، وفيه تذكار خلاصهم بحسب سفر الخروج (12)، وتبدأ الكنيسة طقس الاحتفال من عشية الليلة السلبقة بمجموعة من الصلوات، ويتجمع بائعو السعف والزهور أمام الكنيسة، ليشتري المصلين السعف.

وعقب القداس يبدأ أسبوع الآلام، وتصلي صلاة الجناز العام علي جموع المصلين، وبهذا القداس لا تعاد القداسات إلا يوم الخميس التالي، والذي يسمي «خميس العهد»، الذي تأسس فيه سر التناول، وخلال الثلاثة أيام التالية وتحديدًا من الإثنين وحتى الأربعاء، لا تتم أية أسرار كنسية؛ نظراً لحالة الحزن، وتصلي صلوات "البصخة" فقط .

وبحسب كتاب "تأملات في أحد الشعانين"، للبابا شنودة الثالث، تقسم أحداث اليوم إلى ثلاث وقائع، أولها تآمر حنآن وقيافا، رؤساء كهنة اليهود على المسيح لغيرتهم من شعبيته الجارفة وسط الناس، وثانيها التنبؤ بخراب أورشليم، وأخيراً بكاؤه، ويروى المؤرخ القبطي أبوالمكارم سعدالله بن جرجس، والذي عاش في القرن الثاني عشر الميلادي، بكتابه «كنائس وأديرة مصر»، كان من عادة الأقباط وخصوصًا أهل الإسكندرية أن يخرجوا الزيتونة فى احتفال يوم «الشعانين» ويشقوا بها الإسكندرية، ومع التضييق عليهم انحصرت الاحتفالات داخل الكنائس حتى انتهى عهد المواكب.