الخميس 6 يونيو 2024

بعد تسليم ترسانة أسلحتها رسميا.. هل تختفي «إيتا» الإرهابية للأبد

8-4-2017 | 16:16

استجابت حركة إيتا الإسبانية الانفصالية إلي مطالب فرنسا وأسبانيا بتسليم أسلحتها إلى الشرطة، وأعلنت المنظمة المسلحة اليوم، عن تسليمها إلى الشرطة قائمة بـ 12 مخبئا للأسلحة تضم كامل ترسانتها من أسلحة ومتفجرات في جنوب غرب فرنسا، إلا أنها اشترطت الإفراج عن أعضائها المعتقلين.

وكانت منظمة "إتيا" الداعية لانفصال منطقة الباسك أعلنت أمس الجمعة، عزمها تسليم أسلحتها بالكامل السبت.

وقالت في الإعلان لإذاعة وتلفزيون "بي بي سي" إنها ستسلم لائحة بمخابئ الأسلحة والمتفجرات التي تملكها وتقع كلها في فرنسا.

وصوت البرلمان الباسكي الإسباني بأغلبية ساحقة بواقع 64 صوتا ، لصالح قرار يدعم إلقاء إيتا الانفصالية لسلاحها ، وطالب البرلمان من المنظمة الانفصالية، تسليم سلاحها بشكل كامل ونهائي، على أن يتم التأكد من ذلك في أسرع وقت وهو أمر يراه الحزب الشعبي غير كافي ولذلك صوت 9 نواب منه ضد القرار.

وبحسب المراقبون فإن تسليم حركة ايتا المسلحة لترسانة أسلحتها خطوة في الاتجاه الصحيح وطي صفحة الإرهاب التي عاشتها هذه المنطقة من العالم، غير أن البعض يري أنه كان من الأفضل إعلان حل الحركة وأن تختفي إلي الأبد.

وقال أحد المشرعين من حزب الشعب الباسكي في تصريحات إعلامية: “كنت أود أن أشاهد هذا البرلمان أن يطالب إيتا بأن تحل، وأن تختفي إلى الأبد من حياتنا، و يجب أن يعترفوا بالألم الذي تسببوا فيه، وعليهم أن يطلبوا الغفران والسماح، وأن يتعاونوا مع السلطات للتحقيق في الجرائم التي لم تحل بعد".

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى"، مساء أمس الجمعة، عن وزير الداخلية الإسباني قوله "ما يجب على إيتا فعله هو أن تحل نفسها وتختفي".

 

“إيتا” المسلحة.. إلقاء السلاح مقابل التفاوض بشأن معتقليها

كانت حركة ايتا الانفصالية ترفض تسليم أسلحتها وتطالب بالتفاوض بشأن أعضائها المعتقلين، فالمنظمة التي نشأت في 1959 و تعني أرض الباسك والحرية باللغة الباسكية، تأسست خلال الكفاح المسلح ضد تيار فرانكو في إسبانيا، تكررت أنشطتها الدموية على مدار العقود الأربعة الماضية، مما أدى إلى سقوط حوالي الألف قتيل وآلاف الجرحى، من بينهم ضباط وعناصر من القوات المسلحة وقوات الأمن الإسبانية، بالإضافة إلى السياسيين وأصحاب الشركات والصحفيين وعدد كبير من المواطنين، فضلا عن عمليات الخطف والتهديد والابتزاز التي يتعرض لها حتى أهالي الباسك غير المؤيدين لأعمال ونشاطات "إيتا" المسلحة.

وبالرغم من أن “إيتا” والسلطات الإسبانية اتفقوا أكثر من مرة عن هدنة لوقف إطلاق النار، إلا أنها لم تصمد طويلا، ففي مارس 2006 أعلنت منظمة إيتا هدنة دائمة، إلا أن مطار بارخاس في العاصمة الاسبانية مدريد، شهد تفجير قنبلة، أدت إلى مقتل شخصين، وأدت إلى وقف الهدنة.

و في أكتوبر 2011 أعلنت منظمة إيتا وقفها النهائي لنشاطها المسلح ، إلا أنها رفضت تسليم أسلحتها وتبحث التفاوض مع الحكومة الإسبانية بشأن وضع سجنائها، ودعت المنظمة كل من باريس ومدريد للحوار المباشر بهدف وضع السلاح مقابل عفو جماعي لمسلحيها، لكن في مارس 2017 أعلنت عن موعد إلقاء سلاحها بشكل نهائي من جانب واحد ودون قيد أو شرط علي أن يكون ذلك في 8 أبريل 2017.

ويري المراقبون أن ذلك ربما يكون تحول في سياسة “إيتا”، على الأقل مؤقتا؛ إذ بدأت بخلط أوراقها من جديد وبرسم خطة مختلفة تقود المنظمة إلى أهدافها المنشودة.

يشار إلى أن الشرطة الفرنسية كانت اعتقلت بالتعاون مع الحرس المدني الإسباني زعيم منظمة "إيتا" الإرهابية، ميكيل ايراستورثا- حسبما أفادت تقارير إعلامية مؤخرا.