ووصف الأهالي المبادرة بأنها طوق نجاة لهم ولقريتهم الواقعة وسط صحراء مركز بدر، فمنذ إقامة القرية في الستينيات من القرى الماضي تعاني من الحرمان من كافة الخدمات الأساسية كالصرف الصحي، والرعاية الصحية والتعليمية، فضلا عن المجمعات الخدمية الحكومية والتي على رأسها مكتب البريد.

يقطن القرية نحو ألف مواطن، يعمل أغلبهم باليومية في المزارع والأراضي المجاورة كالمزارع الكبيرة بالمراكز الصحراوية مثل وادي النطرون والنوبارية، ويعيشون في حالة فقر مدقع نتيجة لانخفاض يومياتهم، فضلا عن عدم وجود أي مرفق للخدمات الصحية والأساسية بالقرية.

لا توجد بالقرية إلا مدرسة واحدة للمرحلة الابتدائية، أما بقية المراحل الدراسية يكملونها في مدارس القرى المجاورة، حيث أن أقرب مدرسة إعدادية على بعد 8 كيلو، مما يزيد من حالات تسرب التلاميذ من التعليم بسبب ارتفاع تكاليف الانتقال إلى المركز وبعد المسافة.

تحتاج القرية إلى منظومة متكاملة من الخدمات وأهمها إقامة مكتب للبريد للتيسير على المواطنين صرف معاشاتهم خاصة وأنهم من كبار السن، وكذلك إقامة وحدة صحية ومركز للشباب ومركز للإطفاء والإسعاف بالإضافة إلى إدراج القرية ضمن خطة الصرف الصحي للمحافظة.

وتمتد المسافة بين مركز بدر إلى قرية "الخرطوم" نحو 7 كيلو مترات، لكن الطريق شبه متهالك وغير ممهد فجميعها ترابية وغير منتظمة بسبب البناء العشوائي، لكن هذا الطريق هو الوسيلة الوحيدة الرابطة بين القرية والمركز لتلقي كافة الخدمات حيث لا يوجد بالقرية لا وحدة صحية ولا صيدلية ولا مخبز ولا مركز للشباب.

وما أن أطلق الرئيس السيسي مبادرة حياة كريمة، تعلقت آمال الأهالي في أن تنجح المبادرة في توفير حياة كريمة لهم، حيث بدأت المبادرة في رصد مشكلات القرية، واحتياجاتها، ورصدت وجود 232 منزلاً بينهم 35 منزلاً يحتاج للسقف، و16 منزلاً بدون مياه للشرب، و12 منزلاً بدون كهرباء.

ورصدت المبادرة أيضا حرمان القرية محرومة من الصرف الصحي ومكتب البريد ولا يوجد بها وحدة صحية أو صيدلية أو مركز شباب أو نقطة شرطة، وكذلك ضعف في الكهرباء، وبالتعاون بين أجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدني نجحت المبادرة في زرع 8 أعمدة كهرباء و60 كشافا كهربائيا جديد لإنارة شوارع القرية وتنفيذ نحو 70% من أعمال تجديد وإحلال خط الكهرباء المغذى للقرية.

كما تم رصد مبلغ مليون و350 ألف جنيه للبدء في إعادة رصف طريق بدر-الخرطوم بطول 1250 متر، وتحويل الكابلات الهوائية إلى كابلات أرضية، وتكثيف النظافة ورش الحشرات بالقرية، وتنفيذ قافلة للكشف على العيون استفاد منها 500 من أهالي القرية وصرف العلاج والنظارات الطبية للمرضى، كما تم توزيع سلع غذائية وبطاطين وملابس على الفقراء من الأهالي"، حسبما أكد جوزيف حليم منسق مبادرة حياة كريمة بمركز بدر، كما تم توزيع كميات كبيرة السلع الغذائية والبطاطين على المواطنين بشكل عاجل  بالإضافة إلى تكثيف الجهود لرفع مستوى النظافة داخل القرية.