الأحد 19 مايو 2024

«باب العبيد» تودع عهد الإهمال.. مشروعات خدمية لتطوير القرية ضمن مبادرة «حياة كريمة»

تحقيقات9-8-2019 | 16:42

تعتبر قرية باب العبيد الواقعة بمنطقة أبيس بحي وسط الإسكندرية واحدة من أفقر قرى المحافظة الساحلية، حيث جاءت ضمن القرى الفقيرة إلى جانب "بنجر السكر 1 و2" و"الروضة"، حسبما كشفت دراسة حول خرائط الفقر لإقليم الإسكندرية، والتي أعدتها 3 جهات هي "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وزارة الإسكان، الهيئة العامة للتخطيط العمراني".


تقع القرية التي تبلغ مساحتها 4580 مترًا، بالقرب من الملاحات، ويمتهن أغلب قاطنيها مهنة الصيد في تلك الملاحات التي يعيشون على ضفافها، ويعمل آخرون كعمال موسميين في الأراضي الزراعية المجاورة، ويعيشون في منازل بدائية متهالكة مبني معظمها من الخوص.


وسيلة الانتقال الوحيدة من القرية هي القوارب ليعبروا من خلال مصرف عمقه ثمانية أمتار نحو الطريق الصحراوي ومنه إلى باقي مدن المحافظة، إلا أن هناك وسيلة أخرى للانتقال عبر طريق وحيد غير ممهد وغير صالح للسيارات يبعد عن الطريق الصحراوي نحو 4 كم ونصف، لكن الأهالي لا يفضلونه لكونه وعرا وغير آمن.


والقرية تشكو عدم وجود نقطة شرطة أو مستشفى قريب، كما لا توجد بها لا مدارس ولا وحدة صحية، وأقرب مدرسة تقع في البر الثاني من المصرف، ما يستدعى ركوب التلاميذ مراكب متهالكة للعبور إليها، ما يعرض حياتهم للخطر حيث وقعت عدة حالات غرق بسبب تلك القوارب.


كما أن حالة المنازل متهالكة ومسقوفة بطرق بدائية، لا تحمي ساكنيها من الأمطار شتاء، وتكون مصدرا للحشرات والقوارض في الصيف، كما أن تلوث الملاحات بمياه الصرف الزراعي والصحي أدى لموت الأسماك بها، ما دفع الأهالي للعمل بمهن أخرى بخلاف الصيد إلا أن أجورهم اليومية ضعيفة لا تكفيهم على تحمل أعباء الحياة.


وبعد انطلاق مبادرة حياة كريمة، اختارت جامعة الإسكندرية القرية للبدء في مشروع تطويرها، في إطار تنفيذ تكليفات الرئاسة للجامعات المصرية، بتطوير العشوائيات من خلال قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة في الجامعات.


حيث تم تحديد ورفع دقيق لمناطق العمل المؤثرة مثل مدخل القرية وكوبري باب العبيد ومحيط الجامع الكبير ومركز القرية ذي النشاط التجاري والواجهتين المطلين على المصرف الزراعي والهاويس الرابط بين المصرف الزراعي وحوض الـ 5000 فدان من بحيرة مريوط، وسيتم رفع مذكرة وافية بتفاصيل المشروع والخامات والاحتياجات المطلوبة للتنفيذ.


وشملت خطة التطوير المزمع تنفيذها بواسطة لجنة مشكلة من كافة الجهات التنفيذية، رصف الطريق الرئيسي، ورفع مستوى المياه في بحيرة مريوط، وعمل شبكة الصرف الصحي، وإنارة الشوارع، وإنشاء نقطة شرطة للحفاظ علي الأمن.


وتستهدف أيضا الخطة زيادة عدد فصول محو الأمية بالقرية إلي 10، وزيادة عدد ماكينات الحياكة، فضلا عن تشجير القرية بالأشجار المثمرة، كما سيجري إنشاء مركز للإسعافات الأولية والقوافل المجتمعية المتكاملة الطبية والبيطرية والزراعية والخدمية، فضلا عن إنشاء مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر كأحد الحلول للتنمية والتغلب على البطالة.


كما تم إطلاق قافلة طبية ضمت 9 عيادات طبية في تخصصات "الباطنة، الجراحة، النساء، الأطفال، القلب، العيون، العظام، الجلدية، الأسنان، تنظيم الأسرة" جرى خلالها تقديم خدمة الكشف والعلاج مجانا لأهالي المنطقة.