6 أعوام
مرت على فض اعتصامي الجماعة الإرهابية في ميداني رابعة العدوية والنهضة، ذلك
الاعتصام الذي استمر لنحو 47 يوما وكان مصدرا لتهديد وإرهاب الدولة، حيث عمل أعضاء
التنظيم على إطلاق التهديد والوعيد للمصريين والتحريض على العنف بعدما لفظهم الشعب
في ثورة 30 يونيو.
ووصف
خبراء أمنيون الاعتصامين بأنهما كانا مصدرا للإرهاب حيث استهدفت الجماعة الاستقواء بالخارج
عبر اعتصامها ، موضحين أن الدولة صبرت عليهم
بشكل أكثر من اللازم وشهدت عملية الفض توفير ممرات آمنة لهم إلا أنهم بادروا
بإطلاق النيران حتى سقط أول شهيد من قوات الشرطة وهو الضابط الذي وجه لهم نداءات
الخروج عبر الممرات الآمنة.
الاستقواء بالخارج
اللواء فاروق
المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، قال إن جماعة الإخوان الإرهابية كانت تقصد من
اعتصامي رابعة والنهضة أن تثبت للدول الخارجية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية حينها
وعلى رأسها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ووزيرة خارجيته أن لهم أماكن في وسط
القاهرة وأن هناك انقساما داخل البلاد، وأنهم ليسوا عصابة إرهابية تحاول إحداث فوضى
في البلاد.
وأوضح المقرحي،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الاتحاد الأوروبي كان يسعى من خلال كاترين آشتون في ذلك الحين إلى إضاعة
الوقت ليمكن الجماعة الإرهابية من السيطرة على مساحة أكبر من ميداني رابعة في مدينة
نصر والنهضة في الجيزة، ولكن حينما تبينت نوايا تلك الدول والأجهزة المخابراتية المتعاونة
معها صدر القرار بفض الاعتصام بالطرق السلمية.
وأكد أن عملية
الفض كانت تشمل ممرات آمنة في رابعة والنهضة للخروج الآمن لهؤلاء، وحينما قام النقيب
الشهيد شادي مجدي بالنداء عليهم للخروج من الممرات أطلقوا النار عليه وسقط كأول شهيد
في ذلك اليوم، ثم أطلقوا الأعيرة النارية على مرأى ومسمع من رجال الإعلام على القوات
المتقدمة لفض الاعتصام.
وأضاف المقرحي
إنه لم يكن هناك بديل من فض الاعتصام فورا وتم فضه في سويعات قليلة في النهضة، ونحو
7 ساعات في رابعة، موضحا أنه كان معلوما من الساعة العاشرة مساء اليوم السابق على الفض
أن فض الاعتصامين سيكون في الساعة السابعة والنصف صباح 14 أغسطس وأعلن ذلك.
وأشار إلى
أن العصابة الإرهابية تجاهلت ذلك واعتقدت أن الدولة لن تستطيع اتخاذ الإجراء الحاسم،
نظرا لدعم الأجهزة والدول الأجنبية هذا التنظيم، مضيفا إن الدولة نجحت في الفض بحضور
الصحافة والإعلام وفي وضح النهار.
«يا نحكمكم
يا نقتلكم»
فيما قال اللواء
محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن اعتصام الجماعة الإرهابية في ميداني
رابعة العدوية والنهضة استمر لمدة 47 يوما وكان فضه ضرورة، حيث سبب حالة من الفوضى
والتهديد للأمن المصري وكانت الدولة حينها شبه دولة كما وصفها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأوضح نور
الدين، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الدولة بدأت في إرسال وسطاء مع قيادات
الجماعة في الاعتصامين، لكن لم يأت الأمر بنتيجة وتكبروا، مضيفا إن الجماعة بمليشياتها
اعتقدوا أنهم أكبر من الدولة، إلا أن وزارة الداخلية بإذن من النائب العام حينها أصدرت
قرارا بالفض.
وأضاف إن عملية
الفض كانت بحضور رجال الإعلام والصحافة المصريين والأجانب، موضحا أن الجميع يتذكر الضابط
الشهيد الذي وجه النداءات للمعتصمين بالخروج عبر الممرات الآمنة إلا أنهم رفضوا وقتلوه
وسقط كأول شهيد في عملية الفض، فالجماعة الإرهابية وأعضاؤها هم البغاة في عملية الفض.
وأكد أن الدولة
صبرت على الاعتصام مدة أكبر من اللازم، لأنها كان مصدر تهديد والجميع شاهد تهديدات
ووعيد الجماعة الإرهابية للمصريين بتفجير مصر وعنفهم ضد الدولة، مشيرا إلى أن الجماعة
رفعت شعار "يا نحكمكم يا نقتلكم"، وكشف عام حكمهم حقيقتهم وعرف التنظيم على
حقيقته ويستحيل أن يتعاطف معهم مرة أخرى.
وأشار إلى
أن ذكرى فض اعتصامي رابعة والنهضة تمثل للجماعة الإرهابية حائط المبكى لهم يتاجرون
بهذا الحدث كمظلومية لهم، ويحالون لفت أنظار العالم لهذا الحدث، مضيفا إن ذكرى الفض
يجب أن تحذر فيها القوات وتكثف من عملياتها الإشرافية والتفقدية ضد أية مخاطر منتظرة.
مصدر
لتهديد وإرهاب الدولة
ومن
جانبه، قال اللواء مجدي البسيوني، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن اعتصامي رابعة والنهضة
كانا يستهدفان تهديد وإرهاب الدولة بدءا من الاستيلاء على الأسلحة والهجوم على أكثر
من 98 قسما ومركزا للشرطة، وكذلك سرقة المدرعات وحرقها وإطلاق التهديدات من على منصة
الاعتصام من قيادات الجماعة مثل صفوت حجازي ومحمد البلتاجي.
وأوضح البسيوني،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الجماعة اعترفت بدعم العمليات الإرهابية لعودة
محمد مرسي للحكم، وكذلك استغلوا الأطفال الأيتام وألبسوهم الأكفنة وهي سبة في جبين
الجماعة الإرهابية، مضيفا إن مأمورية فض اعتصامي رابعة والنهضة أعدت أكثر من ثلاث مرات
وكانت وزارة الداخلية تجهز ساعة الصفر للفض وكان البرادعي هو من يؤجلها حتى اليوم الذي
وقع الفض فيه قبل 6 أعوام في 14 أغسطس.
وأكد أن القوات
الأمنية أوجدت ممرات آمنة والجميع يشهد بذلك إلا أن الجماعة هي التي بدأت بإطلاق الأعيرة
النارية ما أوجب التعامل والدفاع، مضيفا إن العنف موجود في دم جماعة الإخوان، وقد عذبوا
ضباطا سواء في اعتصام رابعة أو أحداث الاتحادية، وكذلك سكبوا زيوت السيارات على كوبري
أكتوبر ما أدى إلى وقوع كوارث لإرهاب المواطنين.
وأشار إلى
أن أحداث العنف استمرت بعد فض الاعتصام من الجماعة وأتباعها من نفس الفكر، كحادث استهداف
مسجد الروضة ببئر العبد وقت صلاة الجمعة، حتى حادث التفجير بمحيط معهد الأورام قبل
أيام نفذته حركة حسم التي خرجت من عباءة تنظيم الإخوان الإرهابي.
وأضاف إن قلوبهم
مليئة بالغل والحقد تجاه الدولة والعنف في دمائهم ولن يتوفقوا، موضحا أن تمويل الجماعة
انكمش وهو ما يعد انتصارا للدولة المصرية.