دعا وزير البيئة اللبناني فادي جريصاتي، إلى وقف عملية تسييس أزمة تراكم النفايات التي تشهدها البلاد وعدم التعامل معها بصورة دينية أو طائفية أو مناطقية، خصوصا في عدد من مناطق الشمال والتي تشهد في الآونة الأخيرة تكدسا كبيرا للنفايات في الشوارع، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن بداية حل الأزمة تقوم على فرز النفايات من المصدر، حتى يمكن إعادة تدوير بعضها واستخدام البعض الآخر في جوانب الزراعة.
ويشهد لبنان منذ عدة أشهر تصاعدا في حدة أزمة النفايات في عدد من المناطق، جراء إغلاق عدد من المستودعات الرئيسية الخاصة بمعالجة والتخلص من القمامة بعدما بلغت الطاقة الاستيعابية لها الحدود القصوى، على نحو أدى إلى تراكم القمامة في شوارع عدد من المناطق والمدن.
ونظمت اليوم مجموعات من المواطنين بمناطق مدينة زغرتا (شمالي البلاد) احتجاجات وقطعوا بعض الطرق الرئيسية والدولية جراء تراكم القمامة، كما أبدوا اعتراضهم الشديد على إنشاء مطمر (مستودع) تربل للقمامة - والذي تم استحداثه بصورة طارئة - خشية تأثيره على المياه الجوفية وتسببه في حدوث تلوث واسع في المنطقة، وتحول هذا المطمر إلى مكب للنفايات من مناطق عديدة على نحو يمثل حلا على حساب قرية تربل.
كما قام محتجون برشق شاحنات نقل النفايات التي كانت تحمل على متنها القمامة إلى مطمر تربل المستحدث، اعتراضا على بدء العمل فيه لإزالة القمامة المتراكمة في الشوارع.
وأعرب وزير البيئة - في مؤتمر صحفي عقده ظهر اليوم الأربعاء- عن امتعاضه الشديد جراء "استخدام أزمة النفايات في تحقيق مكاسب سياسية وانتخابية من قبل بعض الساسة والقوى السياسية".. معتبرا أن هناك حالة من الشعبوية في التعامل مع الأزمة.
وقال إن هناك نحو 150 مكب نفايات عشوائي في مناطق الشمال التي تعترض على تشغيل مطمر تربل كحل مؤقت، وأن الحكومة برئاسة رئيس الوزراء سعد الحريري، دبرت مبلغ 6 ملايين دولار بصورة عاجلة لحل أزمة النفايات، مشيرا إلى أنه سيتم عمل سياج عازل للمطمر المؤقت لحماية صحة أهالي المنطقة وعدم انتشار الروائح الكريهة.
وشدد على أن أزمة النفايات تؤثر على وضع السياحة في لبنان، وكذلك على الوضع الصحي للمواطنين اللبنانيين والاقتصاد والبيئة، لافتا إلى أن حل الأزمة يكون بإنشاء مصانع متعددة لمعالجة النفايات بقدرة لا تقل عن 300 طن للمصنع الواحد، والبدء الفوري في تنفيذ خطة فرز النفايات من المصدر. متسائلا: "إذا كانت هناك اعتراضات على المحارق والمطامر ومصانع المعالجة فما هي الحلول لأزمة النفايات؟".
ويخشى اللبنانيون من عدم سرعة التعامل مع أزمة تكدس وتراكم القمامة، الأمر الذي قد تتكرر معه المشاهد الشهيرة التي عاصرتها البلاد قبل نحو 3 سنوات من تكدس تلال القمامة في الشوارع، خاصة وأن لبنان في مستهل موسم السياحة الذي يعول عليه بصورة كبيرة، لقدوم السياح بأعداد من شأنها أن تنعش الوضع الاقتصادي للبلاد والذي يعاني بشدة خاصة خلال الفترة الأخيرة.