دأبت جماعة الإخوان الإرهابية على المتاجرة باعتصام
رابعة العدوية والنهضة رغم مرور 6 سنوات على فضه،
بعد أن كان وكرا للإرهابيين وشاهدًا على جرائمهم في حق الوطن والمصريين، والتي
استخدمته الجماعة ستارًا لتنفيذ مخططاتها التخريبية والهدامة.
وحرصت جماعة
الإخوان، على استغلال تلك الميادين كمنصة لنشر سمومها وأهدافها الخبيثة لأنصارها والتحريض
ضد الدولة المصرية من أجل تحقيق أجنداتها وأهدافها ومصالحها الشخصية، واستخدمت في سبيل
ذلك الوعود البراقة والشعارات السياسية أمام أنصارها؛ من أجل السيطرة والتأثير عليهم،
ووصل الأمر ذروته حينما استغلت الجماعة تلك المنصات في إخفاء أسلحة ومتفجرات بالداخل،
ضمن مخطط تخريبي كان يستهدف إسقاط الدولة؛ وهو ما وصفته الكثير من وسائل الإعلام آنذاك
بـ"الاعتصام المسلح".
وبالفعل تحول اعتصاما "رابعة العدوية" في
مدينة نصر و"النهضة" في الجيزة بين عشية وضحاها إلى بؤرة إرهابية وأكبر تجمع
لمليشيات الإخوان وقواعد الجماعة، وهو ما وثقته الأدلة والفيديوهات والتسجيلات في أعقاب
فض الميدان.
وفي ذلك التوقيت، عملت جماعة الإرهاب على كسب استعطاف
الخارج إلا أن تلك المحاولات فشلت بشكل كبير، بل وأدت إلى توحيد وتلاحم الشعب المصري
من أجل التخلص منها واقتلاع جذورها، بسبب ما ارتكبته
من جرائم في حق المصريين خلال فترة وجود محمد مرسى في الحكم.
ووجهت الجماعة الإرهابية كافة الأبواق والوسائل، إلى
استخدام لغة الخطاب الخادع لأنصارها في الداخل والخارج من أجل إشاعة الفوضى في ذلك
الوقت، وإظهار صورة الدولة باعتبارها مُقسمة إلى قسمين، وهو ما فشلت فيه جملة وتفصيلا،
بعد أن تحول ميدانا "رابعة والنهضة" إلى مرتع للعنف لأنصار جماعة الإخوان
ومعسكر للجماعة وقياداتها لترويع المواطنين.
واستمرت لغة خطاب الجماعة الإرهابية في تحريض أنصارها على
العنف والتدمير والدماء، وكان من بينها ما أطلقه القيادي الإخواني الإرهابي محمد البلتاجي صراحة،
قائلا: "إن ما يحدث في سيناء من إرهاب هو رد فعل على عزل محمد مرسى، ويتوقف في
اللحظة التي يعلن فيها عودة مرسي"، كذلك لا تزال جملة الإخواني الإرهابي صفوت
حجازي حينما قال: "أقولها مرة أخرى، الرئيس محمد مرسى الرئيس المصري اللي هيرشه
بالمية هنرشه بالدم"، والتي كانت ترسخ لمفهوم العنف لدى قواعد الجماعة.
كما كان المشهد الأكثر تأثيرًا وبروزًا يتمثل في استغلال
النساء والشيوخ والأطفال وكبار السن كدروع بشرية ضد قوات الأمن في ذلك الوقت، وهو ما
كان حديث وسائل الإعلام في ذلك الوقت التي خرجت لتندد وتشجب ما تقوم به جماعة الإخوان
وأنصارها، وتعلن استنكارها وإدانتها لما ترتكبه الجماعة من جرائم.
وفي المحافظات والأقاليم، استهدف أنصار الجماعة الإرهابية
أقسام الشرطة وبعض الكنائس، ولعل الواقعة الأبرز كانت اقتحام قسم شرطة كرداسة، وهى
العملية التي استخدم فيها إرهابيون أسلحة "آر بى جى" وبنادق آلية، وهاجموا
ضباط وأفراد القسم، وأشعلوا فيه النيران وقتلوا لواءي شرطة وضابطًا برتبة عقيد ونقيبين
و7 آخرين من الأمناء والأفراد، والتي عرفت بعد ذلك بـ "مذبحة كرداسة".
وعملت الجماعة على شق الصف المصري واستغلال كافة الوسائل
من أجل السيطرة على مقاليد الحكم بالكامل، وتثبيت أقدامها في كافة أركان الدولة، إلا
أن المشهد الأكثر بزوغًا وبروزًا دائمًا هو صلابة المصريين وشجاعتهم والتي حالت دون
نجاح الكثير من مخططات الجماعة الإرهابية، فلم تفلح الجماعة في تنفيذ أجنداتها المشبوهة
بتحويل الدولة إلى "كتلة لهب" مثلما كان يروج قيادات الجماعة وأبواقها في
الداخل والخارج.
وفي أعقاب فض اعتصامي ميدان رابعة العدوية "ميدان
هشام بركات حاليًا" والنهضة، أسندت النيابة العامة إلى المتهمين أنهم خلال الفترة
من 21 يونيو 2013 وحتى 14 أغسطس من ذات العام، ارتكبوا جرائم تدبير تجمهر مسلح والاشتراك
فيه بميدان رابعة العدوية وقطع الطرق، وتقييد حرية الناس في التنقل، والقتل العمد مع
سبق الإصرار للمواطنين وقوات الشرطة المكلفة بفض تجمهرهم، والشروع في القتل العمد،
وتعمد تعطيل سير وسائل النقل.
كما تضمنت قائمة الاتهامات المسندة إلى المتهمين تخريب
المباني والأملاك العامة والخاصة والكابلات الكهربائية بالقوة، وتنفيذًا لأغراض إرهابية،
وحيازة وإحراز المفرقعات والأسلحة النارية والذخائر والأسلحة البيضاء والأدوات التي
تستعمل في الاعتداء على الأشخاص.
وكشفت التحقيقات، من خلال شهادات العديد من قاطني محيط
التجمهر المسلح ومسئولي أجهزة الدولة وقوات الشرطة، أن المتهمين من جماعة الإخوان الإرهابية،
نظموا ذلك الاعتصام المسلح وسيروا منه مسيرات مسلحة لأماكن عدة هاجمت المواطنين الآمنين
في أحداث مروعة، ووضعوا المتاريس وفتشوا سكان العقارات الكائنة بمحيط تجمهرهم، وقبضوا
على بعض المواطنين واحتجزوهم داخل خيام وغرف أعدوها وعذبوهم.