كشفت صحيفة (نيويورك تايمز) عن مساعي الولايات المتحدة لطمأنة الجيش الأفغاني في ضوء حالة الغموض التي تكتنف التوصل إلى اتفاق سلام محتمل مع حركة طالبان.
وذكرت الصحيفة الأمريكية - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة- أن الجنرال أوستن سكوت ميلر القائد الأعلى للقوات الأمريكية في أفغانستان سعى إلى طمأنة القوات الأفغانية بأنها لا تزال تحظى بدعم الولايات المتحدة الكامل، وذلك عقب تواتر أنباء حول تخفيف دعم واشنطن للجيش الأفغاني استعدادًا لاتفاق سلام وشيك مع طالبان.
وأشارت الصحيفة إلى اشتداد حدة القتال في أفغانستان رغم محاولات الدبلوماسيين الأمريكيين والمسلحين في أفغانستان خلال ثماني جولات من المفاوضات لإنهاء الصراع بين واشنطن وحركة طالبان، قائلة إن القوات الأفغانية وطالبان على حد سواء سعيا إلى زيادة نفوذهما السياسي من خلال العنف، مما ألحق خسائر فادحة لدى كلا الجانبين، وتحمل المدنيون وطأة وتبعات مثل هذه الهجمات.
بيد أن تقارير صحفية أمريكية أفادت أنه تم إصدار أوامر إلى القوات الأمريكية بالحد من جميع العمليات القتالية الهجومية ضد طالبان والتوقف عن تقديم المشورة للقوات الأفغانية.
وأنكر الجنرال ميلر، الذي يقود القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي /الناتو/ في أفغانستان، مثل هذه التقارير ووصفها بأنها "زائفة".
ونقلت (نيويورك تايمز) عن تصريح ميلر للصحفيين في كابول وهو يقف إلى جانب وزير الدفاع الأفغاني أسد الله خالد، قوله "سنواصل تقديم نفس الدعم الذي نقدمه اليوم للقوات الأفغانية".
وأضاف أن تحديد مستقبل التواجد الأمريكي في أفغانستان يستند إلى العمل السياسي، في ظل حوار المسؤولين الأمريكيين مع كل من طالبان والحكومة الأفغانية.
وتابع ميلر قائلا إنه يعمل مع القادة الأفغان "لتحديد المستويات المناسبة لجميع أعمال الدعم - بما في ذلك الدعم الجوي والعمليات البرية وحماية القوات".
واعتبرت الصحيفة الأمريكية هذه التصريحات بمثابة اعتراف واضح بأن ثمة استعدادات جارية لتقليص الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان، في إطار جدول زمني لسحب جميع القوات الأجنبية، وهو مطلب رئيسي لحركة طالبان في المحادثات.
ويخشى قادة الأمن الأفغان من أن تؤدي حالة الغموض التي تشوب الدعم الأمريكي إلى تقويض قدرتهم على الدفاع عن أرضهم مع دخول المفاوضات مراحلها النهائية.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن قيادة طالبان تواجه مشكلة سياسية تلوح في الأفق، إذ أنه رغم اتحاد قوات طالبان نسبيًا في قتال أيديولوجي ضد عدو مشترك، إلا أنها لن تظل كذلك أثناء مفاوضات صعبة حول تفاصيل تشكيل الحكومة وتقاسم السلطة في أفغانستان.