الجمعة 17 مايو 2024

«الصوب الزراعية» مشروع يحقق لمصر الأمن الغذائي.. وخبراء: توفر 80% من استهلاك المياه وتعيد مصر لعرش الصادرات.. وتعطي 5 أضعاف الأراضي المكشوفة وتواجه الزيادة السكانية

تحقيقات17-8-2019 | 15:26

مشروع قومي عملاق وواعد افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي مرحلة منه اليوم بقاعدة محمد نجيب سيسهم في مواجهة الزيادة السكانية ويزيد الصادرات المصرية للخارج، حسبما وصفه خبراء زراعيون، مؤكدين أن الصوب الزراعية تحقق لمصر الأمن الغذائي وإنتاجها مطابق للمواصفات العالمية وتوفر المياه وتعطي إنتاجية 5 أضعاف الزراعات المكشوفة.

وشهد الرئيس السيسي اليوم افتتاح 1300 صوبة زراعية على مساحة 10 آلاف فدان، في إطار المرحلة الثانية من قطاع محمد نجيب للزراعات المحمية، بالإضافة إلى مصنع للتعبئة والتغليف للمنتجات التي يتم إنتاجها من المشروع ومجمع لإنتاج البذور، مؤكدا أن مشروع الصوب الزراعية تخدم 20 مليون مواطن مصري، وأن الدولة تحقق التوازن في السوق وتواجه النمو السكاني من خلال إنشاء الصوب الزراعية لتوفير المحاصيل الزراعية للمواطنين.

ويعد مشروع الـ100 ألف فدان من الزراعات المحمية الأكبر في مجال الصوب الزراعية بمنطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي وسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك فضلا عن تعظيم الاستفادة من الأراضي المتاحة للأنشطة الزراعية مع ترشيد استخدام مياه الري.

كما أنه مشروع من المشروعات القومية ويشارك فيه عدد من الجهات، ويهدف لإنشاء مجتمعات زراعية تنموية متكاملة، فضلًا عن سيادة مفهوم الجودة الفائقة للمنتجات الطازجة، الخالية من الملوثات، وتعظيم الاستفادة من وحدتي الأرض والمياه، وإتاحة فرص عمل جديدة بمناطق الاستصلاح المستهدفة.

وكان الرئيس قد افتتح المرحلة الأولى من مشروعات الصوب الزراعية المحمية بقاعدة محمد نجيب العسكرية بمدينة الحمام بمحافظة مرسى مطروح في فبراير من العام الماضي، في إطار المشروع القومي لإنشاء 100 ألف فدان من الصوب الزراعية المحمية بواسطة الشركة الوطنية للزراعات المحمية التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية.

 

 

يواجه الزيادة السكانية

الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، قال إن مشروع الصوب الزراعية الذي افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي المرحلة الثانية منه اليوم من قطاع محمد نجيب للزراعات المحمية، هو مشروع قومي واعد يحقق عوائد كبيرة ويعالج أزمتي محدودية المياه والأرض.

 

وأوضح صيام، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الصوب الزراعية أو الزراعات المحمية تعطي ما لا يقل عن خمسة أضعاف إنتاج الفدان المكشوف كما أنها توفر نحو 40% من المياه التي تستخدمها الزراعات المكشوفة، موضحا أن هذا المشروع يعالج أيضا الزيادة السكانية، فمصر تزيد نحو 2 مليون نسمة سنويا.

 

وأشار إلى أنه رغم الزيادة السكانية فمساحة الأراضي الزراعية ثابتة وهي 9 مليون فدان وكذلك كمية المياه ثابتة وهي 55 مليار متر مكعب وهي حصة مصر من مياه النيل، فلا يوجد حل سوى التوسع الرأسي بزيادة كمية الإنتاج من نفس المساحة ونفس كمية المياه، مضيفا إن إنتاج هذا المشروع من الخضروات سيوجه جزء منه للسوق المحلي وجزء للتصدير.

 

وأكد أن هذه المحاصيل ذات جودة عالية ما يفتح الباب للتصدير، كما أن المشروع يتضمن أيضا مصنع للتعبئة والتغليف وآخر لإنتاج البذور، وهذا سيسهم في تقليل الواردات المصرية من البذور والتي تقدر حاليا بنحو 1.5 مليار دولار، وسيسهم هذا المصنع في توفير 60% من احتياجات الدولة من البذور خلال 4 سنوات.

 

وأوضح أن هذا المشروع سيسهم في تحقيق التوازن في السوق المحلي كما أنه العائد منه كبير لا يقل عن 30%.

 

 

توفر 80% من استهلاك المياه

فيما قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، إن مشروع الصوب الزراعية هو واحد من أضخم المشروعات الزراعية في مصر ويتماشى مع الاتجاهات الحديثة دوليا لأن أكثر دول العالم تعاني من ندرة وشح المياه، مضيفا إن مشروع الصوبات الزراعية يوفر 80% من استهلاك المياه.

وأوضح نور الدين، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن فدان الزراعات المحمية يعطي خمسة أضعاف فدان الزراعات المفتوحة، ويعتبر استغلال أمثل للمياه وللأراضي الزراعية، مضيفا إن هذا المشروع سيؤدي لوفرة في إنتاج الخضروات وبعض أصناف الفاكهة في السوق المصري بما سيؤدي لضبط الأسعار وخاصة في فترة العروات.

وأضاف إنه مع نهاية عروة وبداية أخرى ترتفع الأسعار إلا أن الصوبات الزراعية تكون محمية ومتوفرة طوال العام، بما سيمنع زيادة الأسعار، مشيرا إلى أن المشروع سينقل مصر من مرحلة الاكتفاء الذاتي من الخضروات والفاكهة إلى مرحلة الصادرات الوفيرة خاصة إلى كل دول أوروبا التي تعتبر مصر أقرب دولة أفريقية لها، بما سيزيد الصادرات المصرية لهم.

وأشار إلى أن هذا المشروع سيؤدي لاستعادة مصر عرش الصادرات الزراعية ويقوي الاقتصاد المصري، وسيزيد دخل المواطنين وسيوفر 500 ألف فرصة عمل مباشرة في الصوبات الزراعية بخلاف فرص عمل أخرى، مؤكدا أن مصر ستستعيد مكانتها في التصدير بعد غياب وتعود سمعة المنتج المصري إلى سابق عهدها.

وأكد أن المحاصيل من الصوبات الزراعية ذات جودة عالية ومتحكم في كل خطواتها من المبيدات المستخدمة وكل ظروف الزراعة تكون مطمئنة، موضحا أن هذا المشروع من المشروعات الواعدة القوية التي أنجزتها الدولة في السنوات الخمس الماضية.

ولفت إلى مصنعي التعبئة والتغليف وإنتاج البذور هو واحدة من خطوات دعم التصنيع الزراعي للاستغلال الأمثل للموارد الزراعية والحفاظ عليها من الفقدان، لأن الإنتاج الزراعي يفقد نحو 33% على مستوى العالم، مؤكدا أن التصنيع الزراعي يقلل الفاقد في إنتاج الغذاء إلى نحو 10% ويحافظ على الطاقة ويؤمن سلامة الغذاء للمصريين.

 

تحقق الأمن الغذائي

ومن جانبه، قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن مشروع الـ100 ألف صوبة زراعية هو طفرة كبيرة في المجال الزراعي في مصر، ومعجزة زراعية بكل المقاييس، مضيفا إن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لـ1300 صوبة زراعية في المرحلة الثانية بقطاع محمد نجيب اليوم خطوة لتحقيق الأمن الغذائي ويبعث على الاطمئنان في ظل التخوفات بشأن قلة المياه والتغيرات المناخية.

وأوضح أبو صدام، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الصوب الزراعية تعالج أزمات نقص المياه والأراضي الزراعية، حيث تقلل استخدام المياه وتنتج أضعاف الفدانات المكشوفة وتوفر المحاصيل في كل أوقات العام وتوفر فرص عمل وتعطي إنتاجا أجود ومطابق للمواصفات العالمية للتصدير وتوفر العملة الصعبة.


وأكد أن المشروع القومي للصوب الزراعية إنجاز كبير، ويضم أيضا مصانع للتعبئة والتغليف وإنتاج البذور، والتي تحمل أهمية كبرى لأن مصر تستورد 98% من البذور، مؤكدا أن إنتاج البذور في مصر مهم لأن بذور اليوم هي ثمار الغد ولا ينبغي لدولة بحجم مصر تستورد هذا الكم من البذور من الخارج.

وأشار إلى أن هذا المشروع يؤكد أن مصر تصنع غذاءها بأيديها، خاصة أن التقاوي المنتجة في مصر ستكون ملائمة للمناخ المصري وأجود من المستوردة من الخارج.