تحقيق: نانسى عبدالمنعم
«الميكب أرتيست» ليس مهنة يمتهنها أي إنسان بقدر ما هو فن راقٍ لا يجيده إلا ذوو الموهبة، ومن يملك رؤية وبعد نظر للشكل العام بعد وضع لمساته عليه، حيث يعتمد نجاح الماكيير علي قدرته في تجميل الصورة وتبديلها وإظهار جوانبها الإيجابية لتبدو للناظرين أن عملاً فنياً رائعاً تعرضت له فزادها بريقاً، فصار علماً يدرس في أرقي أكاديميات العالم كأي علم له شأنه لكنه في الأساس يعتمد علي الإحساس والموهبة.
«الكواكب» حاورت أهم الماكييرات لتتعرف أكثر على هذا الفن ودوره في إبراز جمال الوجوه والفرق بين الماكيير حالياً وقديماً، وأهم ما يطالبون به للارتقاء بهذا الفن.
الماكيير .. أحمد شوقي
هو واحد من أكثر الميكب أرتيست تميزاً فى هذا المجال بالوسط الفنى وخارجه يمتلك رؤية مختلفة تجاه مفهوم الجمال فقد بدأ مشواره فى مجال التجميل منذ عام 1998 حيث عمل مساعداً لأحد أشهر الماكييرات فى ذلك الوقت وهو الماكيير (شريف فهمى) والذى اكتسب خبرة كبيرة منه ثم قرر بعد ذلك السفر الى لندن لدراسة فن المكياج ايمانا منه بأهمية دراسة هذا الفن لأن الموهبة وحدها لا تكفى لكى تجعل منه متميزاً فى هذا المجال، وبالفعل قام بدراسة هذا الفن فى دلمار أكاديمى خاصة انه كان من بين شروط العمل بها الحصول على شهادة دراسية، وبعد الحصول على هذه الشهادة عمل فى قناة (بي بي سي) وإحدي الشركات الخاصة واكتسب خبرة كبيرة فى تلك السنوات خاصة أن طريقة العمل فى هذا المجال بلندن مختلفة تماما عنها فى مصر، بعد ذلك قرر العودة الى بلده لأسباب شخصية ومنها رغبته فى أن تنشأ ابنته فى مصر بعاداتنا وتقاليدنا، وبدأ مرحلة جديدة من 2012 اقتحم خلالها الوسط الفنى برؤية جديدة للمكياج وأصبح من أشهر الماكييرات الشباب الموجودين، وقد تأكدت شهرته بتعاونه مع كبار النجمات اللاتى يعتبرن رمزاً من رموز الجمال وتحلم بجمالهن كل الفتيات وهن الفنانة هيفاء وهبى التى تعاون معها فى كل أعمالها الدرامية والسينمائية والحفلات تقريبا، وكذلك مع الفنانة ياسمين عبد العزيز والفنانات درة ومنة شلبي ومى سليم وجومانا مراد وريم مصطفى ومى عمر وميرنا المهندس رحمها الله وغيرهن من الفنانات وكذلك الفنانين.
وهو يرى أن من أهم مواطن الجمال فى وجه أى امرأة الحواجب والعيون وعظم الخدود فهى أهم ما يبرز جمال المرأة وأول ما يلفت الانتباه تجاه اى وجه وبالرغم من ذلك فهو يميل الى الألوان الدافئة البسيطة التى تجمل بدون تغيير لملامح الوجه وتعتبر هذه رؤيته كماكيير فالشكل الذى تظهر به الفنانة أو العروس التى يقوم بعمل المكياج الخاص بها يظهر وكأنه بسيط وطبيعى ولا يغير فى ملامحها، مؤكداً أن لكل وجه جماله لكن المهم هو إبراز الأجمل فيه، أما عن مهنة الماكيير وكيف يراها الان والفرق بين جيل القدامى وجيلهم فيقول ...
عناصر النجاح
هذه المهنة من أهم المهن على المستوى الفنى لأن الموضوع ليس عبارة عن مكياج يوضع فقط ولكن عندما يكون الماكيير يعمل بداخل عمل فني فهنا الموهبة تتضح لأنه يجب أن يكون ملماً بكل الأحداث التى تمر بها الشخصية لكى يختار ما يناسبها باعتبار المكياج عنصراً من بين عناصر النجاح ولكن للأسف أن الإعلام لم يهتم كثيراً بالجيل القديم من الماكييرات الذين عملوا فى ظروف صعبة من ناحية الخامات وعدد الأعمال وبالرغم من أن هناك نقابة داخل نقابة المهن التمثيلية تعبر عنا لكننا نفتقد التقدير الأدبى والمعنوى ولكن لا أحد ينكر أن جيلنا محظوظ بالسوشيال ميديا الموجودة والتى ساعدت كثيراً على المنافسة.
البقاء للأفضل
وقد استطرد فى حديثه عن المنافسة قائلا:
المنافسة مطلوبة فى أى مهنة طالما ان المنافسة شريفة ولكن بالرغم من أن أعداد الماكييرات أصبحت كبيرة الا أن الموهوب فيهم على حق «واللى شغلهم مسمع قليلين جداً» وبالنسبة لى بشكل شخصي أنا لا أشغل بالي بالمنافسة تماما لأنى مؤمن بأن الجيد يفرض نفسه فى النهاية والبقاء للأفضل .
أما عن أفضل اللحظات فى عمله كماكيير فهو يراها تلك اللحظة التى ينتهى فيها من عمل الميكب للعروس ويراها سعيدة بنفسها فى النهاية ويصف هذه اللحظة بأنها قمة السعادة بالنسبة له أن يرى السعادة فى وجه عروسه.
وبالنسبة لغلاء الأسعار الذى واجهه مثله مثل باقى الميكب ارتيست فيقول ..دائما ما كنت أحضر «استوك» من الخارج معى لأن المنتجات التى أستعملها جميعها مستوردة لكن بالفعل واجهنا مشكلة غلاء هذه المنتجات بشكل كبير ولكنى مازلت اتعامل بالسعر القديم ولم أرفع تكاليف الميكب ولكنى أطلب من البنات الا يحكمن على الماكيير أو الكوافير من خلال السعر باعتبار ان الأغلى هو الأفضل ولكن المهم أن يكون ما قد اخترنه مناسبا لهن وبالفعل سيظهرهن بأفضل صورة.
الماكييرة زينب حسن
زينب حسن من ملوك البساطة فى فن المكياج وقد جاء دخولها لهذا المجال عن طريق الصدفة البحتة من خلال جلسة كانت تحضرها مع إحدى الصديقات وكانت جالسة فى تلك الجلسة الفنانة ميمى جمال التى طلبت ان تضع لها ميكب وبالرغم من أنها كانت المرة الأولى لزينب التى تضع فيها مكياجاً لفنانة الا ان ذلك لم يجعل الفنانة ميمى جمال مترددة ، بل بالعكس كانت سعيدة جدا بها وبالنتيجة التى حصلت عليها وطلبت منها ان تستمر فى هذا المجال ومن هنا بدأ المشوار ولذلك فهى تدين للفنانة ميمى جمال بالفضل بعد الله لتشجيعها على تنمية موهبتها، وبالرغم من أن دراستها بعيدة تماما عن هذه المهنة الا أن حبها لفن المكياج جاء من حبها للفن والذى تعلمت منه ان المكياج هو عنصر أساسي لإنجاح الشخصية لذلك يجب أن يكون الماكيير ذا خلفية جيدة جدا عن العمل الفنى حتى يعرف الملامح التى ستخرج منها الشخصية أو «الكاركتر» الذى تظهر به الفنانة لتحافظ على عنصر المصداقية وحتى لو كان الماكيير أو الماكييرة موهوبة فيجب ان تكون ملمة بكل ما هو جديد فى هذا المجال من حيث التقنية أو من حيث المواد المستخدمة خاصة أنه فى كل يوم هناك شىء جديد فالجديد لا ينتهى فى أى مجال.
أما عن الدراسة فتستكمل حديثها قائلة: "للأسف كان هناك قديما فى معهد الفنون المسرحية قسم للميكب ولكنه لا يوجد الان ولا أعرف السبب، فالمكياج الفنى مهم مثل أى فن يحتاج دراسة لتنمى الموهبة ولذلك أتمنى أن يعاد فتح هذا القسم مرة أخرى" .
فرق كبير
وأضافت "ومن بين الفنانات اللاتى كن «وش السعد» عليها منذ أن بدأت وحتى الان منى زكى التى تعتبرها عشرة عمر وكذلك الفنانة داليا البحيري والفنانة غادة عبد الرازق ومى نور الشريف"، وتري زينب أن هناك فرقاً كبيراً بين عملها كماكييرة خارج أو داخل العمل الدرامى وتستطرد حديثها عن ذلك قائلة "عندما أعمل كماكييرة لفنانة داخل عمل فنى سواء للسينما أو للتليفزيون فوقتها لابد ان أكون على علم بطبيعة الشخصية وتاريخها وملابسها حتى يكون المكياج متناغماً مع باقى العناصر ولا تشعر أن هناك عنصراً شاذاً عن الآخر وأحيانا ممكن ان تظهر الفنانة بدون مكياج ظاهر سوى رتوش صغيرة أقوم بها لأن ذلك فى مصلحة العمل، أما اذاكان الميكب لفنانة فى برنامج أو حفلة أو غير ذلك فلا يوجد حدود أكون ملتزمة بها سوى المناسبة التى ستذهب لها الفنانة لاختيار ما يناسبها ولذلك هناك مشكلة تواجه العديد من الفتيات عندما يخترن مكياج فنانة بعينها فى مسلسل أو احتفال معين دون الوضع فى الاعتبار هل هذا المكياج مناسب للمناسبة التى سيحتفلن بها أم لا؟ كما أن لكل وجه ما يناسبه ولكل فتاة ذوقها الخاص لذلك أنصح كل الفتيات باختيار ما يناسب بشرتهن والمناسبة التى سيذهبن لها فإذا كان المشوار للجامعة فيجب أن يكون مكياجهن مقتصراً على البلاشر الخفيف والماسكرا وإذا كانت هناك مناسبة باليل، فالمكياج ممكن ان يكون اكثر تحديدا فالمهم أن نختار المكياج المناسب للوقت وللمكان المناسب ولكنى أنصح كل الفتيات بالاهتمام بالبشرة من سن العشرينات وذلك بتنظيفها والاعتناء بها واختيار الكريم المناسب لها وإذا قمن بذلك فلن تحتاج بشرتهن للمكياج طوال الوقت لانها ستكون نضرة دائما.
وتستطرد حديثها قائلة: "المكياج من ضمن المنتجات المستوردة التى عانينا كصناع من غلاء أسعارها ولكن علينا جميعا أن نتحملها ولكننى رغم ذلك لم أقم برفع تكلفة الميكب للعروس حتى الان".
أعشق مهنتى
وعن حلمها فى فن المكياج تقول أنا لم أسع أبدا لاقتحام هذه المهنة ولكن حبى واحترامى لها بعد توفيق ربنا هو سبب استمرارى فيها ونجاحى حتى الآن فأنا لم أسع للشهرة لأنى مؤمنة أننى اخترت مهنة من المهن التى لا يقوم أحد بلفت النظر اليها لأنها دائما وراء الكاميرا لكنها مهنتى التى أعشقها واكن لها كل التقدير، والجمال بالنسبة لى هو أن أتعرف على أجمل ما فى الوجه الذى امامى وأبرز جماله بدون ان اغير من ملامحه فأنا ضد تغيير الملامح بالمكياج وتبقي البساطة هى اساس الجمال .
الماكييرة ملك أحمد..
ملك أحمد هى أشهر ماكييرات إسكندرية خريجة كلية الهندسة، عانت كثيراً مع الأسرة بسبب اهمالها لدراستها فى الهندسة وللحفاظ على لقب المهندسة بدلا من اهتمامها بفن المكياج الذى اعتبرته فناً وأن دراستها للهندسة والرسم كانت جزءاً كبيراً من نجاحها فى ذلك المجال، وتتحدث ملك عن بدايتها قائلة: حبى للميكب كانت بدايته مثل أى فتاة تحب الميكب ولكن هذا الحب كان مختلفاً بعض الشىء لأننى كنت اتعامل مع أى وجه باعتباره لوحة فنية بها الجميل وبها ما يمكن ابرازه وما نريد اخفاءه فبدا الموضوع معى فى البداية كهواية أثناء الدراسة عندما كنت أقوم بعمل ميكياج لأصدقائى ولأسرتى فى المناسبات.. ومناسبة تلو الأخرى بدأ اسمى ينتشر فى الحفلات والمناسبات وبدأ الحضور يتساءلون عن الماكييرة التى وضعت المكياج وفى هذا التوقيت قمت بعمل وقفة مع نفسي لأحدد الكاريير الذى سأستمر فيه وكان ذلك فى 2011 ورغم معارضات أسرتى الا أننى كنت مقتنعة بموهبتى وبالمجال الذى أعشقه وبالفعل قمت بالالتحاق بأكثر من كورس فى «الميكب أرتيست» والشعر والحمد لله انه اهدانى هذه الموهبة ففن المكياج موهبة تعتمد على الإحساس والتميز.
بين القاهرة والإسكندرية
وقد وقف عملها بالإسكندرية أحيانا حائلا أمام تواجدها للعمل بشكل دائم فى الوسط الفنى للأرتباطاها الكبير بالأسكندرية لكنها مازالت تحاول التوفيق بين مواعيد العمل بين القاهرة والإسكندرية.
وعن آخر الفنانات الاتى عملت معهن تقول: كانت الفنانة الشابة نهى عابدين التى اقترحت عليها ان ترتدى فستان زفاف وتصبح عروساً لأن هذه الصور تعتبر من أكثر الصور التى يحبها الجمهور وبالفعل اتفقنا أنا ومصمم الأزياء روجيه والكوافير والمصور كريم مسلم على الشكل النهائى للصور وكان المكياج بسيطاً وفى نفس الوقت يبرز كل جمالها وكان من اجمل «السيشنات» التى حضرتها وكذلك الفنانة ريهام عبد الحكيم فى مهرجان الموسيقى العربية وريهام من أبسط وأجمل الشخصيات التى قابلتها، أما عن الفنانات اللائي تتمنى العمل معهن فتقول ...الفنانات المصريات جميلات واتضايق كثيراً عندما أجد ماكييراً يقلل من هذا الجمال بالمكياج الذى لا يناسبهن ومن بين الفنانات اللائي اتمنى العمل معهن ليلي علوي ومنى ذكى ومنة شلبي وياسمين عبد العزيز وغيرهن من الفنانات.
أما عن موجة غلاء الأسعار التى زادت فى أسعار ادوات التجميل فتستطرد حديثها قائلة: هذا الغلاء نشعر به جميعا لذلك فأنا لا أحمل واحدة من الفتيات اكثر من طاقتها لأن هذا الغلاء علينا جميعا والعرائس تعتبر هذا اليوم من اجمل ايام حياتهن وعندما تطلبنى بالاسم تكون على ثقة تامة انها ستظهر بالصورة التى تحلم بها لذلك فأنا لا استطيع ان أفسد فرحتها ولن أرفع سعر أى شىء مع العلم أن أدواتى جميعها مستوردة ومرتفعة السعر جدا لكن هذه الفترة سرعان ما ستنتهى ان شاء الله قريبا.
وعن طموحها فى مجال التجميل تقول: أتمنى أن يتم الاهتمام بهذا الفن وهذه المهنة اكثر من ذلك وأن توضع لها ضوابط تحكمها نستطيع من خلالها ان نصنف بين الموهوب وغير الموهوب بعيدا عن التكلفة المادية لأنها ليست مقياساً لأى شىء كما أننى أطمح أن أصل بعملي لجميع الدول العربية فقد عملت لفترة بالفعل فى بيروت ولكن طموحى أكبر من ذلك واتمنى ان امتلك مركزاً أقوم فيه بتعليم الفتاة كل ما يتعلق بالاهتمام بنفسها بداية من البشرة والشعر واختيار ما يناسبها بحيث تدخل «البيوتى سنتر» تخرج إنسانة جديدة فى كل شىء..