الأربعاء 29 مايو 2024

الراقصة سما المصري وبرنامجها الديني في رمضان

9-4-2017 | 09:34

بقلم : ناصر جابر

فور اعلان الراقصة سما المصري عن تعاقدها مع احدي القنوات الفضائية لتقديم برنامج ديني في شهر رمضان القادم تحت عنوان (عقوق الوالدين ) انتابت حالة من الغضب والاستياء مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا والطريف والمضجك المحزن ان احد الاصدارات الصحفية الزميلة اجرت حوارا مع سما المصري ودافعت عن موقفها وبرنامجها قائلة (إني لن اتحدث عن الدين ولكني سأكون مذيعة واستضيف شيوخا وعلماء من الأزهر لشرح صحيح الدين.)

واضافت وليتها سكتت عن الكلام غير المباح وغير المدروس وينم عن عدم وعية لماهية الاعلام والاعلامي قالت (مين اللى قالهم إنى هاطلع أفتى وأبقى فقيه.. أستغفر الله، أنا أقل من ذلك بكثير، أنا بس هجيب لهم ناس يشرحوا صحيح الدين، وأنا هاقعد أستمع وأستفيد زيهم، أحسن من أن كل مواطن بقى له شيخ وفقيه، والناس تاهت بين 1000 رأى ورأى، وحدثت الكوارث اللى بتحصل فى مصر دى كلها").

وللراقصة سما المصري اقول لابد ان تعلم ان عمل مقدم البرنامج ليس فقط كما فهمت هو يطرح أسئلة على الضيوف ويتلقى الاجابات بصرف النظر عن موضوع البرنامج او القضية التي يتم تناولها ومناقشتها بل من اهم الشروط والمواصفات التي يجب ان تتوافر في اي إعلامي يتصدي للعمل الإعلامي ان يكون ملما ومثقفا وقارئاً جيداً للقضية او موضوع المناقشة وعندما يخطئ الضيف وهذا وارد بشكل كبير جدا يرده المذيع او مقدم البرنامج ولا يترك له الحلقة يصول فيها ويجول ويكون المشاهد هو الضحية .

والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة هل وصل الإعلام المصري الى هذا الحد والمستوى من التدني والانهيار واين مواثيق العمل الاعلامي وكيف نترك المشاهد البسيط حقل تجارب لكل من هب ودب وصاحب بيزنس وسبوبة ثم نتساءل ماذا جري لريادة الإعلام المصري ؟!

وأتساءل ايضا عن القناة الفضائية المصرية التى رفضت سما المصري ذكر اسمها التى تقبل بعرض مثل هذه البرنامج وهل اصبحت القنوات الفضائية لا هدف لها سوى الربح المادي ومغازلة شركات الاعلانات واين القيم والاهداف الوطنية والاجتماعية للاعلام المصري .

ان شرط التخصص مهم جدا في اي مجال فكان اولى للراقصة سما المصري ان تقدم برنامجا عن الرقص وكيف نقدم رقصا غير مبتذل ولا يدغدغ المشاعر والأحاسيس كما قدمت هي رقصا مبتذلا ومسفا.

انني أناشد مؤسسة الازهر العريقة والمنوط بها الدفاع عن الاديان وتتصدي لكل من تسول له نفسه الإساءة إلى الدين سواء في الشكل او الجوهر والمضمون.

ايضا ونحن على اعتاب تكوين المجلس الاعلى للاعلام والجبهة الوطنية للاعلام لابد ان يكون هناك قانون رادع يمنع مثل هذه البرامج التي تسيئ من وجهة نظري الى منظومة الاعلام المصري والعربي كله.يبدو ان مفهوم الاعلام والاعلامي عند سما المصري رقصة مبتذلة أو هزة وسط تثير ردود افعال المشاهدين .

عندما يصبح الاعلام تجارة فقط ويضل طريقه فهنا نحن امام كارثة اعلامية بكل المقاييس لان الاعلام هو الاساس في تشكيل وعي وثقافة وسلوك رجل الشارع البسيط ولهذا وجب تفعيل القوانين والمواثيق الاعلامية لحمايته ومحاسبة كل من يدس له السم في العسل .. أتمنى!!