الثلاثاء 2 يوليو 2024

بمشاركة السيسي.. «قمة السبع» تنطلق غدا في «بياريتز» الفرنسية.. ودبلوماسيون: مشاركة الرئيس تدفع أجندة السلام والتنمية في أفريقيا.. وفرصة لنقل هموم القارة وعرض الرؤى والمواقف المصرية

تحقيقات23-8-2019 | 16:17

أكد دبلوماسيون أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي بقمة مجموعة السبع غدا في فرنسا هي فرصة لنقل هموم وقضايا وتحديات أفريقيا، ودفع أجندة السلام والتنمية في القارة الأفريقية، موضحين أن القمة تعقد في ظروف معقدة وأوضاع سياسية واقتصادية مضطربة، فيما سيعرض أمامها الرئيس الرؤى والمواقف المصرية تجاه قضايا القارة والمنطقة العربية.

ويصل الرئيس السيسي غداً السبت، إلى مدينة (بياريتز) الفرنسية؛ للمشاركة في اجتماعات مجموعة السبع الكبرى لعام 2019، التي تترأسها فرنسا، ويعد الأمن ومواجهة استخدام الإنترنت للأغراض الإرهابية والتطرف العنيف من أهم القضايا المدرجة على قائمة أولويات قمة (بياريتز)، تليها الأزمة الداخلية لمنطقة الساحل، وضرورة مواجهة منظمات الإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، التي تدفع الأسر إلى الموت، بعد إغرائهم بحياة أفضل مع الحديث والتطرق للجرائم البيئية التي تضر بالكوكب.

كما تناقش القمة ملف مكافحة عدم المساواة والحد من التهديدات وتعزيز الديمقراطية، حيث وضعت القمة أهدافا لدعم المساواة من خلال تعزيز الدبلوماسية النسوية، ومحاربة العنف الجنسي، وضمان ودعم المرأة للوصول إلى التعليم، والعمل من أجل التحرر الاقتصادي للمرأة خاصة في إفريقيا.

وتولى القمة، أهمية لبناء الثقة الرقمية باعتبار التكنولوجيا الرقمية هي جزء لا يتجزأ من اقتصاديات ومجتمعات الدول الأعضاء، كما تبحث القمة سبل الحفاظ على نظام مالي دولي قوي ومرن في مواجهة المخاطر المتزايدة، ودعم الحوكمة المالية العالمية.

وتأسست مجموعة الدول الصناعية السبع "المعروفة أيضًا باسم مجموعة السبع، G7"، في عام 1974، بشأن نقاش مخاوف انهيار صناعة النفط العالمية، وتضم الدول الصناعية الكبرى في العالم وهي "فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، وكندا".

 

 

عرض الرؤى والمواقف المصرية

السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يشارك في قمة مجموعة السبع غدا بفرنسا لينقل صوت القارة الأفريقية بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي العام الحالي، مضيفا إن هذه المجموعة شكلت لتبحث أزمات الاقتصاد الدولي وتحولت لمنبر سياسي اقتصادي في غاية الأهمية بالنسبة للنظام الدولي.

وأوضح هريدي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن القمة تنعقد في ظروف بالغة التعقيد سواء على مستوى السياسة الدولية أو تطورات الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية، في ضوء المواجهة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية والحرب التجارية بينهما، كما أنها تنعقد قبل شهرين من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر المقبل، وتعقد في ظل المخاوف الكبرى بشأن الانكماش الاقتصادي العالمي.

وأكد أن القمة تناقش أيضا قضايا سياسية مصر طرف فيها مثل مكافحة الإرهاب وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط مثل سوريا وليبيا والسودان والجزائر وتونس، مضيفا "نأمل أن تتمخض القمة عن قرارات تعيد تصحيح مسار السياسة والاقتصاد الدوليين.

وأشار إلى أن الرئيس السيسي سيعقد العديد من اللقاءات الثنائية مع رؤساء الدول والحكومات والوفود المشاركة في قمة بياريتز، لبحث العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، مضيفا إن الرئيس سيعرض كافة الأفكار والمواقف والرؤى المصرية والتي سيكون لها انعكاسا على التوجهات العامة لقمة السبع في بياريتز فيما يخص القضايا التي تهم العالم العربي والقارة الأفريقية.

 

 

دفع أجندة السلام والتنمية

ومن جانبه، قال السفير علي الحفني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي بقمة مجموعة السبع غدا بفرنسا سيمثل الدول الأفريقية بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، مضيفا إن المجموعة هي إحدى التجمعات الدولية الهامة، ومشاركة الرئيس بها تتيح له الفرصة الدفع بأجندة السلام والتنمية في القارة الأفريقية.

وأوضح الحفني، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس سيعرض تلك الأجندة أمام القمة أسوة بما تم في قمة مجموعة العشرين الماضية باليابان، وما سيتم في قمة التيكاد الأسبوع المقبل أو قمة سوتشي أكتوبر المقبل وهي القمة الأفريقية الروسية الأولى، مضيفا إن الرئيس يهتم بهذا الملف حتى قبل تولي رئاسة الاتحاد الأفريقي فشارك في القمة الأوروبية الأفريقية في النمسا والقمة الألمانية المصغرة في برلين.

وأشار إلى أن الرئيس أكد ولا زال يؤكد أهمية تعزيز تعاون هذه التجمعات والدول المشاركة فيها وشراكات القارة الأفريقية الدولية بالشكل الذي يعزز من جهود القارة في سبيل استعادة كامل الاستقرار والسلم والأمن في ربوعها، وجهودها لدفع عجلة التنمية وتأمين انتقالها إلى مزيد من الدول الأفريقية وفقا لأجندة 2063.

وأضاف إن الرئيس سيكرر مناشدته القطاع الخاص الدولي لتوجيه استثماراته إلى أفريقيا، ومناشدة الدول العظمى وغيرها المسئولة عن مشكلة تغير المناخ والتدهور البيئي لما لذلك من آثار شديدة الوطأة على الدول الأفريقية، مناشدتهم تحمل مسئولياتهم ومساعدة الدول الأفريقية على مواجهة هذه المشكلات للحد من آثارها الكارثية.

وأكد الحفني القمة تعقد هذا العام في إطار مناخ مضطرب على المستوى الأوروبي والعلاقات الأوروبية الأمريكية وعلى المستوى الاقتصادي العالمي والعسكري الدولي، مضيفا إن القمة تكون مناسبة للقاء السبع الكبار والتشاور بشأن العديد من القضايا الخلافية أو التي تمثل أولوية واهتمام لهذه الدول.

ولفت الدبلوماسي السابق إلى أن هناك ملفا يوليه الرئيس السيسي أهمية كبرى وهو الاستثمار في مجال البنية التحتية في القارة الأفريقية وما يمكن أن تسهم به الدول الصناعية السبع الكبرى والشراكات الدولية للقارة الأفريقية في معاونة القارة على التغلب على هذه المشكلة ببناء المزيد من الطرق والسكك الحديدية ورفع قدرات الموانئ الأفريقية وغيرها من مشروعات البنية التحتية التي تمثل أهمية كبيرة وتحديا أمام تنفيذ اتفاق التجارة الحرة الذي أبرم في مارس 2018، ودخل حيز التنفيذ بقمة نيامي بالنيجر يوليو الماضي.

 

 

نقل هموم وقضايا أفريقيا

فيما قال السفير محمد حجازي، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي بقمة مجموعة السبع بفرنسا هي فرصة لنقل هموم وقضايا وتحديات العمل الأفريقي، أمام هذا المنتدى الاقتصادي والتنموي الدولي، مضيفا إن هذه القمة سيعقبها قمة التيكاد بمدينة بيوكوهاما اليابانية، حيث تعتبر القمتين أهم منتديين اقتصاديين وتنمويين على المستوى الدولي.

وأوضح حجازي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه سيشارك مع الرئيس السيسي أيضا رؤساء السنغال وبروكينافاسو ورواندا، وأن القمة عنوانها الرئيسي هو "التكافؤ والمساواة" على المستوى الاقتصادي العالمي، لإتاحة الفرص بين الاقتصاديات الأفريقية لتحقيق أهداف التنمية ونقل التكنولوجيات والمساواة في الحصول على فرص الحياة والتعليم والصحة والهجرة الشرعية، مضيفا إن هذه القضايا ستناقشها قمة مجموعة الدول الصناعية السبع.

وأكد أن القمة تعقد في توقيت شديد الأهمية تشهد فيه الساحة العالمية العديد من الاضطرابات بسبب السياسات الأمريكية وفرض الرئيس الأمريكي ترامب العقوبات التجارية حتى على شركائه في أوروبا وكذلك روسيا وحربه التجارية على الصين، وكذلك الانقسامات داخل أوروبا والتي تؤثر على وحدة الموقف الأوروبي، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فضلا عن قضايا الهجرة والإرهاب.

وأشار إلى أن هذه القضايا تحتاج إلى رؤية متناسقة ومساعي مشتركة بين دول العالم، فضلا عن التوتر في منطقة الخليج وممرات الملاحة الدولية والأوضاع في ليبيا وسوريا واليمن والتي تحتاج أيضا إلى رؤية جماعية سيسعى الرئيس خلال وجوده في مدينة بيارتيز الفرنسية التأكيد على أهمية قضايا السلم والأمن والتنمية في القارة.

ولفت حجازي إلى أن الرئيس سيركز على ضرورة إتاحة الفرصة أمام أفريقيا ودول العالم الثالث لنظام اقتصادي عالمي أكثر استقرارا وعدالة من أجل تحقيق التنمية لمواجهة مخاطر الإرهاب والهجرة غير الشرعية، مؤكدا أن القمة هي فرصة لعقد لقاءات ثنائية مع قادة العديد من الدول ومؤسسات التمويل.

وأضاف إن هذه المشاركة تصب في صالح الاقتصاد المصري وتقديم مصر كدولة تحملت مسئوليتها في مجال الإصلاح الاقتصادي وتعد أهم الواجهات الاستثمارية في الأسواق الناشئة، والأقرب للتلاقي مع طموحات الشركات الراغبة في الاستثمار الآمن، بحكم ما لديها من بيئة تشريعية وقوانين استثمار وبنى تحتية حديثة بالإضافة لتوفيرها مصادر الطاقة والبنية المصرفية والبنكية الحديثة.

    الاكثر قراءة