الثلاثاء 21 مايو 2024

الرئيس يبدأ زيارة رسمية إلى الكويت.. خبراء: مهمة لبحث تطورات الوضع العربي ودفع التعاون المشترك.. وأمن الخليج وتعزيز العلاقات الثنائية أبرز الملفات.. وعلاقات الدولتين عميقة وقوية

تحقيقات31-8-2019 | 16:16

يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم زيارة إلى الكويت، هي الثالثة له منذ توليه مقاليد الحكم، وتأتي في توقيت هام في ظل التحديات التي تحيط بالمنطقة العربية، حسبما أكد خبراء سياسيون، موضحين أن الزيارة تبحث أمن الخليج وتعزيز العلاقات الثنائية وتطورات الوضع العربي وخاصة الملفات السورية واليمنية والليبية والفلسطينية.


ومتوقع أن تشهد الزيارة التي تستمر ليومين توقيع عدد من اتفاقيات التعاون، حيث سيعقد الرئيس السيسي وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح قمة ثنائية غدا، يبحثان خلالها أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

 

أبرز ملفات الزيارة

الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الكويت تحمل أهمية كبرى على كافة المستويات، مضيفا أن هذه الزيارة هي الثالثة للرئيس منذ توليه مقاليد الحكم، وتعكس العلاقات والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

 

وأوضح إسماعيل، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن العلاقات المصرية الكويتية هي نموذج يحتذى به في العلاقات العربية، منذ عام 1964 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتدشين العلاقات الرسمية بين البلدين لم تشب هذه العلاقات أية شائبة، مضيفا أن الكويت وقفت مع مصر في نكسة 1967 وحرب 1973.

 

وأشار إلى أن الجنود المصريين شاركوا في حرب الخليج الثانية عام 1990 واستشهد بعضهم، مؤكدا أن العلاقات السياسية بين البلدين متميزة، ويشغل ملف أمن الخليج خاصة في ظل التهديدات الإيرانية أولوية خلال مباحثات الرئيس السيسي خلال الزيارة، وكذلك مكافحة الإرهاب والتنسيق بين البلدين في الملف الفلسطيني.

 

وأكد أن الأزمات الليبية والسورية واليمنية حاضرة في مباحثات الزعيمين، حيث أن البلدين بينهما تطابق في وجهات النظر بهذه القضايا، فمصر ترعى الحل السياسي والكويت كذلك، مضيفا إن تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وزيادة الاستثمارات الكويتية في مصر هو واحد من الملفات البارزة خلال الزيارة.

 

وأوضح إسماعيل أن الكويت أحد أكبر المستثمرين العرب في مصر، وسيعرض الرئيس السيسي الجهود المصرية في ملف جذب الاستثمارات والإصلاح الاقتصادي والمشروعات الحالية، وكذلك سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات في كافة القطاعات والمجالات، مضيفا إن هناك جالية كويتية كبرى تعيش وتدرس في مصر وجالية مصرية كبرى تعيش في الكويت.

 

 

تطورات الوضع العربي

ومن جانبه، قال السفير سيد أبو زيد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الكويت تأتي في توقيت مهم في ظل التحديات التي تواجه المنطقة وأمنها، وتعكس العلاقات العميقة والمتجذرة بين البلدين، مضيفا إن العلاقات الثنائية المصرية الكويتية نشطة ومتوسعة وتشمل كافة مجالات التعاون.


وأوضح أبو زيد، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هناك العديد من الملفات المشتركة الحاضرة خلال قمة الرئيس السيسي وأمير الكويت، ومنها الوضع العربي العام وأمن الخليج والصراع الأمريكي الإيراني وتداعياته على المنطقة، مضيفا إن الكويت لعبت دورا لتهدئة الوضع هناك.

 

 

وأشار إلى أن الرئيس السيسي يحرص على تدعيم العلاقات في كافة المجالات، حيث أن علاقات الدولتين عميقة، وستدعم الزيارة هذه العلاقات وتخدم أوجه التعاون بينهما مضيفا إن الزيارة تناقش العلاقات الثنائية ومنتظر أن تشهد توقيع بروتوكولات تعاون واتفاقيات ثنائية خلالها.

 

استمرار التنسيق المشترك

ومن جانبها، قالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن العلاقات المصرية الكويتية عميقة وقوية وخاصة في المجال الاقتصادي، مضيفة إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الكويت هي الثالثة له منذ توليه الحكم، ,وسبقتها زيارتان للمستشار عدلي منصور خلال توليه المسئولية في الفترة الانتقالية بعد ثورة 30 يونيو.


وأوضحت في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن أمير الكويت زار مصر خمس مرات بعد ثورة 30 يونيو 2013، حيث ساندت الكويت ثورة الشعب المصري، وهو موقف أجله كل المصريين، مضيفة إن العلاقات الثنائية قوية وهناك تنسيق مشترك بين البلدين في القضايا الملحة.

 

وأشارت إلى أنه على الجانب الاقتصادي فإن حجم الاستثمارات الكويتية في مصر تمثل 4.6 مليار دولار، حيث تعتبر الكويت الدولة الخامسة في حجم الاستثمارات في مصر، موضحة إن حجم تمويل الصندوق الكويتي لمصر 3.3 مليار دولار، كما أن الكويت تحتل المركز الثالث في تصدير السياحة لمصر.

 

وأكدت أستاذ العلوم السياسية أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين متينة ، وكذلك على المستوى السياسي فإن هناك ملفات تهم الدولتين أبرزها التدخل القطري في الشئون الداخلية للدولة المجاورة، والتهديدات الإيرانية في مضيق هرمز، ومكافحة الإرهاب، والملفات السورية واليمنية والليبية.

 

وأضافت نهى بكر إن الدولتين تهتمان بالتنسيق المشترك وخاصة أن الكويت تلعب دورا في الوساطة في هذه الملفات، مشيرة إلى أن مصر دائما التأكيد بأن أمن الخليج هو جزء من أمنها القومي.

 

ولفتت إلى أنه على المستوى الثقافي فإن مصر بها 24 ألف طالب كويتي يدرسون في الجامعات المصرية، موضحة أن زعيمي البلدين يحرصان على التنسيق المشترك في التحديات الراهنة، وخاصة في ظل شغل الكويت مقعد غير دائم في مجلس الأمن، وبحكم دور مصر ورئاستها الاتحاد الأفريقي، فكل العوامل تؤكد ضرورة المزيد من التنسيق بين البلدين.


وتابعت: إن الزيارة متوقع أن تشهد توقيع اتفاقيات ثنائية والدعوة لمزيد من الاستثمارات المشتركة وطرح الفرص الاستثمارية في مصر.