شهدت القارة الأفريقية حملات تطعيم ضخمة ضد مرض شلل الأطفال مما ساهم في القضاء على هذا المرض، إذ لم يتم الإبلاغ عن أي حالة إصابة بشلل الأطفال في إفريقيا منذ ثلاث سنوات، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، التي ستنتظر بضعة أشهر قبل إعلانها رسميًا استئصال هذا الفيروس في القارة السمراء.

وذكر موقع "فرانس تي في إنفو" الإخباري الفرنسي اليوم الأحد أن أفريقيا كانت واحدة من آخر المعاقل التي كان المرض فيها منتشرًا. وكان آخر حالة تم اكتشافها في نيجيريا قبل ثلاث سنوات فقط. لكن منذ ذلك الحين، لم يتم تسجيل أية حالة إصابة .

وتؤكد منظمة الصحة العالمية تجاوز عتبة مهمة يمكن بفضل ذلك إعلان القضاء على الفيروس. ومن المتوقع إجراء تقييم في هذا الصدد في بداية عام 2020.

وساعدت حملات التوعية والتطعيم التي استمرت لما يقرب من 40 عامًا في البلدان الأفريقية من وضع حد لهذا الفيروس، الذي يصيب الأطفال دون سن الخامسة من العمر بشكل أساسي. وتضاعفت حملات التوعية عقب ظهور حالة فيروسات شلل الأطفال البرية في أغسطس 2016 في نيجيريا. 

وقامت السلطات بتحسين شبكة المراقبة الخاصة بها من خلال ضمان تلقيح جميع الأطفال وتلقي رسائل التذكير اللازمة لتجنب انتشار الوباء.

وأشار الموقع الإخباري الفرنسي إلى أن "هذا المرض شديد العدوى والفيروس الذي يسببه يمكن أن يؤدي إلى الشلل التام في غضون ساعات".

وعلى الرغم من هذا التقدم المحرز في هذا المجال، تدعو منظمة الصحة العالمية البلدان الأفريقية إلى التزام الحذر وحماية نفسها من السلالات النادرة من فيروسات شلل الأطفال غير البرية التي قد تظهر عندما لا يتم تحصين كافة السكان بالتطعيمات.

ومن جانبها، تقول الطبيب ماتشديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا "يجب أن نظل متيقظين وأن تستمر جهودنا في مجالي التطعيم والمراقبة ويجب على كل دولة أن تواصل التأكد من أنها تبحث عن كثب عن الفيروس وأن تتمكن من تطعيم كل طفل".

وتؤكد الطبيبة على الحاجة إلى تعزيز المراقبة والتحصين الروتيني في جميع أنحاء القارة من أجل القضاء على الفيروس بشكل نهائي.