الأحد 30 يونيو 2024

دبلوماسيون: المباحثات المصرية الكويتية أكدت عمق العلاقات الثنائية.. ومصر تعي أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمنها القومي

تحقيقات1-9-2019 | 17:22

شهدت الكويت، اليوم الأحد، انعقاد قمة مصرية كويتية جديدة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ صباح الأحمد الصباح، وصفها دبلوماسيون بأنها أكد عمقت العلاقات الثنائية بين البلدين، في ظل التعاون بينهما في كافة المجالات، موضحين أن قضية أمن الخليج هي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري وهي حقيقة أكدتها المواقف التاريخية.

 

وأكد الرئيس السيسي خلال اللقاء أن الأمن القومي للكويت ولدول الخليج هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وحرص مصر على الاستمرار في تفعيل أطر التعاون القائمة بين البلدين في شتى الأصعدة، كما أشاد بالجهود التي تقوم بها الكويت للمساهمة في التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالوطن العربي، مثمناً الجهود الكويتية في هذا الإطار خاصة فيما يتعلق بتسوية الأزمة اليمنية، مؤكدا أهمية الإسراع بالتوصل إلى حل سياسي وفقاً لمرجعيات التسوية، بما ينهي معاناة الشعب اليمني.

 


قضايا المباحثات

 

وتناولت المباحثات أيضا سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما على المستوى الاقتصادي، في ضوء تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي شهد تبنى إصلاحات مكنت مصر من تحقيق تطورات إيجابية ملموسة على المستوى التنموي، وتشييد بنية تحتية متطورة، وتحسين بيئة الاستثمار، حيث ناقش الجانبان الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر في ضوء المزايا والحوافز التي يقدمها قانون الاستثمار الجديد.

 

كما تناولت المباحثات تطورات عدد من الملفات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم تأكيد أهمية تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات المختلفة غير المسبوقة التي تشهدها المنطقة، في ضوء تعدد وخطورة الأزمات التي تشهدها بعض الدول العربية الشقيقة.

 

واستعرض الجانبان جهود مكافحة الإرهاب، حيث تم التوافق على تكثيف وتعزيز التعاون الأمني بين البلدين، واستمرار التعاون لمواجهة القوى الإرهابية التي تسعى لبث الفتنة والتخريب في مختلف الدول.

 

أمن الخليج

 

وفي هذا السياق، قال السفير أحمد الغمراوي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات المصرية الكويتية تاريخية وقوية، وأن مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح اليوم تدفع تلك العلاقات، مضيفا إن أمن مصر جزء لا يتجزأ من أمن الخليج والكويت.

 

وأوضح الغمراوي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه الحقيقة تؤكدها المواقف التاريخية، وهذا ظهر على الأرض فعندما تعرضت الكويت والسعودية للخطر تدخلت مصر وكان الجيش المصري أول من دخل لتحرير الكويت خلال حربها مع العراق بعد الغزو في التسعينيات من القرن الماضي.

 

وأكد أن الكويت كان بها نحو نصف مليون مصري في ذلك الوقت، واستمرت العلاقات بين الدولتين قائمة وقوية في شتى المجالات، مضيفا: "نأمل أن تزيد الاستثمارات الكويتية في مصر خلال الفترة المقبلة، بعد الاتفاقيات التي وقعت وفعاليات الزيارة، وأن تشترك الكويت في المشروعات القومية المصرية كمحور قناة السويس وزراعة المليون ونصف فدان".

 

عمق العلاقات الثنائية

 

ومن جانبه، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الكويت جاءت في توقيت مهم في ظل التوترات القائمة حاليا في منطقة الخليج، مضيفا أن سياسة مصر تجاه أشقاؤها العرب تقوم على حقيقة هي أن أمن المنطقة يرتبط بأمنها القومي.

 

وأوضح العرابي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مباحثات الرئيس السيسي والشيخ صباح الأحمد اليوم أكدت عمق العلاقات المصرية الكويتية، مضيفا إن هناك دروس في التاريخ تؤكد عمق هذه العلاقة، كما أن الكويت هي الدولة الثالثة في الاستثمارات في مصر، وهي مساهمة منها في جهود التنمية في مصر.

 

وأكد أن الجالية المصرية في الكويت تشكل أحد أعمدة التقدم في العلاقات، كما أن الكويت تلعب الآن دورا عقلانيا في منطقة الخليج وسط التوترات الموجودة هناك، مضيفا إن الأشقاء في الخليج يقدرون الموقف والدور المصري في دعم أمن واستقرار المنطقة، ومصر لها مواقف بارزة خلال حقبة تاريخية طويلة.

 

وأشار إلى أن مصر أرسلت قواتها مرتين على مدى سنوات ماضية لدعم الكويت، كما أن الكويت من الدول المساندة لمصر في جهودها في مكافحة الإرهاب وعملية التنمية الشاملة داخل الدولة.