أصدرت لجنة أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية بيانًا في بداية اجتماعها الأسبوعي، قالت فيه: نعزي أنفسنا وجميع المصريين في مصابهم الجلل في إخوانهم في الوطن من المسيحيين والمسلمين على يد الغدر والكراهية ومحبي الدماء الذين يبرأ منهم كل دين، والذين تظهر خستهم وجبنهم وعداؤهم لمصر وأهلها يومًا بعد يوم في محاولة بائسة منهم للنَّيل منها في أهم مكوِّنات هويتها، وهو وحدتنا وأمننا المجتمعي، بما يجعلنا نواجه تحديًا كبيرًا في أن نظل على ثباتنا في مواجهة هذه الأفعال الجبانة التي لا تفرِّق بين مسلم ومسيحي.
وأكدت اللجنة أن المعتدي على أحد من إخواننا المسيحيين لسنا نحن خصومه فقط، وإنما خصمه الأعظم هو سيدنا رسول الله ﷺ الذي قال: «أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهَدًا وَانْتَقَصَهُ وَكَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَلَا وَمَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ رِيحَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَتُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» فما بالنا إذا كان مواطنًا وشريكًا في الوطن واللغة والتاريخ والحضارة.
كما أشارت اللجنة إلى فتوى دار الإفتاء بخصوص حرمة الاعتداء على الكنائس.
وإن هذا الظرف يملي علينا أن نقف مواسين وداعمين لأسر إخواننا في هذين التفجيرين الإرهابيين فنحن جميعًا معهم، وإن ذلك المصاب مصابنا جميعًا، ولن تهدأ لنا نفْس حتى ينال قساة القلوب جزاءهم الرادع، ويعلم مَن وراءهم أننا ماضون على طريق استعادة أمننا واستقرارنا، وأن التجربة المصرية الفريدة في التعايش بين أبناء الوطن الواحد ستظل رائدة ولن ينال منها أعداء أنفسهم والإنسانية.
حفظ الله مصر وشعبها الواحد وأدام عليها تماسكه واستقراره.