السبت 23 نوفمبر 2024

الفضاء .. ذلك المعلوم المجهول ... لم نكتف بالعديد من الأبحاث حوله

  • 10-4-2017 | 09:35

طباعة

كتب : يحيي تادرس

بل غنينا له

وأنا طير في السما

إيمان البحر درويش

مقدمة أشعر أنني لابد من كتابتها

...

«الكواكب» ومفردها «كوكب» ولقب نالته باستحقاق السيدة أم كلثوم - كوكب الشرق - ولكن ماذا نعرف عن الكواكب وموقعها في هذا الفضاء الرحيب...

كوكب عطارد «Mercury» أقرب كواكب المجموعة الشمسية يظهر دائما قبل شروق الشمس وعند غروبها وعطارد لدي اليونانيين القدامي هو إله التجارة والفصاحة.

....

.... تصل درجة حرارة الوجه المعرض للشمس إلي 350 درجة مئوية أما الوجه الآخر فتنخفض درجة الحرارة فيه إلي 150 درجة تحت الصفر... هذا ويدور الكوكب حول نفسه في 58 يوما و15 ساعة وحول الشمس في 88 يوما أي أن السنة علي كوكب عطارد تساوي 88 يوما فقط ... من أيام الأرض!

 

....

بعده يأتي كوكب الزهرة «Venus» آلهة الحب والجمال لدي الإغريق بعد هذا يأتي كوكب المريخ Mars إله الحرب لدي الرومان

... هذا الكوكب يدور حول الشمس في مدة سنتين تقريبا

.... وله قمران «فويوس وديموس » وتعني .. الخوف.. والرعب الكوكب الخامس هو المشتري «jupiter» كبير آلهة الرومان وهو أعظم وأكبر كواكب المجموعة الشمسية

... تبلغ كتلته 318 مرة مثل كتلة الأرض

الكوكب السادس هو زحل saturn إله الزراعة والخصوبة

وقد ذكر علماء الفضاء أن هذا الكوكب سقط في المحيط لطفو فوق سطح الماء ولكن أي محيط هذا الذي يسع هذا الكوكب العملاق - أما السبب فهو لأن كثافته تقل كثيرا عن كثافة الماء

... السابع

الكوكب هو أورانس usanus وهو إله سماء عند الإغريق وأورانس معناه السماوي وعلي هذا الاساس تمت تسمية أيام الأسبوع السبعة

يوم الأحد sunday - يوم الشمس

يوم الاثنين manday - يوم القمر

يوم الثلاثاء tuesday- يوم المريخ

يوم الأربعاء wednes day - يوم عطارد

يوم الخميس thurs day - يوم المشتري

يوم الجمعة friday- يوم الزهرة

يوم السبت satur day - يوم زحل

واعتقد أن هذه المقدمة ستضيف بلا شك معلومات كانت علي الأقل غائبة عن اهتمامك

.. أما الذي أجده هاما في محاولات كشف منابع النيل فإن هذه الكواكب والنجوم كانت دليل المكتشفين خلال الليل..

الفضاء ذلك المعلوم المجهول - كان لنا فيه عدة اكتشافات بل إننا غنينا له أنا طير في السما «إيمان البحر درويش» والآن نعود إلي تلك المحاولات المضنية لاكتشاف منابع هذا النهر - بالغ النبالة ... والكبرياء - والذي يغدق بمياهه علي الأرض حوله فتتفجر الحياة - منذ سنوات لا يعرف مداها سوي الله وحده وهنا لابد وأن أذكر الكلمات التي تتغني بها كوكب الشرق:

من أي عهد في القرى تتدفق

وبأي كف في المدائن .. تغدق

..

و.... يواصل ستانلي رحلته - لكن قبل استكمالها - كان عليه ان يسوي حسابه أولا مع أهالي جزيرة «بسبيري» الذين اساءوا بشدة معاملته من قبل:

.... وكان أسطول الملك «موتيا» في نفس الوقت - يبحث عنه - للقضاء عليه..

... وقد عرض ما بين 2000إلي 3000 رجل من حملة الحراب أنفسهم علي الشاطئ في غباء

... ويتمكن استانلي بما يملك من بنادق وذخيرة أن يقتل معظمهم ... وكان موتيا فوق الانزعاج - مندهشا - ما شأن هؤلاء البيض بنا فليشربوا النهر أو حتي يأكلوه ولكنهم يتدخلون بصفاقة في تجارتهم للعبيد.. ثم أن للعبيد هؤلاء من يشتريه منهم...

ويحاول ستانلي أن يكسب «ود» موتيا- في سذاجة رومانسية .. لكن وحشية القبائل وقسوة الطبيعة والمناخ - لا تخضع سوي لمنطق واحد.. القوة المطلقة..

......

وبعد استجمام ستانلي حوالي شهر في «رومانيكا» بعدها يرحل ويعود ومع زوجته.

.... وهنا نلاحظ أن «الزوجات» اللائي ينحدرن غالبا من أصول ارستقراطية كن يجدن فى تلك الأحداث «زاداً» من الفخر والمغامرة - يستطعن من خلاله أن يبرزن في الحفلات الانيقة وحتي بعض النوادي الراقية من الحديث عن «تجاربهن»

....

وهنا يبدأ ستانلي في واحدة من أعظم وآخر «مغامراته» ويرحل بالقوارب في نهر «لوايالا» متسائلاً:

من أين ينبع وهل يحمله النهر شمالا إلي مصر أم إلي مناطق لاتزال مجهولة إلي الجنوب... والمحيط الأطلسي

ولكن

لم تكن رحلته مأمونة علي الإطلاق:

تحطم سفينته «أليس».. الجوع .. اعتداءات القبائل المتوالية .. فقده لمعظم إمداداته .. ثم غرق كل مرافقيه من «البيض»

أما من بقي منهم علي قيد الحياة - وبعد 999 يوما يبرزون من بين الأدغال عند مصب نهر الكونغو - كالغيلان

....

ونعود إلي النتائج الحاسمة التي حققها ستانلي:

أن النهر الأسطوري لا يتخذ مجري محدداً - إذ أنه يتجه نحو الجنوب خلال بحيرة ألبرت ثم شمالا خلال الجنادل الاستوائية ومستنقعات السدود وصحاري السودان الجنوبي إلي أن يلتقي «بالنيل الأزرق» فى الخرطوم - ثم عبر الصحراء الشاسعة - ينتقل إلي أرض مصر.. والدلتا مرورا «بالاهرام»

....

وهكذا تحل مشكلة ينابيع النهر- ويحظي ستانلي وقرينته بالعديد من آيات التكريم في انجلترا.

...

ولكن إسدال الستار حول تلك المنابع مؤقتا- يفتح الباب أمام أبشع وأسوأ أنواع الاستغلال - التي كانت تتخذ من مصر «الخديو إسماعيل»

البداية لها:

«إسماعيل» - كانت له أحلامه الخاصة - بل ومحاولاته التقرب إلي الغرب إلغاءه تجارة الرقيق..

..... بل إنه يحاول أن يصبغ مصر بالصبغة الأروبية - وينقلها إلي أن تعيش العصر «قنوات جديدة... تنظيم شئون الري .. تجديد بعض أحياء القاهرة القديمة «القاهرة الخديوية» - إنشاء جيش جديد مزود ليس فقط بالأسلحة الحديثة.. ولكن بتجديده علي النمط الأوروبي.

....

وفي سنة 1869 ينتهي حفر قناة السويس ويصمم علي افتتاحها باحتفالات ضخمة ليعلن خلالها أن مصر بالفعل:

أصبحت قطعة من أوروبا....

وحول القناة يدور صراع معلنا وخفيا - حول القناة

....

وفي 17 نوفمبر 1869 تتم الاحتفالات بافتتاحها في بذخ أسطوري

....

وفي الإسماعيلية - يتم Nنشاء مدينة جديدة وشديدة الأناقة

....

في بورسعيد تزدادن المدينة بالأعلام - ويبارك النهر رجال الدين المسلمون والأرثوذكس...

و..... سأتجاوز عن كل تلك الاحتفالات التي وصفها الغرب «بالسفه» لكنني أتوقف عند الخديو نفسه:

كان حالما بمصر مختلفة - وأنفق معظم «ديونه» علي محاولاته تحقيق هذا الحلم و«لا ننسي قاهرته الخديوية»...

ولكن ... هل نسينا النهر؟

... لم ننسه - بل إن الخديو - يدعو إليه «صمويل بيكر وزوجته» - اللذين يحضران احتفالات القناة - بدعوته مع حملة عسكرية لضم أعالي النهر إلي مصر - قبل أن يستولي عليه الغرب - أما هدف الرحلة فكان: القضاء المبرم علي تجارة الرقيق

.... ورغم كل المعوقات كان الحلم شديد العصرية والإنسانية والتحضر

... أما منتقدو الخديو وما أكثرهم فكانوا يتهمونه بأنه كان يستغل الفلاحين في ضياعه الواسعة في حياة أقرب للعبودية أما بالنسبة لإفريقيا فإن معظم أو جميع موظفيه في السودان .. كانوا تجار للرقيق..

والواقع أن «الخديو» كان ولايزال لغزا صعب تفسيره وبين الإشادة به أو انتقاده فقد نجح بالفعل في أن يجعل من مصر - ليس قطعة من أوروبا - لكنه من خلال مشاريعه في كل المجالات ومنها مدارسه لتعليم ليس فقط الشبان ولكن الفتيات «مدرسة السنية»

تلك الحملة والهدف منها - تلقي تشجيعاً هائلاً من الغرب لدوافع إنسانية...

وتبدأ الحملة الضخمة باستعدادات بالغة التنظيم - والتي تواجه من كل المستفيدين من تجارة الرقيق «من معظم الدول الغربية والامريكية علي السواء» في محاولات مضنية لعرقلتها

.....

وما أن يصل «بيكر» إلي الخرطوم حتي يذهل لما كانت تبدو عليه المدينة

- تجارة الرقيق تصبح عشرة أضعاف ما كانت عليه

- الفقر والضرائب الباهظة والنهب المنظم لثرواتها - تهبط بالأهالي إلي النصف قريباً

....

ولا يجد «بيكر» مفراً من استكمال رحلته في 8 فبراير 1870

... كان كل شئ مهيئا لنجاحه لكن النهر يناصبه العداء إذ كان مليئا بالنباتات العملاقة لتي تكاد تسد المجري نتيجة للإهمال وعدم العناية.

.... ويقرر بيكر في أوائل «أبريل» - بعد شهرين من المعاناة أن يتقهقر منتظرا «الفيضان» الذي يساعده علي تخطي عقبات النهر

...

وخلال انتظاره ... كان يتصيد سفن العبيد وما كان أكثرها

.....

وفي أوائل ديسمبر 1870 يتأهب بيكر لتكرار المحاولة وخلال مجهودات شاقة - لشق الطريق خلال النباتات التي كانت كما يبدو «تحارب» تدخله في شئون نهرها!

.....

وهنا أتوقف في الحديث لأنه سينقلنا إلي آفاق وموضوعات وشخصيات وأحداث جديدة..

وأعتقد.. انه ليس هذا مجالها...

عزيزئ القارئ

أرجو أن أكون - خلال تلك المقالات المختصرة تمكنت أن أفتح شهيتك لمزيد من المعرفة عن هذا النهر الذي نعيشه علي ضفتيه لكننا في الغالب الأهم:

لا نكاد نعرف عنه الكثير

المصادر:

الفضاء ذلك العالم المجهول

«د. أشرف لطيف تادرس»

الباحث بقسم الفلك - رصد حلوان

- النيل الأبيض : آلان مورهين

    الاكثر قراءة