عشنا بالأمس ساعات عصيبة حزينة مخضبة بدماء شهدائنا المصريين، التي أريقت على أيدي شياطين وخفافيش هذا الزمان .
بالفعل كان يوما حالك السواد، لم نتوقع فيه مثل هذه الأحداث الدامية لأشقائنا المسيحيين في كنيسة مارجرجس بطنطا، وهم يقيمون صلواتهم واحتفالاتهم بأحد الشعانين المعروف بأحد السعف، لم نصدق أنفسنا ونحن نشاهد أشلاء الأبرياء تتطاير وصرخات المصابين تهز المكان في مشاهد مروعة ندعو الله ألا يعيدها مرة أخرى!
وبعد ساعات قليلة، ضرب الإرهاب الأسود كنيسة مارمرقس بالإسكندرية ليحصد أرواحا بريئة أخرى لا تعرف «بأي ذنب قتلت» !
مشاهد مرعبة انتشرت فيها روائح الموت، الضحايا مسلمون ومسيحيون فالموت لا يُفرق، والجناة انتحاريون مفخخون بأحزمة ناسفة، صنعهم داعشيون لا نعرف من أي ثدي رضعوا!
هؤلاء الإرهابيون تعمدوا أن يقلبوا أفراحنا واحتفالاتنا إلى أحزان في غفلة من الزمن.
وبقراءة للمعلومات الأولية عن الحقيرين منفذي عمليتي أمس نرى أن الأول هو "أبو إسحاق المصري"، وهو مسؤول عن عملية استهدافالكنيسة المرقسية بالإسكندرية وهو من مواليد الأول من سبتمبر عام 1990 في منيا القمح، حاصل على بكالوريوس تجارة.
عمل محاسبًا بالكويت لمدة أربعة أشهر، وسافر إلى تركيا، ثم إلى سوريا في 26 ديسمبر عام 2013 ثم عاد بعدها إلى سيناء، بينما الانتحاري الثاني المسئول عن استهداف كنيسة مارجرجس في طنطا فيدعى «أبو البراء المصري»، من مواليد قرية أبو طبل بكفر الشيخ في 13 ديسمبر عام 1974، حاصل على دبلوم صناعي، ومتزوج وله 3 أطفال، دخل إلى سوريا في 15 أغسطس عام 2013، وسافر إلى لبنان ثم عاد إلى سوريا مرة أخرى ومنها إلى سيناء!
إذن نحن أمام داعشيين صريحين لا لبس فيهما ولا غموض، وكان من المتوقع أن تكون لهما ملفات وأن يكونا مرصودين من الجهات الأمنية.
على أية حال دعونا ننظر إلى الأمام ونتعلم من خبطات الماضي ونعيد فتح كل ملفات المصريين العائدين من تركيا وقطر وسوريا ولبنان وليبيا ومراجعتها بدقة، علينا أن نضع جميع الوافدين من تلك الدول تحت أعين أجهزة الأمن منذ دخولها البلاد حتى خروجها؛ لنتمكن من رصد العناصر الإرهابية المحتملة ونجتثها من جذورها، أو على الأقل نقضي على جزء كبير من الموجات الإرهابية المتوقعة خلال الفترة القادمة.
علينا أن نحصن الأماكن المستهدفة من كنائس أو مراكز للجيش والشرطة أو أماكن للتجمعات البشرية في مصر كلها خاصة المحافظات التي لا تحظى بتكثيف أمني وتشهد كثافات سكانية كبيرة، علينا أن نراجع خطط تأمين الكنائس، لأن ما حدث للكنيستين في طنطا والإسكندرية، صورة كربونية لما حدث في الكنيسة البطرسية منذ شهور، وأعتقد أن الأمن الداخلي للكنائس أثبت فشله تماما، ولابد من عودة مهام التأمين الداخلي والخارجي لقوات الشرطة وليس لشباب الكنائس، ولابد من وضع بوابات إليكترونية محكمة وأن يخضع الجميع للتفتيش، وأن تعزز القوات المكلفة بالحراسة وتزود بأسلحة حديثة فتاكة!
علينا أن نزرع عيونا أمنية كثيرة في المناطق الساخنة التي تشهد تواجدا كثيفا من المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية أو المتشددين دينيا فجميعهم قنابل موقوتة لا تقتل إلا الأبرياء!
ما أحوجنا لقانون الطوارئ الآن وعلى المتشدقين بشعارات الحرية أن يصمتوا، فقانون الطوارئ لن يطال إلا المجرمين والخائنين والإرهابيين!
مصرنا الغالية بحاجة لكل يد تبني حتى تقوم من عثرتها، فكل عملية إرهابية ترتكب على أرضها تكبدنا خسائر بشرية ومادية جسيمة!
اقتصادنا بحاجة لأن يتعافى ولن يتعافى إلا بمزيد من الاستثمارات، وعودة السياحة وانتعاش البورصة، لكن الإرهاب عدوهم الأول!
أدعو الله أن لايتكرر ماحدث بالأمس، يوم الأحد الأسود وأن يحمي مصر وشعبها من كل سوء.