أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ضرورة التعاون الدولي في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، وأن يكون الجميع على قلب رجل واحد في مواجهته، لا سيما أنه صار عابرا للحدود والقارات سواء أكان عبورا مباشرا بانتقال عناصره أو أفكاره أم عبورا غير مباشر عبر مواقع التواصل الحديثة والعصرية.
وقال وزير الأوقاف - في كلمته اليوم الثلاثاء، بمؤتمر الإسلام وحوار الثقافات المنعقد حاليا بموسكو- "إن لدينا مهمة دينية ووطنية وإنسانية وهي كبح جماح هذا الإرهاب الغاشم ومحاصرته من أن يكتسب أرضا جديدة أو يجتذب عناصر جديدة ، بالقضاء عليه أينما كان".
وأوضح الوزير أن الدين الإسلامي هو دين السلام ورسالتنا للعالم كله وللإنسانية جمعاء هي السلام، نؤمن بحق المختلف معنا دينيا أو عرقيا أو مذهبيا بحقه في التنوع والاختلاف ونعد ذلك ثراء للمجتمعات والدول، مادام ذلك في إطار الاحترام المتبادل والحقوق والواجبات المتبادلة بين أبناء الوطن الواحد أو بين بني البشر جميعا".
وأكد ضرورة الاجتهاد في فهم الواقع المعاصر بما يكسر كل دوائر الجمود والانغلاق الفكري، مبينا أن "من أفتى الناس بمجرد المنقول في الكتب دون مراعاة أحوالهم وأزمنتهم وعاداتهم وواقعهم فقد ضل وأضل.. كما علينا أن نعمل جميعا على تخليص الدين من التوظيف السياسي والمتاجرة به سواء من قبل بعض الجماعات أو الدول".
وأشار الدكتور جمعة إلى أن الفهم الصحيح للدين يرسخ ويعمق أسس الحوار والتعارف بين الناس جميعا، ويدعو إلى احترام الإنسان كونه إنسانا، حيث يقول الحق سبحانه: "ولقد كرمنا بني آدم " فكرم الإنسان على إطلاق إنسانيته ولَم يقل سبحانه: كرمنا المسلمين وحدهم أو المؤمنين وحدهم أو الموحدين وحدهم كما أن الإسلام دعانا إلى التعارف والحوار.
وطالب وزير الأوقاف بالعمل على ترسيخ واحترام وتعزيز وتقوية مفهوم الدولة الوطنية واحترام علمها ونشيدها الوطني وسائر راياتها وشعاراتها المادية والمعنوية وعلى تحقيق أمنها وأمانها وتقدمها ورقيها وازدهارها، سواء أكان المسلم يعيش في دولة ذات أغلبية مسلمة أم يعيش في دولة ذات أغلبية غير مسلمة، وأن يؤدي واجباته تجاه دولته وفاء لها و تقديرا لحقها على جميع أبنائها ، فالوطن لأبنائه جميعا وهو بهم جميعا، وليس لطائفة منهم دون طائفة ، ولا بطائفة منهم دون أخرى.
يذكر أن المؤتمر يشارك فيه وزراء ومفتون وعلماء من مختلف الدول الإسلامية.