اقتحم عشرات المستوطنين اليوم الأحد باحات المسجد الاقصى المبارك، وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، من جهة باب المغاربة.
وقال شهود عيان إن 120 مستوطنا اقتحموا الأقصى "خلال الفترة الصباحية للاقتحامات"، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وسط تلقيهم شروحات عن "الهيكل" المزعوم، ومحاولة تأديتهم طقوسا تلمودية في الأقصى.
وكانت ما تسمى "جماعات الهيكل" المزعوم قد دعت على التواصل الاجتماعي لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى خلال أيام عيد "رأس السنة العبرية"، وأكدت على ضرورة أن تكون الاقتحامات جماعية وعائلية بأعداد كبيرة تبدأ من يوم صباح اليوم الأحد، وحتى يوم الثلاثاء المقبل.
وتأتي الدعوات اليهودية لاقتحام الأقصى تزامنا مع الذكرى الـ 19 لانتفاضة القدس والأقصى، التي اندلعت في أعقاب اقتحام رئيس الحكومة الأسبق أرئيل شارون يوم 28 سبتمبر 2000.
وتعهدت "منظمات الهيكل" بتأمين وجبات وحلويات للمقتحمين عند باب المغاربة وستقام خيمة للخدمات عند مدخل جسر باب المغاربة، وقد أعدت كل جماعة برامج فرعية لأعضائها داخل الأقصى خلال اقتحاماتهم التي ستشمل الفترتين الصباحية والمسائية.
ومن المقرر أن يشارك في تلك الاقتحامات عشرات الحاخامات وكبار أعضاء "منظمات الهيكل"، وعدد من أعضاء الكنيست الإسرائيلي، وفق ما جاء في منشورات الجماعات المتطرفة.
وكثفت الجماعات المتطرفة من دعواتها لتنفيذ الاقتحامات وتعميمها عبر مواقعها الإعلامية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لها، مؤكدة التنسيق الكامل مع شرطة الاحتلال بالقدس لتسهيل الاقتحامات.
وردا على دعوات "منظمات الهيكل"، دعت الفعاليات السياسية والوطنية والقوى الوطنية الفلسطينية والإسلامية والشعبية والحركة الإسلامية أهالي القدس وبلدات الداخل الفلسطيني، إلى مزيد من الحشد والتوافد للقدس والرباط في ساحات المسجد الأقصى خلال موسم الأعياد اليهودية، وذلك للتصدي لاقتحامات اليهود والجماعات الاستيطانية.
ويسعى الاحتلال من خلال الاقتحامات شبه اليومية لتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود كما فعل في المسجد الإبراهيمي في الخليل جنوب الضفة الغربية.
ويقصد بالتقسيم الزماني، تقسيم أوقات دخول المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود. أما التقسيم المكاني فيقصد به تقسيم مساحة الأقصى بين الجانبين، وهو ما تسعى إسرائيل لفرضه، ويعتبر تعديا على هوية المسجد واستفزازا لمشاعر المسلمين، إلى جانب تدخلها المباشر في إدارة المسجد وعمل الأوقاف الإسلامية.
ويزعم اليهود أن لهم "هيكلا" أو "معبدا" كان موجودا مكان المسجد الأقصى وبناه سيدنا سليمان عليه السلام، لذلك يسعون لإعادة بناء المعبد المزعوم كهدف استراتيجي، من خلال الاقتحامات التي يقومون بها والتي ازدادت وتيرتها.