الثلاثاء 21 مايو 2024

الدولة تسلحهم معيشيا وتدريبيا لمواجهة الانهيار الديني.. نواب: الأئمة أحد الركائز الأساسية لحماية مصر من "أهل الشر".. والحروب تجاوزت المساجد.. والسوشيال ميديا سلاح ذو حدين في أيدي الشباب

تحقيقات30-9-2019 | 16:03

أجمع برلمانيون، على ضرورة رفع كفاءة الأئمة في مختلف أرجاء مصر لمواجهة الحروب الحديثة التي انتقلت بشكل كبير من الساحات والمساجد إلى وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بهدف تدمير الشباب واستخدامه كوقود لتدمير المجتمعات وعرقلة مراحل التنمية المختلفة وإعاقة تقدمهم، مشيدين بتوجيهات الرئيس التي تكمن في رفع المستوى المعيشي والتأهيلي للأئمة لمواجهة تلك الأفكار الهدامة.


وناقش الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، بالدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، جهود الوزارة في مجال الدعوة والترجمة والنشر، وتدريب وتأهيل الأئمة، من خلال برامج تدريبية تشمل إلى جانب علوم الدين، دراسة اللغات الأجنبية وعلم النفس والاجتماع ومفاهيم الأمن القومي، والمدارس الفكرية والفلسفية المختلفة، وآليات التواصل الإعلامي والإلكتروني الحديثة.


كما تم خلال الاجتماع استعراض مستجدات عملية تعظيم الاستفادة من الأصول والأراضي التابعة للأوقاف على مستوي الجمهورية لضمان تحقيق الاستغلال الأمثل لها.


وقد وجه الرئيس خلال الاجتماع بالتركيز على توفير التدريب الراقي للأئمة، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم المعرفية والعلمية، لاسيما في التفاعل مع وسائل الإعلام المختلفة، إلى جانب التوسع في مجال الترجمة والنشر، فضلا عن الاستمرار في تحسين الأوضاع المالية والمعيشية للأئمة من خلال الاستغلال الأمثل للموارد الذاتية لوزارة الأوقاف.


ووجه الرئيس كذلك بمواصلة العمل على تنفيذ استراتيجية وزارة الأوقاف للتصدي للفكر المتطرف والمتشدد، وترسيخ الفهم الصحيح لجوهر الإسلام ومقاصده العليا وروحه السمحة، ونشر الفكر الوسطي الرشيد وتصحيح المفاهيم الخاطئة، مؤكداً أن الدين الإسلامي ينبذ كل أنواع التطرف والإرهاب، ويحض على السلام والأمان والبناء، والتعايش السلمي بين البشر.

الركائز الأساسية

شددت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ الفلسفة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب، على ضرورة تحسين أوضاع الأئمة المالية والمعيشية كما وجه الرئيس السيسي في اجتماعه ليلة أمس مع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، لأن يقع على عاتقهم عبء كبير في مواجهة الفكر المتطرف، مطالبة بضرورة تأهيل ورفع كفاءة وخبرات جميع الأئمة للقرة على مجابهة تلك التحديات التي تستخدم أفضل الأساليب التكنولوجية الحديثة.


وأوضحت أستاذ الفلسفة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب لـ«الهلال اليوم» أن الأئمة يمثلون محور مهم من محاور مكافحة الفكر المتطرف والأزمات والتحديات المختلفة  التي يتم استغلال اسم الدين، لافتا إلى أن وزارة الأوقاف عليها وضع برنامج تدريبي متكامل لمواجهة التحديات والأزمات والتصدي للفتن من خلال وسائل الإعلام المختلفة.


ولفتت إلى ضرورة الاستعانة بالخبراء والمختصين في برامج السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي وتدريب على الأئمة على مجابهة تلك الحروب الفكرية التي تنتشر بشكل واسع من خلال وسائل التواصل المختلفة وتتعرض للشباب بشكل مباشر باعتبارهم الركيزة الأساسية المستهدفة من تلك الحروب وإثارة مشاعرهم من تلك الحروب السلبية والهدامة، موضحا أن توجيه الرئيس يأتي في توقيت حرج ومهم بعد زيادة تلك الحروب السلبية.

تجاوز مواجهات المنابر

وقال الدكتور عمر حمروش، أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن توجه الدولة لدعم الأئمة سواء ماليا أو تأهيليا خطوة هامة لدعم العمل الدعوي في مصر لمواجهة الفكر المتطرف الهدام الهادف لتدمير الشعوب، مشددا على ضرورة رفع كفاءة الأئمة لمجابهة تلك الحروب السرطانية الخبيثة في شتى الوسائل المختلفة.


وأكد أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب لـ«الهلال اليوم» أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يدرك أهمية العمل الدعوي في مواجهة تلك الحروب المتطرفة التي تسعى لاستغلال الشعب في تدمير ذاته وإحداث الوقيعة بين الشعب والقيادة السياسية، لافتا إلى أن الحكومة المصرية تهدف إلى تعديل العديد من برامجها خلال الفترة المقبلة حتى تستطيع التصدي لحرب الشائعات والحرب الفكرية التي تتخلل للمصريين عبر وسائل الإعلام المختلفة.


وأوضح «حمروش» أن تأهيل الأئمة على استخدام الوسائل التكنولوجية والتفاعل الهادف مع مواقع التواصل الاجتماعي عنصر مهم من عناصر مكافحة الفكر المتطرف حتى لا يكونوا في عزله عن تلك الحروب الإلكترونية التي تسمة بحروب الجيل الرابع، موضحا أن المعالجة لم تعد تقتصر على المنبر في إلقاء الخطب والدروس ولكنها انتقلت إلى وسائل الإعلام المختلفة التي أصبحت أقرب للإنسان من كل شيء وآخرها السوشيال ميديا التي باتت سلاحا ذو حدين في يد كل مواطن.