الإثنين 25 نوفمبر 2024

خبير بمعهد واشنطن: أردوغان جعل "الإخوان" حصان رهانه الوحيد في المنطقة

  • 30-9-2019 | 22:10

طباعة

أكد رئيس قسم الدراسات التركية بمعهد واشنطن للدراسات الشرقية البروفيسور سونير كابتجي، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ركز جميع السلطات في يده بعد إقدامه على تعديل الدستور قبل عامين، مشيرا إلى إنه خسر أيضا كافة حلفائه الإقليميين باستثناء قطر بعدما جعل الإخوان المسلمين حصان رهانه الوحيد في المنطقة العربية.


وقال كابتجي - في ندوة عقدها مركز دراسات الشرق الأوسط بالجامعة الأمريكية اليوم الإثنين - إن أردوغان قد اختار نموذجا غير تقليدي في حكم تركيا أراد من خلاله أن يجعلها قوة عظمى لا تعتمد على الدعم الغربي ولكنه اتبع سياسات خارجية غير متجانسة في سبيل الوصول إلى هذا الحلم.


وأضاف أن أردوغان حين تولى منصبه لأول مرة عام 2003 ، شعر بأنه محاصر من قبل المؤسسة العلمانية التركية، بما في ذلك الجيش، لذا فقد سعى إلى أن يكون نسخة أفضل من أسلافه أتباع كمال أتاتورك مع تشجيع المزيد من السياسات الدولية المؤيدة للولايات المتحدة، والمؤيدة للاتحاد الأوروبي، حيث تضمنت مبادراته المبكرة محاولات لتوحيد قبرص وتطبيع العلاقات مع أرمينيا.


وأضاف الخبير في الملف التركي أن تلك الفترة بحلول عام 2011 ، بعد أن قام أردوغان بتحييد الجيش ، ومرر سلسلة من القوانين التي تضع القضاء تحت سيطرته، بدأ في تقويض خصومه بمساعدة من حركة غولن، حليفه في ذلك الوقت ومن ثم لم يعد محاصرا من قبل العلمانيين حتى إنه أطلق مجموعة جديدة من المبادرات العالمية والشرق أوسطية تهدف إلى إحياء قوة تركيا العثمانية، مع انتفاضات "الربيع العربي" في المنطقة التي مهدت الطريق لذلك.


وأشار إلى أن سياسات أردوغان فشلت لعدة أسباب: أولها لأن أنقرة تجاهلت دور الأجسام المضادة التاريخية في الشرق الأوسط؛ فلم يدرك أردوغان أن العديد من العرب مثلهم مثل العديد من اليونانيين، لا يزالون ينظرون إلى تركيا بشكل سلبي إلى حد كبير على أنها المستعمر السابق. 


وجراء تلك السياسات قررت أنقرة أن تدعم فصيل واحد فقط في العالم العربي بعد انتفاضات الربيع هو جماعة الإخوان لذلك عندما فقدت المجموعة نفوذها في مصر وبلدان أخرى خسرت تركيا بالتبعية، وكذلك فعل أردوغان، في سوريا فقد دعمت تركيا المعارضة السورية مما تسبب لها في نتائج سلبية وخلافات مع روسيا وإيران.


ونوه إلى أن أردوغان حاول تعويض خسائره مما دفع أحمد داوود أوغلو للاستقالة من منصبه، وحاول أردوغان استعادة علاقته مع إسرائيل ولكن بلاده مازالت معزولة إقليميا عن دول الشرق الأوسط باستثناء قطر التي توفر لتركيا الثروة والمال بينما توفر لها تركيا دعما سياسيا وتجاريا، مفسرا ذلك بأن تركيا حاليا بعيدة عن التحالفات التي تتم بين دول البحر المتوسط وهي شراكات اقتصادية وسياسية لا تستطيع تركيا الاستفادة منها بسبب سياساتها الخارجية الحالية.


وذكر سونير كابتجي أن أنقرة تتبع سياسات متعجرفة تجاه واشنطن بالإضافة إلى إنها لم تعد قادرة على الاعتماد على أصدقائها التقليديين في الغرب موضحا أن أردوغان أبرم صفقات خاصة مع روسيا ، تبدأ من التفاهم بشأن الوضع في سوريا وحتى شراء أنظمة الدفاع الجوي S-400، وأن الرئيس فلاديمير بوتين كان مستجيبًا بشكل خاص لهذه المبادرات منذ الانقلاب التركي الفاشل في عام 2016، لكن خطاب بوتين حاليا صار معاديا لأنقرة كما كان في الماضي. 


يشار إلى أن البروفيسور سونير كابتجي رئيس قسم الدراسات التركية بمعهد واشنطن للدراسات الشرقية، أصدر كتابه الثالث منذ أيام في واشنطن تحت عنوان "إمبراطورية أردوغان".

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة