قال
اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان وأحد أبطال حرب أكتوبر، إن حرب
أكتوبر المجيدة والتي تحل الذكرى الـ46 لها نجحت في هدم نظرية الأمن الإسرائيلي
وكسرت ذراعها الطولى وهزمت الجيش الذي كان يدعي أنه لا يقهر، مضيفا إن معجزة هذه
الحرب هو المقاتل البطل الذي عقيدته النصر أو الشهادة.
وأوضح
الشهاوي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا المقاتل استطاع أن يواجه
الدبابات في السبع ساعات الأولى قبل عبور الدبابات المصرية، واستطاع أن يواجه 300
دبابة قضى على مائة منها، مضيفا إنه كان هناك معوقات وصعوبات استطاع المخطط المصري
أن يتلافاها مثل المانع الحارق الذي كانت إسرائيل تخطط لأن تشعل القناة بارتفاع 5
متر ودرجة حرارة 700 درجة.
وأشار إلى
أن مصر استطاعت بواسطة الصاعقة البحرية في الليلة السابقة للهجوم في أن تسد الفتحات
التي كانت ستخرج منها المواد الحارقة، وحينما حاول العدو الإسرائيلي استخدامها
وجدها جميعها مسدودة، مضيفا إن العائق الثاني كان الساتر الترابي الذي كان ارتفاعه
22 متر، وكانت فكرة اللواء الراحل باقي زكي يوسف بتحطيم هذا الساتر عبر خراطيم
المياه.
وأضاف إنه
تم فتح 60 ثغرة بواسطة 350 مضخة ومدفع للمياه استطاعت أن تزيل 3 مليون متر مربع من
الرمال وتفتح هذه الثغرات لعبور المركبات والدبابات، موضحا أنه كانت هناك سيمفونية
في الضربة الجوية الأولى بقوة 220 طائرة كانت كلها في وقت واحد على سفح القناة في
ساعة الصفر الثانية ظهرا.
وأكد أن
هذه الطائرات كانت تطير على ارتفاع منخفض لثلاثة أسباب، وهي الهروب من الردارات
ورفع الروح المعنوية لقواتنا الموجودة على الشاطئ الغربي ولكي تثبت لإسرائيل
القدرة والكفاءة الفنية والقتالية للطيار المصري الذي يستطيع أن يطير على ارتفاعات
منخفضة.
وأشار إلى
أن التمهيد النيراني كان عاملا مهما في انتصار أكتوبر حيث تم إطلاق 121 ألف دانة
بمعدل 175 دانة في الثانية لمدة 53 دقيقة، مؤكدا أن هذه الذخيرة حين تم وزنها كانت
أكثر من ثلاثة آلاف طن، حتى قامت القوات المصرية بعبور القناة وتحطيم خط بارليف
الذي كان يعد من أقوى الحصون العسكرية.
وعن دور
سلاح الحرب الكميائية، أوضح الشهاوي والذي كان رئيسا لأركان الحرب الكيميائية
سابقا، إن هذا السلاح كان له دور كبير في حرب أكتوبر المجيدة، حيث استطاعت الحرب
الكيميائية أن تعد وتؤهل القوات للعمل تحت ظروف استخدام العدو لأسلحة الدمار
الشامل وأن يتم تعمية نقاط ملاحظات العدو ومقذوفاته المضادة للدبابات بصواريخ
الدخان، وتأمين وإخفاء الكباري الحقيقية والخداعية على قناة السويس لتقليل التأثير
النيراني عليهم.
وأوضح أن اختيار
التوقيت ساعة الصفر في الثانية ظهر 6 أكتوبر تم بعبقرية لتزامنه مع شهر رمضان لما
له من قيمة روحية لدى القوات المصرية واعتقاد إسرائيل أن هذا الشهر شهر كسل
للمسلمين كما أن به ثلاثة أعياد إسرائيلية هي عيد الغفران وعيد المظلات وعيد
التوراة التي يحرم العمل فيها، واختيار يوم السبت لأن يحرم به العمل أيضا ويوافق
عيد الغفران.
وأكد أن
حالة المد والجزر في هذا اليوم كانت في أقل مستوى ما سهل عملية اقتحام وعبور
القناة بواسطة الزوارق المطاطية، مضيفا إن اختيار توقيت الثانية ظهرا كان للخداع
لأن العمليات العسكرية تبدأ إما في أول ضوء أو آخر ضوء لكن القوات العسكرية نفذت
في الثانية وخمس دقائق ظهرا حتى تكون الشمس في عيون طياري العدو ولا يستطيعون
تمييز الأهداف بدقة وتكون خلف الطائرات المصرية التي نفذت الضربة الجوية.
وتابع
"حرب أكتوبر كانت حرب مجيدة استطاعت أن ترفع رأس العرب عالية وأن تعبر بالأمة
كلها من خنادق اليأس إلى شواطئ الأمل والرجاء".