السبت 23 نوفمبر 2024

تحقيقات

في الذكرى 46 لانتصار أكتوبر المجيد.. اللواء حسان أبو علي: تحديث "الدفاع الجوي"وتناغم القوات من أسرار نجاح معركة استعادة الأرض والكرامة.. وسلاح الحروب الآن هو إثارة الشائعات والفتن الطائفية والاجتماعية

  • 5-10-2019 | 14:32

طباعة
يحتفل المصريون بالذكرى 46 لانتصار 6 أكتوبر المجيد، يوم أن استعادت مصر أرضها وكرامتها وحقها بتحرير أرض سيناء، وهو يوم لا يزال محفورا في الذاكرة المصرية بتفاصيله، وملحمة خالدة في عقول أبطالها الذين خاضوا معركة التحرير عام 1973.


وفي هذه الذكرى روى اللواء أركان حرب حسان أبو علي، مستشار أكاديمية ناصر العليا وأحد أبطال سلاح الدفاع الجوي بحرب أكتوبر، الظروف التي أحاطت بحرب أكتوبر، قائلا إنها كانت صعبة للغاية، بعد المناخ الذي ساد في أعقاب نكسة 1967، إلا أنه حدثت مواقف أكدت للعالم أن مصر رغم الهزيمة لن ترضخ وأضاف،"كنت عام 1967 برتبة ملازم في قاعدة المليز الجوية في سيناء، وعشت الهزيمة بكل أبعادها السيئة والروح المعنوية المنخفضة، وتصريحات الخبراء العسكريين أن مصر لن تقوم لها قائمة مرة أخرى وأن حدود إسرائيل أصبحت هي قناة السويس، بعدما خسرنا 80% من قواتنا المسلحة".


وأوضح في حديثه لـ"الهلال اليوم"، أنه بعد شهرين أو ثلاثة من نكسة 1967 وقعت ثلاثة أحداث أثبتت للعالم أن مصر لا تزال قائمة، وهي الغارة الجوية التي نفذها الفريق مدكور أبو العز رحمه الله ببقايا الطائرات المصرية على الجنود الإسرائيليين في سيناء بعد 40 يوما فقط من النكسة، ثم معركة رأس العش الشهيرة في يوليو 1967 ثم تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات في 21 أكتوبر 1967 والذي أصبح عيدا للقوات البحرية.


وأضاف إن هذه الأحداث أكدت للعالم أنه برغم الهزيمة القاسية في خلال أيام قامت مصر بردود فعل لا يستهان بها، ثم بدأت حرب الاستنزاف، قائلا إن "موشي ديان قال إن قوة إسرائيل في سلاحها الجوي الذي يستطيع أن يغزو به القطب الشمالي، فما كان من القيادة المصري إلا أن تهتم بتحديث وتنمية سلاح الدفاع الجوي".


وأشار إلى أنه في هذا التوقيت كان اسمه المدفعية المضادة للطائرات وتتبع إدارة المدفعية، ثم تشكلت قيادة قوات الدفاع الجوي وبدأت تنمية القوات، مضيفا إنه في هذه الأثناء صدر القرار 242 بوقف إطلاق النار ولم تستجب له إسرائيل، ونجحت مصر في بناء حائط الصواريخ، بجهد من المشير محمد علي فهمي رحمه الله".


وأشار إلى بناء حائط الصواريخ تم بكافة الوسائل الصعبة والشبه مستحيلة بتعاون الجيش والشعب، ومن بناه هم الشعب المصري من العمال من كافة الشركات بالتعاون مع الجيش، مضيفا إن بناء حائط الصواريخ كبد إسرائيل خسائرا جسيمة في قواتها الجوية وخاصة في 30 يونيو 1970 التاريخ الذي لا ينسى والذي أصبح عيدا لقوات الدفاع الجوي حاليا والذي أجبر إسرائيل على قبول مبادرة روجرز.


وأضاف إنه بعد وقف إطلاق النار تم إعادة بناء القوات المسلحة بكل جدية ودقة وبدراسة دقيقة عملية لكل كبيرة وصغيرة لكيفية العبور وتدمير خط بارليف واستعادة الأرض، قائلا إن مصر نجحت في استعادة سيناء بثلاثة وسائل الأولى هي حرب أكتوبر العظيمة في تخطيطها وإعدادها وتنفيذها والتي بعدها اعترف موشي ديان أن إسرائيل لم تقدر جيدا القوة المصرية وانخدعت بخطة الخداع الإستراتيجي.


وأوضح أن الوسيلة الثانية لاستعادة الأرض كانت التفاوض الذي لا يقل ضراوة عن الحرب بدءا من مباحثات الكيلو 101 وفض الاشتباك بعد الحصار المتبادل بين القوات المصرية والإسرائيلية، ثم الصراع القانوني على طابا والذي أكد للعالم أن مصر لم ولن تفرط في شبر من أرضها.


وعن دور سلاح الدفاع الجوي، أكد أبو علي والذي كان قائدا لكتيبة عمليات صواريخ سام6، أن إسرائيل كانت تعتمد على ذراعها الطولى وهي القوات الجوية فكان من الطبيعي تطوير قوات الدفاع الجوي المصري، مضيفا إن عمليات حرب الاستنزاف حتى بناء حائط الصواريخ كانت عبارة عن تبادل نيران مدفعية بين القوات المصرية والإسرائيلية وغارات جوية يتصدى لها الدفاع الجوي.


وأضاف إن وحدات الدفاع الجوي أثناء الاستنزاف بذلت جهود غير عادية وحققت بطولات كبيرة، واستمرت عمليات التحديث وتطوير الأسلحة والأسلحة المضادة لها، موضحا أن مصر نجحت في بناء حائط الصواريخ واستحداثها واتخاذ مواقع محددة وبعد وقف إطلاق نار أرسلت بعثات للخارج في الاتحاد السوفييتي وعادت بأحدث نظام حينها عام 1972 وهي صواريخ السام6.


وأشار إلى أن القوات منذ 1972 وحتى قيام الحرب كانت في تدريب مستمر على هذه الصواريخ حتى احترفت القوات التعامل معها، إلى درجة أن حد الأسرى من الطيارين الإسرائيليين قال "هناك أوامر لدينا ألا نقترب من القناة لمسافة 15 كيلو متر لأن الدفاع الجوي محقق السيطرة والحماية لهذه المسافة، وصدرت لنا أوامر إذا أطلق صاروخ سام 6 أما أن تعود مسرعا أو تقفز من الطائرة لأن احتمالات تدميره إذا أطلق صاروخين تصل لـ96%".


وأشار إلى صواريخ السام 6 كانت لوائين أحدهما في الجيش الثاني والآخر في الجيش الثالث إجمالي ما أسقطه هذا النوع من الصواريخ نحو 54 طائرة برؤية العين، مؤكدا أن هذا لا يقلل من جهد باقي أنظمة الدفاع الجوي لأن المعركة كانت معركة الأسلحة المشتركة، فكانت الرشاشات المضادة للطائرات وصواريخ سام2 وسام3 وسام7 كلها كانت مكملة لبعضها.


وتابع "كان هنك تناغما وتوافقا بين جميع أسلحة الدفاع الجوي لتوفير مظلة تأمينية للأبطال في القوات البرية التي عبرت القناة في القوارب المطاطية وتسلقت الساتر الترابي الذي كان ارتفاعه أكثر من 20 متر وكل فرد يحمل معداته وموؤنه، فضلا عن الدبابات".


وأضاف إن نحو ألفي مدفع نفذوا ضربة مدفعية أسكتت خط بارليف كله، فضلا عن الضربة الجوية الأولى التي نفذتها 220 طائرة في الثانية ظهرا، وكانت الأوامر حينها لوسائل الدفاع الجوي أن تكون صامتة أي تطفئ أجهزة الرادار لكي لا يلتقط الجانب الإسرائيلي أن القوات المصرية تعمل.


"ما حدث في أكتوبر هو درس لا زال يدرس حتى الآن في المعاهد العسكرية العالمية، وأكد ما يسمى بمعركة الأسلحة المشتركة، فلا يقل دور أي فرد في المشاة أو البحرية أو الجوية عن الآخر، كما أكدت الحرب فن القيادة" يضيف أبو علي، مؤكدا أن خير دليل على ذلك هو ما اقترحه المقدم حينها باقي زكي يوسف والذي اقترح أثناء الاجتماع فجأة أن يتم فتح ثغرات الساتر الترابي بخراطيم المياه، واستمع القائد في الفرقة 19 له ودرسوا المقترح ونجحت الفكرة التي أبهرت العالم.


وأشار إلى أن مصر استوردت الخراطيم والمضخات من ألمانيا تحت مسمى إطفاء الحرائق في القرى المصرية التي لا تستطيع وصول السيارات لها، مضيفا إنه تم دراسة اتجاهات التيار في قناة السويس وحالة المد والجذر في المياه حتى تحديد ساعة الصفر في الثانية ظهرا تم بدراسة عميقة.


وعن شهداء حرب أكتوبر، قال إن من أوائل شهدائها العميد شفيق متري سيدراك، مضيف "مصر لم تعرف فرق بين مسلم أو مسيحي فطوال عمرها كانت يد واحدة".


ووجه رسالة للشباب المصري أن هناك من المخططات المعلنة تحت ما يسمى بمشروع "الشرق الأوسط الكبير" و"الفوضى الخلاقة" لتفتيت وإضعاف الدول العربية والإسلامية، وأن مصر في حالة حرب حقيقية ضد الإرهاب، ورغم ذلك يعيش المواطن في أمان، مضيفا إن السلاح التقليدي لم يعد أداة الحرب، وأنه بعد حرب العراق التي تعتبر نهاية الجيل الثالث من الحروب بدأ ما يسمى بـ"الجيل الرابع من الحروب" عبر الشائعات والفتن الطائفية والاجتماعية.


وأكد أن أحد مصادر المعلومات الرئيسية خلال حرب أكتوبر كانوا أهالي سيناء، وأن استهداف سيناء بالإرهاب والجماعات المتطرفة هو مخطط، مضيفا "الدولة نجحت بنسبة 99% في القضاء على الإرهاب، وستنجح في معركتها ضده، لأن مصر هي مسار العائلة المقدسة والتي تجلى فيها الله لسيدنا موسى، وقال عنها الرسول إن جند مصر هم خير أجناد الأرض".

    الاكثر قراءة