الإثنين 3 يونيو 2024

العدوان التركي السافر على سوريا يهدد أمن المنطقة.. وخبراء: تعدٍ على السيادة العربية والسورية ويعيد إحياء "داعش" مرة أخرى.. ويجب اتخاذ موقف عربي موحد لوقف هذا الغزو

تحقيقات11-10-2019 | 17:19

أكد خبراء في الشأن التركي أن العدوان التركي على الشمال السوري هو تعد سافر على السيادة السورية والعربية وتعديد لأمن المنطقة بأسرها، ويعمل على إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي مرة أخرى، موضحين أن أردوغان يعمد على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط تحت أوهام الإمبراطورية العثمانية,

وفي وقت سابق، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا تدين فيه العملية العسكرية التي تقوم بها تركيا في سوريا، مؤكدة أن تلك الخطوة تُمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالاً للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي.

وأكدت مصر مسئولية المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن، في التصدي لهذا التطور بالغ الخطورة الذي يُهدد الأمن والسلم الدوليين، ووقف أية مساعٍ تهدف إلى احتلال أراضٍ سورية أو إجراء "هندسة ديمغرافية" لتعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا، محذرة من تداعيات هذا العدوان على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية أو مسار العملية السياسية في سوريا.

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي رفض مصر لهذا العدوان في عدة فعاليات، وذلك خلال المؤتمر الصحفي عقب القمة الثلاثية، مؤكدا أن مصر ترفض محاولات استخدام القوة في سوريا، أو اقتطاع أجزاء من أراضي البلاد، في محاولة لفرض واقع جديد في المنطقة، كما أكد السيسي خلال اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس العراقي أن العدوان التركي علي سيادة وأراضي سوريا تطور خطير يهدد الأمن والسلم الدوليين، مطالباً مجلس الأمن بالتصدي للتطور بالغ الخطورة ووقف أية مساعٍ تهدف إلى احتلال أراضٍ سورية.

وأكد السيسي خلال لقائه بالعاهل الأردني أمس رفض مصر للعدوان التركي على سيادة وأراضي سوريا، الذي يتنافى مع قواعد القانون الدولي وقواعد الشرعية الدولية، محذرا من تداعيات هذا العدوان السلبية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية، ومسار العملية السياسية، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، وعلى الاستقرار والأمن في المنطقة بأسرها.

فيما سيعقد وزراء الخارجية العرب في القاهرة، غدا السبت، اجتماعا طارئا لبحث التطورات الراهنة وسبل العمل على الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة شعبها وسلامة أراضيها.

 

تداعيات الهجوم

الدكتور سامح الجارحي، الخبير في الشأن التركي، قال إن العدوان التركي على شمال سوريا هو استمرار لاعتداءات الجيش التركي على هذه المنطقة، مضيفا إن الرئيس التركي رجب أردوغان يسوق للشعب التركي عددا من الأسباب أن هذا الاعتداء هو لحماية الحدود الجنوبية التركية من محاولة إنشاء كيان كردي.

 

وأوضح الجارحي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا العدوان هو اعتداء سافر على السيادة العربية السورية على الشمال السوري وهو أمر متكرر، مضيفا إن العالم لم يقف أردوغان ومشروعه الاستعماري الكبير في الشرق الأوسط، فهو منذ توليه السلطة في 2002 عندما كان رئيسا للوزراء لديه مشروع وحلم لاستعادة الخلافة العثمانية المزعومة التي تقوم على اقتطاع أراضي عربية مثل حلب والموصل ومناطق أخرى.

 

وأكد أن أردوغان يعمد على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط تحت أوهام الإمبراطورية العثمانية، وينفذ اعتداءا سافرا على الشمال السوري، مضيفا إن العالم العربي ترك سوريا وحيدة، فأصبحت دولة يعبث بها كافة القوى غير العربية مثل إيران وتركيا وأطراف دولية أخرى, وخاصة أن الشمال السوري معظم قاطنيه من الأكراد

 

وأشار إلى أن هذا العدوان التركي السافر له تداعيات خطيرة وواضحة فهناك العديد من عناصر تنظيم داعش الإرهابي موجودين في السجون شمال سوريا، تلك التي ألقت عليها جماعات البيشمركة ومجموعات الاتحاد الوطني الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية، مضيفا إن هذه العناصر يمكن تحريرها خلال العدوان.

 

وأوضح أنه إن تم تحريرهم سينتشرون في عدد كبير من المناطق في العالم والشرق الأوسط كسوريا والعراق، مؤكدا أن أردوغان قال بشكل علني عندما دخل الجيش التركي الرقة إن عناصر داعش الإرهابية سيرسلون إلى سيناء قبل عدة سنوات، وتقدم القوات التركية في الشمال السوري سيؤدي لفتح هذه السجون.

 

وأشار إلى أنه لا يخفى على أحد الارتباط الوثيق بين أردوغان وداعش، والأتراك وداعش، فالجيش التركي لن يسحق داعش أو عناصره وإنما سيستخدم هذه العناصر في حربه بالوكالة في إقليم الشرق الأوسط، مضيفا إن انتشار هذه العناصر من جديد وإعادة إحياء مشروع داعش من جديد في المنطقة خلال الفترة المقبلة سيكون سببه أردوغان وعدوانه على سوريا.

 

ولفت إلى أن أردوغان دائم الهجوم على مصر في معظم خطاباته بالهجوم على النظام المصري والرئيس السيسي وشخصيات كبيرة كشيخ الأزهر وغيره، مضيفا إن الإدانات لن تهم أردوغان كما أنه اعتاد الهجوم على مصر لأنه يرى أن مصر هي الصخرة التي تحطمت عليها أوهام استعادة الإمبراطورية العثمانية مرة أخرى، وأن ثورة 30 يونيو التي أنهت حكم الإخوان وأظهرت الوجه القبيح لمشروعات الإخوان الاستعمارية وقفت ضد مشروعه الاستعماري الكبير.

                                                                

 

تهديد أمن المنطقة

ومن جانبه، قال الدكتور بشير عبد الفتاح، خبير الشئون التركية، إن العدوان التركي على الشمال السوري هو اعتداء من دولة غير عربية على دولة عربية بما يتعدى على السيادة السورية، مضيفا إن الجامعة العربية ستعقد اجتماعا غدا لبحث هذا الاجتياح والتعدي على السيادة السورية والعربية.

 

وأوضح عبد الفتاح، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن تركيا تزعم أن هذا الهجوم هو لتوطين اللاجئين السوريين وتقويض تطلعات الأكراد للاستقلال بما يهدد استقرار تركيا، مضيفا إن هذا العدوان يؤدي لسقوط ضحايا من المدنيين وتدمير البنية التحتية السورية.

 

وأكد أنه من المتوقع أن يفرض عقوبات اقتصادية على تركيا، بما يستوجب أن توحد الدول العربية موقفها لمنع الدول والأطراف غير العربية كإيران وتركيا من التدخل في الشئون العربية والاعتداء على سيادة الدول بهذه الطريقة، مضيفا إن هناك سجناء لتنظيم داعش يقدر عددهم ما بين ألف إلى 12 ألف مسجونين من قبل قوات سوريا الديمقراطية في الشمال السوري.

 

وأضاف إن هذا العدوان قد يؤدي لفتح هذه السجون وهروب تلك العناصر وإعادة بناء نفسهم مرة أخرى وتشكيل قوة لتهديد المنطقة بأسرها، مشيرا إلى أن تركيا بهذه تكون داعمة للإرهاب مرتين، الأولى بعبور الإرهابيين سابقا والأخرى بإطلاق سراحهم من السجون.

 

وأشار إلى أن مصر أدانت هذا العدوان السافر في أكثر من مناسبة وكانت واضحة في موقفها من البداية بالدعوة لبناء قوة عربية مشتركة تتصدى لهذه التدخلات، وثبت بأن الدعوة المصرية كانت حكيمة ويتعين على الدول العربية أن تتجاوب معها لإعادة بناء النظام الإقليمي العربي وإقامة قوة عربية مشتركة.