قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير
الخارجية الأسبق، إن قمة روسيا أفريقيا التي تعقد في مدينة سوتشي الروسية برئاسة
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الاتحاد الأفريقي هي
إحياء روسيا للإرث التاريخي للعلاقات الروسية الأفريقية خلال الحقبة السوفيتية،
ومساندتها حركات التحرر الأفريقية لتأسيس القاعدة الصناعية وبناء جيوشها.
وأوضح حجازي، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن حجم التجارة الروسية في القارة يصل لنحو 20 مليار
دولار، وهو أقل من نصف حجم المبادلات الإفريقية مع فرنسا، وكذلك أقل عشر مرات من
علاقات الصين بالقارة، مضيفا إن أغلب هذه العلاقات التجارية هي صادرات من السلاح،
وبات بوتين حريصا على استعادة زمام المبادرة في أفريقيا.
وأكد أن الرئيس الروسي وعد الأفارقة
بالعديد من المشروعات التى سيمولها بمليارات الدولارات، وإنه سيسعى من أجل تعاون عسكري
وأمني ومكافحة الأمراض ودعم التعليم والتدريب دون أي تدخل سياسي، بالإضافة إلى
عروضه في المجال النووي والطاقة والتعدين، مشيرا إلى أن روسيا تسعى لتكون ذات نفوذ
على الصعيد الأفريقي.
وأشار إلى أن الصداقة الروسية
الأفريقية القديمة هي الأساس الذي سيسمح لموسكو بالانطلاق من جديد في علاقتها
بالقارة واستعادة جذور الصداقة وإحياء التراث من العلاقات، مؤكدا أن القمة ستعقد
في إطار منتدى اقتصادي يشارك فيه نحو 300 من رجال الأعمال الروس والأفارقة والمنظمات
الإقليمية ودون الإقليمية ونحو 40 رئيس دولة أفريقي سيشاركون في هذه القمة الهامة.
ولفت إلى أن الرئاسة المشتركة للقمة
بين السيسي وبوتين، ستسمح لمصر بإدارة نقاش هام ومقرب من القيادة الروسية، حيث
سيلتقي الرئيس السيسي بنظيره الروسي خلال الزيارة للاحتفاء بالمستوى الإستراتيجي الذي
وصلت إليه العلاقات ودرجة التفاهم والتطابق السياسي بين الدولتين، في ظل المواقف
الروسية الداعمة لمصر منذ استقلالها وبعدها مساندة موسكو للقاهرة في بناء قاعدة
صناعية كبرى وبناء الجيش الوطني وإعادة تسليحه بعد هزيمة 1967 لتنتصر مصر في حرب
1973 وحرب الاستنزاف.
وتابع إن الدولتين الآن بينهما
أوجه عديدة للتعاون حيث تقوم روسيا بإنشاء المفاعل النووي الجديد في محطة الضبعة،
وتسعى لتعزيز علاقاتها خاصة في مجال الطاقة والتعدين وإنشاء المنطقة الصناعية
الروسية في محور قناة السويس والتي تقدر استثماراتها بنحو 6 مليارات دولار.
وأكد هناك العديد من المجالات التي
تساند فيها روسيا القارة الإفريقية بالإضافة لعملية التنمية ومساندتهم سياسيا واقتصاديا،
والتضامن مع القارة في مكافحة الإرهاب ومواجهة تحديات ومخاطر الأمن الإقليمي،
مشيرا إلى أن القمة ستكون فرصة للرئيس السيسي لعرض الفرص الاستثمارية الواعدة على
مجتمع الأعمال الروسي والمشاركين من الدول الأفريقية.
وأشار
إلى أن المنتدى الاقتصادي سيتيح الفرصة للترويج للعديد من المشروعات بمليارات
الدولارات في القارة الأفريقية كما قال بوتين، مؤكدا أن القمة فرصة لمصر لتقديم
القارة الأفريقية كقارة شابة تملك اقتصاديات لا حصر لها، لأن أحد بنود النجاح في
المرحلة القادمة بعد تأسيس منطقة التجارة الحرة الأفريقية هي الشراكات مع الدول
الصديقة مثل الصين وروسيا واليابان، كما أكد الرئيس السيسي في رسالته الترحيبية للقمة.