الخميس 26 سبتمبر 2024

منتدى «روسيا -أفريقيا».. آفاق جديدة للتعاون المشترك.. دبلوماسيون: كلمة الرئيس جاءت شاملة وقدم ملفات البنية التحتية والتكامل الاقتصادي كأولويات.. والقمة تفتح المجال لدفع الشراكة بين الجانبين

تحقيقات23-10-2019 | 17:19

أكد دبلوماسيون أن منتدى روسيا أفريقيا في مدينة سوتشي اليوم يفتح المجال لمزيد من التعاون بين الجانبين، موضحين أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم عرضت لقضايا التنمية والبنية التحتية والتكامل الاقتصادي، فضلا عن تأكيده أهمية الاستثمار في مجال البنية التحتية والاستثمار في رأس المال البشري وخاصة الشباب الذين يكونون نحو 60% من الشعوب الأفريقية.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد الرئيس أن المنتدى الاقتصادي الأفريقي الروسي منصة تتيح عرض مختلف الفرص الاستثمارية والتجارية بين الجانبين، بما يعزز الترابط والتواصل بين شعوبنا، ويسهم في دفع مسيرة التنمية في القارة الأفريقية وفقاً لرؤية أجندة الاتحاد الأفريقي التنموية 2063.

وأضاف إن المنتدى يساعد على استكشاف أفاق جديدة للتعاون المشترك تعمق من المنفعة المتبادلة بيننا وفقاً لمبدأ الملكية الوطنية، وإثراءً لمنهج الشراكة الأفريقية مع الدول الصديقة الذي طالما أثبتت التجارب مردوده الإيجابي.

 

ملفات البنية التحتية والتكامل الاقتصادي

السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشئون الإفريقية، قال إن منتدى روسيا أفريقيا في مدينة سوتشي اليوم هو الأول من نوعه واستمرار للمنتديات المماثلة مثل الصين أفريقيا واليابان أفريقيا، مضيفا إن ما يميز هذا المنتدى أنه أصبح له طابعا مؤسسيا وأن ينعقد بشكل دوري كل عامين.

وأوضح حليمة، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي هي المشاركة السادسة في مؤتمرات دولية ذات صلة بأفريقيا خلال فترة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي منذ يناير الماضي، مثل ميونخ للأمن، والحزام والطريق في الصين، ومجموعة العشرين في اليابان، والسبع الكبرى، والتيكاد، والجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأشار إلى أنه في الإطار الثنائي بين مصر وروسيا فهذه الزيارة هي الخامسة له منذ أن كان وزيرا للدفاع في 2014، مشيرا إلى أن الزيارة تتناول العديد من الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية، كما أن المنتدى يشمل كل المجالات التي تحكم علاقات الجانبين.

وأضاف إن هذا المؤتمر للاستفادة من الخبرات الروسية وما تحقق من إنجازات خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو غيرها، موضحا أن الرئيس وضع ملف البنية التحتية والاندماج والتكامل الاقتصادي كأهم أولوياته خلال كلمته اليوم.

وأكد أن الرئيس أشار إلى أهمية الاستثمار في مجال البنية التحتية والاستثمار في رأس المال البشري وخاصة الشباب الذين يكونون نحو 60% من الشعوب الأفريقية، كما ركز على ملف المرأة، مضيفا إن النواحي الاجتماعية لها أولوية في المؤتمر بالاهتمام بقضايا التعليم والصحة ومكافحة الفقر.

وأشار الدبلوماسي السابق إلى اهتمام المؤتمر بالاستثمار في مجالات استخدام الطاقة وفي التعدين والهياكل الانتاجية المختلفة في القارة كلها بما لديها من مواد خام وثروات متنوعة، مضيفا إن الرئيس دعا مؤسسات القطاع الخاص الروسية والدولية لاستغلال الآفاق الكبيرة في القارة وفقا لشروط تنموية إيجابية تراعي المصلحة المشتركة.

وأكد أن السيسي شدد على أهمية مراعاة التحول الاقتصادي من خلال الشراكة بين أفريقيا والمجتمع الدولي بما يحقق العدالة الاجتماعية، وكذلك أهمية تحقيق السلم والاستقرار في القارة سواء في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية وتحقيق الأمن والاستقرار في البحر الأحمر.

وتابع أنه يشارك في المنتدى نحو 43 دولة فضلا عن 3 آلاف عضو لمناقشة موضوعات عديدة في 32 جلسة، مثل التنمية الحضارية وتنمية رأس المال البشري والمناطق الاقتصادية والصناعية، والدور الروسي الحالي والمحتمل في تطوير هذه المناطق والمشاركة فيها.

 

مزيد من التعاون بين الجانبين

ومن جانبه، قال السفير علي الحفني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن منتدى روسيا أفريقيا جاء بمبادرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعقد أول قمة بين الجانبين وسيتبعها قمم أخرى في المستقبل، وخاصة أن آفاق التعاون شاسعة، مضيفا إن القارة الأفريقية تحقق مكسبا بشراكتها مع روسيا الاتحادية إلى جانب كافة الشراكات الدولية.

وأضاف الحفني، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن روسيا دولة متقدمة في مجالات صناعية واقتصادية وأفريقيا يمكن أن تحقق من خلال هذه الشراكة الكثير من المنافع، موضحا أن القطاع العام والخاص الروسي يهتم باستطلاع كافة سبل دفع التعاون مع الدول الأفريقية والدخول في مشروعات مشتركة تحقق مصالح الجميع.

وأكد أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في المنتدى جاء شاملا وأصاب الكثير من الحقائق أن الوضع العالمي يدعو لمثل هذه الشراكة، وما شهدته القارة الأفريقية من طفرة في مجالات تنمية تؤهلها أن تكون جاذبة للاستثمار للحاق بركب الثورة الصناعية الرابعة في ظل الاهتمام بتحقيق التنمية على المستوى الاجتماعي وخلق فرص عمل للشباب لأنهم ثروة القارة.

وأضاف إن أفريقيا إلى جانب رغبتها في التنمية تسعى لتحقيق الاندماج، حيث أشار الرئيس إلى الرغبة في تحقيق التكامل القاري بين الدول القارية خاصة بعد دخول اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية حيز النفاذ في نيامي في النيجر هذا العام، مضيفا إن هذا ينطلق من الرغبة في تحقيق الأجندة الأفريقية 2063.

وأشار إلى أن روسيا جادة في دفع العلاقات مع أفريقيا، وخاصة أن العلاقات بين الجانبين شهدت طفرة خلال الفترة الأخيرة، مؤكدا أن المنتدى يفتح المجال لمزيد من علاقات تعاون اقتصادي وفني وتجاري وأمني وعسكري.