السبت 18 مايو 2024

فى "بين بحرين" أقرأ

27-7-2019 | 12:17

ماجدة محمود

مهما هيزيد حلمنا بنشيله ونكمل

نجرى ورا حلمنا نقول أقوى من الأول

انتى الحياة فيكى بإيديكى راح تقدرى

كل اللى جاى ليكى وهتعلى وتنورى

وانتى مهما الطريق هيطول هتعدى وهتوصلى

هتلاقى ميت سجان قافلين عليكى الباب 

طيرى وعدى السور راح تلقى بكرا جواب 

مهما يطول الليل فالفجر مش كداب .


من منا لا يجرى وراء حلمه ، من منا لا يحلم بالأفضل، كثيرون يحلمون ولكن فى المقابل هناك من يكتفى فقط بأن يحلم ولا يسعى أو يجتهد من أجل تحقيق حلمه ، لكن زهرة الفتاة التى أجبرت على الزواج المبكر وبالتالي الإنجاب وتحمل المسئولية مبكرا لم تستسلم أمام من يريدون وأد حلمها ، تحدت كل الظروف حتى بعد وفاة طفلتها أثناء إجراء عملية الختان دون علمها بمؤامرة تمت بمباركة والدتها ومشاركة زوجها ، حلمت زهرة أن تصبح مدرسة ولهذا حرصت على تعليم بناتها ورفضت تلميح والدتها بتزويج صغيرتها ولما فقدتها تحدت الحزن وألم الفراق وأكملت تعليمها وصارت تدرس للصغار فى محاولة لإنقاذهم من براثن الجهل وبالتالي الفقر والمرض ، زهرة وصديقتها سمية  التى تحملت إهانة زوجها لها وطردها من البيت من آن لآخر والتى أفاقت فى النهاية على أهمية وقيمة العمل الشريف من خلال المشروعات الصغيرة وإنه لا ينتقص من صاحبه بعد أن تخلى عنها شقيقها العائد من إحدى دول النفط فى إشارة إلى أن عملها هو السند وهو الباقى لها كى تستكمل حياتها بكرامة ضربتا مثلا رائعا فى القدرة على التحمل والتأقلم مع الظروف والصبر عليها ، حكاية زهرة وسمية حكاية كثير من المصريات بكل ما فيها من معانى ايجابية التقطتها الكاتبة مريم ناعوم وطرحتها فى فيلمها "بين بحرين" إنتاج المجلس القومى للمرأة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة وهذا ليس بالغريب على الدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس التى دائما ما تحمل هموم وآمال وأحلام المصرية التى عانت على مدار عقود من التهميش ، العنف والتمييز ضدها والآن ترنو نحو حياة كريمة وضعت لبناتها بدستور 2014م عندما أقر لها المساواة والتمييز الإيجابي وتبعه قوانين تحميها من العنف والختان وتقر حقها فى عدم الحرمان من الإرث وتؤكد على شراكتها فى الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية .


" بين بحرين"  يصور قدرة المصرية على تحدى الصعاب والقدرة على مواجهة التحديات خاصة البسطاء منهن ، إيمان هيئة الأمم المتحدة للمرأة بقدرات المصرية ووعيها وراء المشاركة فى إنتاج هذا العمل والشكر هنا واجب للسيدة چيلان المسيرى كما هو واجب لنجمات العمل فاطمة عادل " زهرة " -الأم الشابة - ، ثراء جبيل -الدكتورة—" أمل " يارا جبران " سمية " -المرأة المعيلة - والطفلة " عهد عبد المنعم " ضحية الختان ، الرسالة الهامة جدا في وجهة نظرى والتى تمثل طوق النجاة لهذة المجتمعات المعرفة بـ " الأكثر احتياجًا " والتى تتواجد فى أماكن منغلقة تتمثل فى " الخطاب الدينى " دور المسجد والزاوية المنتشرة فى هذه الأحياء والتى تشكل فكر ووجدان الرجال والسيدات وحتى الأطفال.


والكاتبة برعت حين احتفظت بصورة إمام المسجد حتى النهاية ليرى المشاهد الشاب المتفتح الذى بدأ أول خطبة له بكلمة " اقرأ " أى اعرف وتمعن ، دعوة للتعلم والتدبر والتفكر بعد أن كان الشخص الذى يدعى التدين والإمامة يسئ  بسلوكياته للدين ويدعو إلى خطاب دينى متشدد . 


خلاصة الرسالة التى أراد القائمون على هذا العمل سواء جهة منتجة ، مؤلفة ، أومخرج وأبطال هى "اقرأ " فالجهل أبو الأمراض . 


ويبقى أن أقول إن فيلم "بين بحرين " حصد جائزتيّ أفضل إخراج لأنس طلبة، وجائزة أفضل سيناريو من مهرجان تازة الدولي لسينما التنوع بالمغرب ليصل رصيده إلى 6 جوائز من خلال مشاركته في 3 مهرجانات دولية من بينها مهرجان بروكلين السينمائي بمدينة نيويورك الأمريكية  .

    الاكثر قراءة