أستأنفت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بمجمع المحاكم بطره، برئاسة المستشار سامى محمود عبد الرحيم رئيس المحكمة جلسة إعادة محاكمة محمد بديع و70 آخرين من قيادات جماعة الإخوان، بينهم 61 متهما محبوسين، في القضية المعروفة إعلاميا بـ "إقتحام قسم شرطة العرب".
تعقد الجلسة برئاسة المستشار سامى محمود عبد الرحيم رئيس المحكمة وعضوية المستشارين سامح عثمان يوسف ومحمد زكى العطار وعضو النيابة العامة عمرو تاج الدين وسكرتارية عصام سليم وايهاب محمد على .
وأستهل عمرو تاج الدين ممثل النيابة العامة مرافعته بكلمات من الذكر الحكيم، قائلا بسم الله الرحمن الرحيم " إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ "، ومضيفا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يَزَالُ العبدُ في فَسْحَةٍ من دِينِه ما لم يُصِبْ دَمًا حرامًا".
وتابع ممثل النيابة العامة، إن قضية اليوم هي حلقة من حلقات العنف الدموي والذي أصبح حقيقة واقعة في بلادنا، البلد التى كانت واحة الامن والامان فحولتها هذه الاحداث الي نهر من الدماء، وللاسف تحولت لنهر من الدماء بإسم الدين ولكننا نعلم أن الاسلام من من هذه الافعال براءة فالاسلام دين الحق والعدل وابدي، سيظل قائما الى ان يرث الله الارض ومن عليها.
الاسلام لا يعرف التخريب ولا القتل ولا الغدر، الاسلام بريء من ذلك كله وصدق الله العظيم اذ يقول "إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ"، تبدء وقائع تلك القضية في السادس عشر من أغسطس عام 2013 حين روع الوطن بزلزال ليس للطبيعة يد فيه ولكنها يد الانسان، وويلا للعالم اجمع من شر الانسان، فلقد شهد ديوان قسم العرب في ذلك اليوم مآساة حيث تجمع ما يقرب من 3 آلاف شخص بمحيط القسم والسنتهم تهدد رجال الشرطة، مانعين أحد من الدخول او الخروج وحاملين اسلحة وعدد من الزجاجات الحارقة وما ان وصلوا الي مبني قسم العرب حتى قاموا بإطلاق وابل من الاعيرة النارية تجاه القسم محاولين الاستيلاء على الاسلحة والاحراز وتهريب المحبوسين.
واضاف ممثل النيابة العامة، قامت قوات التأمين بإنذارهم الا انهم لم ينتذروا فتعاملت معهم بقنابل المسلة للدموع، حيث تمكن اهالي النطقة من ضبط المتهمين من الاول حتى الخامس وبحوزتهم مولوتوف داخل سيارة، كما تمكنوا من ضبط سيارة اخرى بداخلها قطعة تستخدم في سلاح ناري، وقد كانت المحصلة النهائية لتلك الاحداث هي مقتل 5 من مواطني بورسعيد واصابة رائد شرطة محمد عادل وإصابة العديد من الاشخاص وحدوث تلفيات بديوان القسم والمحال العامة والسيارات المملوكة للمواطنين
الهيئة الموقرة.. انها محاولة اقتحام قسم شرطة العرب، هذه هي الواقعة برمتها هذه هي الفاجعة بما ضمته من اثار وآلام، فماذا عن حديث القانون بها، ان التكليف القانون للواقعة لن نخوض في تفصيلته كثيرا ولكن نقدم وجهة نظر النيابة العامة، حيث انتهي وصفنا انها جناية تجمهر نتج عنها جناية القتل العمد مع سبق الاصرار والذي اقترن بها جرائم اخري وهي القتل العمد وحمل الاسلحة النارية والبيضاء والتخريب العمدي.
كما اثبتت النيابة بضلوع المتهمين من العاشر حتى الثامن والثمانون عد المائة بالاشتراك بطرق الاتفاق والتحريض والمساعدة، وكذلك بالاشتراك بالمتهمين من التاسع والثلاثون بعد المائة حتى الاخير في تأليف تنظيم ارهابي يهدف إلي اسقاط الحكم بالقوة، هذا وقد ثبت يقينا توافر تلك الجرائم بركنيها المادى والمعنوي فقد ثبت ان المتهمين من الاول حتى التاسع اطلقوا اعيرة نارية تجاه المجني عليهم، كما قاموا بالتوجه متجمهرين الي ديوان القسم واعدادهم الاسلحة يقطع يقينا سبقهم واصرارهم على الجريمة.
والثابت ان المتهمين ارتكبوا جرائم قتل مع سبق الاصرار والتعمد، مع التعدى على الممتلكات العامة متمثلة في قسم الشرطة، وممتلكات خاصة تضمنت السيارات المملوكة للمواطنين اما عن شيوع الاتهام فربما يظن البعض ان الكثرة في التجمهر يشيع معه الجرم، فتضمن النص القانوني انه اذا وقعت جريمة وراء التجمهر فإن جميع المشاركين في التجمهر مشاركين في الجريمة.
واستكمل ممثل النيابة العامة، اسوق لهيئة المحكمة نقاط عن اساليب الاتهام وعن ارتكاب المتهمين للواقعة، فجاء في اقوال الشهود من الاول حتى العاشر على اختلاف جهاتهم أكدوا جميعا على ان المتهمين قد ارتكبوا الوقائع، وما جاء في شهادة الشهود من الثاني عشر وحتى الثامن عشر والذين قرروا انهم حال تواجدهم في مكان الواقعة حدثت اصابتهم بأعيرة نارية، وأكدوا ان تلك الاصابات وقعت حال قيامهم بإقتحام القسم، ومن معاينة النيابة العامة واثار اطلاق الاعيرة النارية وتهشم الواجهات الزجاجية للقسم، وتلفيات السيارات المملوكة للمواطنين، وكذلك الحصول على العديد من الاعيرة النارية، وتقارير الادلة الجنائية التى اثبتت احتواء الزجاجات المضبوطة مع المتهمين على مواد حارقة.
لقد روينا على المسامع تفاصيل القضية التى هي قضية المجتمع بأسره، والتى تولت النيابة العامة تحقيقها من اللحظة الأولى، وجمعت الادلة لكشف من ارتكب الجريمة وكان اظهار الحق هو غايتنا وهدفنا، وخاصة ان العديد من الارواح ازهقت فيها وسقط ابرياء مصابين وسقطت هيبة الدولة امامها.
واختتم ممثل النيابة العامة كلماته قائلا : بخير الكلام أختتم بسم الله الرحمن الرحيم "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، وبحديث النبي "رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ؛ فأَقْضِي لَهُ بِنحْوِ مَا أَسْمَعُ" اسأل الله ان نكون وفقنا في إظهار الحق، الهمكم الله الصواب وسدد خطاكم، واعانكم على اقامة الحق ونصرة المظلوم.
كانت النيابة قد نسبت للمتهمين بأنهم في الفترة من 16 أغسطس 2013 بدائرة قسم شرطة العرب بمحافظة بورسعيد اشترك من الأول حتى التاسع في تجمهر مؤلف من اكثر من 5 اشخاص من شانه ان يجعل السلم العام في خطر وكان الغرض منه ارتكاب جرائم الاعتداء على الاشخاص والممتلكات العامة و الخاصة والتأثير على رجال السلطة العامة في أداء عملهم بالقوة والعنف حال حمل بعضهم اسلحة نارية وبيضاء وقنابل مولوتوف مما تستخدم في الاعتداء على الاشخاص وتجمع المتهمون وأخرون مجهولون من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والموالين لهم عقب فض اعتصامي رابعة و النهضة و توجهوا للمنشات الشرطية قسم شرطة العرب حاملين الأسلحة النارية والادوات المعدة للاعتداء على الاشخاص إلى أن وصلوا حتى باغتوا المجني عليهم بالاعتداء بتلك الاسلحة والادوات مما ترتب عليه تعريض حياة المجني عليهم و سلامتهم وأموالهم للخطر وتكدير الامن و السلم العام وقد اقترنت جريمتهم بجناية القتل العمد في حق رجال الشرطة.