كثفت القوى الأمنية اللبنانية من تواجدها وعززت انتشارها في محيط المناطق الرئيسية التي تشهد التظاهرات في العاصمة بيروت، منعا لتكرار الاشتباكات التي وقعت بالأمس في ساحة رياض الصلح بين مناصرين لحزب الله والمتظاهرين.
وأقامت قوات الأمن حاجزا أمنيا من عناصرها بين ساحتي الشهداء ورياض الصلح (وسط العاصمة) ومنعت دخول كافة الدراجات النارية بصورة نهائية، كما دفعت بوحدات كبيرة من قوات مكافحة الشغب، تحسبا لوقوع أي صدامات أو تدافع محتمل.
وكانت مجموعة من الأشخاص تتراوح أعدادهم بنحو 200 شخص ويرتدون القمصان السوداء، عرّفوا أنفسهم بأنهم من مناصري حزب الله وداعميه، قد دخلت ظهر أمس بصورة مباغتة ومنظمة إلى ساحة رياض الصلح، واشتبكوا مع المتظاهرين والمحتجين وانتزعوا بعض الخيام للمعتصمين، ورددوا الهتافات المؤيدة لحزب الله وأمينه العام حسن نصر الله.
وبدأ المتظاهرون في التوافد تباعا وبصورة هادئة على ساحتي الشهداء ورياض الصلح، عقب انتهاء صلاة الجمعة، في حين تبلغ ذروة الحضور والمشاركة من قبل المتظاهرين ابتداء من بعد فترة العصر على نحو ما اعتاد عليه المتظاهرون طيلة الأيام الثمانية الماضية للاحتجاجات.
من ناحية أخرى، لا تزال مشاهد قطع الطرق ومحاولات إعادة فتحها، متكررة في عموم البلاد، حيث يقوم المتظاهرون والمحتجون بقطع الطرق الرئيسية والفرعية إما من خلال التجمع في وسط تلك الطرق أو باستخدام العوائق والسيارات.
وتعمل وحدات القوات المسلحة بالتعاون مع القوى الأمنية، على فتح الطرق عبر التفاوض مع المتظاهرين، حيث تنجح في بعض الأحيان تلك المساعي في إقناعهم بقصر الاحتجاجات على الميادين والساحات أو على جوانب الطرق، ودونما اللجوء إلى استخدام القوة معهم، تسهيلا لحركة السير والمرور، لا سيما بعد أن أطلقت نقابات وجمعيات واتحادات المحروقات والمخابز والأغذية وغيرها، نداءات بضرورة فتح الطرق حتى يمكن توفير وإيصال المواد الغذائية والاستراتيجية للمواطنين.
ويشهد لبنان منذ مساء 17 أكتوبر الجاري سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات في عموم البلاد، اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة، لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.