الأحد 24 نوفمبر 2024

تحقيقات

عملية أمريكية ناجحة تنهي حياة "خليفة الإرهاب".. خبراء: مقتل "البغدادي" خطوة مهمة في إطار مكافحة الإرهاب ومكسب لـ"ترامب".. وسيؤثر على ثلاثة مستويات داخل تنظيم داعش

  • 27-10-2019 | 16:43

طباعة
تداعيات عديدة قد تسفر عنها عملية مقتل أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش في عملية نفذتها القوات الأمريكية صباح اليوم، وصفها خبراء في شئون الجماعات الإرهابية بأنها ستؤثر على  ثلاث مستويات داخل التنظيم هي الخلافة والتمركز وأفرع التنظيم، موضحين أن البغدادي كان شبه منقطعا عن التنظيم منذ عامين ومقتله هو مكسب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.


وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي، في عملية عسكرية نفذتها الولايات المتحدة بمحافظة إدلب السورية، حيث كان يختبئ في قرية بريشا في ريف إدلب، قائلا إن البغدادي قُتِل في نفق مسدود، بعد أن فجّر نفسه بسُترته الناسفة مع أطفاله، مؤكدا أن "قتل البغدادي كان الأولوية الأولى لإدارتي".

 

ثلاثة مستويات للتأثير

قال أحمد كامل البحيري، الباحث في شئون الجماعات الإرهابية، إن مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي سيؤثر على ثلاثة مستويات داخل التنظيم، الأول الخلافة، والثاني مقر التنظيم، والثالث أفرع التنظيم.

 

وأوضح البحيري، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن البغدادي هو أول زعيم للتنظيم الذي لم يسبق له عملية نقل سلطة، وبعد مقتله فهناك العديد من الأسماء التي قد تكون مطروحة لخلافته أهمهم القيادي الأول بالتنظيم مازن نهيري المعروف باسم أبو صفاء الرفاعي، والذي كان ضابطا برتبة عقيد في نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وهو المسئول الأول والأقوى داخل التنظيم.

 

وأشار إلى أنه في حالة توليه سيستمر الوضع كما كان عليه أبو بكر البغدادي، وقد يؤدي لتماسك بنية التنظيم، مضيفا إن هناك بعض الأسماء الأخرى المرشحة كجلال الدين التونسي وأبو محمد الشمالي، وهي أقل قدرة في تولي التنظيم بما سيؤثر على بنية التنظيم ويؤدي لحالة الضعف شبيهة بما حدث في تنظيم القاعدة.

 

وأكد أنه فيما يخص التمركز، فكان في الموصل في العراق، ودير الزور والرقة في سوريا، بما كان له علاقة بنشأة التنظيم وزعيمه العراقي، مضيفا إنه مع الضربات والانهيار فيمكن أن يكون هناك جدلا في دولة المقر للتنظيم فربما يتم نقله إلى إحدى أفرعه في الساحل والصحراء غرب أو وسط أفريقيا أو إحدى المناطق في وسط آسيا مثل خراسان أو كشمير.

 

وأشار إلى أن الجزء الثالث وهو أفرع التنظيم، حيث سيؤثر مقتل البغدادي على أفرع التنظيم لكن لن يكون شبيها بما حدث في أعقاب مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، محذرا مما أسماه بـ"غزوة الثأر" كما حدث في أعقاب سقوط دولة الخلافة، بوقوع ضربات واستهدافات عنيفة سواء في المنطقة العربية أو الدول الأوروبية للانتقام لمقتل البغدادي.

 

وأكد أن العملية تحمل أكثر من دلالة فالتوقيت جاء قبل بدء حملة الانتخابات الأمريكية التي ستعقد في 2020 والتي بدأت ملامح ظهورها، بما يشبه بمقتل أسامة بن لادن عام 2011 مع بدء العملية الانتخابية لأوباما، مضيفا إن الضغط الأمريكي على الأتراك لقبول الهدنة ووقف إطلاق النار بعد اجتياح شمال سوريا كان مرتبط بهذه العملية، ما يؤكد أن الولايات المتحدة لا تزال حاضرة في هذه المنطقة لمكافحة الإرهاب.

 

مكسب لـ"ترامب"

وقال سامح عيد، الباحث في حركات الإسلام السياسي، إن زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي منذ عامين تقريبا شبه محصن ومختفِ وشبه ممنوع عنه الاتصالات الهاتفية، مضيفا إن مقتله اليوم بعد تنفيذ غارة أمريكية على مقره تواجده في قرية بريشا في إدلب، لن يكون له تأثيرا كبيرا على التنظيم.

 

وأوضح عيد، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، البغدادي أجرى مكالمة لمدة 45 ثانية وإذا استكملها لمدة دقيقة كانت التقطت إشارة موقعه وتم تحديده بسهولة، لذلك كان ممنوع عليه الاتصالات، وكان يدير التنظيم ضمن الاستراتيجية العامة ولم يكن متواجدا بالفعل في فترة تقارب العامين لإدارة المعارك على الأرض.

 

وأضاف إن نجاح الولايات المتحدة الأمريكية في قتله سيخدم الدعاية للرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، ليحقق مكاسبا في حملته الانتخابية، مؤكدا أن دولة الخلافة المزعومة التي أعلنها تنظيم داعش انتهت إلا أن التنظيم ما زال باقِ منذ مارس الماضي.

 

 خطوة مهمة لمكافحة الإرهاب

ومن جانبه، قال اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن الولايات المتحدة الأمريكية ضمن استراتيجيتها مكافحة الإرهاب، واستمرت فترة طويلة في سوريا والعراق بتحالف مع أكثر من 60 دولة لمحاربة الإرهاب في المنطقة، لمنع انتشاره وتقليص إمكانياته ونجحوا في تقليص الإرهاب في هذه المنطقة.


وأوضح الحلبي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر الإرهاب هو استمرار لهذه الحرب على الإرهاب، مشيرا إلى أنه لا يزال هناك بقايا من تنظيم داعش والمقاتلين الأجانب والذي يمثلون نواة، تهدد المنطقة في ظل حالة الانفلات الأمني الحادث نتيجة ضعف الجيوش العربية.


وأكد أن الوضع الأمني رغم تقلص إمكانيات داعش لا يزال بيئة خصبة لنمو الجماعات الإرهابية، خاصة مع فتح السجون التي كان بها بعض أفراد من داعش في منطقة الأكراد شمال سوريا، مشيرا إلى أن استهداف رموز الإرهاب وقياداته في إطار مكافحة الإرهاب نقطة إيجابية.

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة