الأحد 28 ابريل 2024

بشار الأسد: أردوغان ومجموعته هم أعداء لسوريا... إذا أصرت تركيا على مواصلة عدوانها فالحرب ستكون خيارنا... الرئيس التركي يحاول الظهور كقائد لدولة عظمى... ترامب هو الأكثر شفافية بين قادة البيت الأبيض

تحقيقات31-10-2019 | 21:36

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن السيناريو الذي نشرته الولايات المتحدة لعملية مقتل الإرهابي أبو بكر البغدادي متزعم تنظيم “داعش” جزء من الخدع الأمريكية وعلينا ألا نصدق كل ما يقولونه إلا إذا أتوا بالدليل والبغدادي هو مجرد شخص يبدل بأي لحظة وبأي وقت واعتقد أنه سيعاد إنتاجه باسم وبشخص آخر وربما يعاد إنتاج “داعش” كلها حسب الحاجة تحت عنوان آخر ولكن يبقى الفكر نفسه والاستخدام نفسه والمدير هو الأمريكي نفسه، مشيراً إلى أنه لم يكن لسورية أي علاقة بالعملية ولا يوجد أي تواصل بينها وبين أي مؤسسة أمريكية.


وأوضح الرئيس الأسد في مقابلة مع قناتي السورية والإخبارية السورية اليوم أن الاتفاق الروسي التركي بشأن الشمال السوري مؤقت وهو يلجم الجموح التركي باتجاه تحقيق المزيد من الضرر عبر احتلال المزيد من الأراضي السورية وقطع الطريق على الأمريكي ومن هذا الجانب فالاتفاق خطوة إيجابية لا تحقق كل شيء لكنها تخفف الأضرار وتهيئ الطريق لتحرير المنطقة في القريب العاجل مشيراً إلى أن التركي هو وكيل الأمريكي في الحرب وعندما لا يخرج بكل الوسائل فلن يكون هناك خيار سوى الحرب.


وشدد الرئيس الأسد على أن دخول الجيش العربي السوري إلى مناطق الشمال السوري هو تعبير عن دخول الدولة السورية بكل الخدمات التي تقدمها وقد وصل الجيش إلى أغلب المناطق ولكن ليس بشكل كامل ومازالت هناك عقبات تظهر والهدف النهائي هو العودة إلى الوضع السابق للمنطقة وهو سيطرة كاملة للدولة عليها والأكراد في معظمهم كانوا دائماً على علاقة جيدة مع الدولة ويطرحون أفكاراً وطنية حقيقية.


وأكد الرئيس الأسد أن سورية لم تقدم أي تنازلات فيما يتعلق بتشكيل لجنة مناقشة الدستور وما يهمنا أن أي شيء ينتج عن لقاءاتها ويتوافق مع المصلحة الوطنية حتى لو كان دستوراً جديداً سنوافق عليه وإذا كان تعديلاً للدستور ولو بنداً واحداً ويتعارض مع مصلحة الوطن فسنقف ضده ولن نسير به.


وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:


المذيعة:


مرحباً بكم مشاهدينا في هذا الحوار الخاص مع سيادة رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الأسد، شكراً للاستضافة سيادة الرئيس، علماً بأن آخر حوار لسيادتكم مع الإعلام السوري كان منذ سنوات. لذلك لدينا الكثير من الأسئلة سنبدؤها بالسياسي ومن ثم ننتقل إلى الوضع الداخلي السوري.


الرئيس الأسد:


أهلاً وسهلاً بكِ، ولنتحدث كما هي العادة بصراحة كاملة..


المذيع:


تحية طيبة مشاهدينا.. وتحية لكم سيادة الرئيس.. وشكراً على هذه الاستضافة، الملفات السياسية ضاغطة قليلا.. سوف نبدأ بالسياسي سيادة الرئيس..


الولايات المتحدة أعلنت قبل أيام عن مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، وشكرت كلاً من روسيا، سورية، العراق، الأتراك، والأكراد للمساعدة في عملية قتل البغدادي.. شَكَر ترامب سورية سيادة الرئيس ولم نسمع تعليقا من دمشق.. ما تعليقكم على شكر ترامب لسورية؟ هل ساهمت سورية فعلاً بهذه العملية؟


الرئيس الأسد:


على الإطلاق. لم نسمع بهذا الموضوع سوى من الإعلام، ربما يكون الهدف من وضع عدد من الدول والجهات المساهمة في هذه العملية إعطاءها المصداقية، وبالتالي ستشعر هذه الدول بأنها ليست محرجة، ولكن لديها رغبة أن تكون جزءا من عملية “عظيمة” -كما حاولوا تصويرها- وبالتالي سيُعطى لها نوع من الرصيد لنقل، بمكافحة الإرهاب. نحن لسنا بحاجة لهذا الرصيد. نحن من يكافح الإرهاب. لم يكن لنا أي علاقة.. لا يوجد أي تواصل بيننا وبين أية مؤسسة من المؤسسات الأمريكية، والأهم من كل ذلك لا نعرف إذا كانت العملية حصلت حقاً أم لا.. فلم يكن هناك طائرات على الرادارات، لماذا لم تُعرض جثة البغدادي؟! كما يقولون بقايا.. هذا نفس سيناريو ابن لادن. بالمقابل إذا كانوا سيستخدمون حججا مختلفة لعدم إظهارها.. سنعود لعملية القبض على الرئيس صدام حسين عندما عرضوها من الألف إلى الياء، ووضعوا صوراً وفيديوهات له بعد عملية القبض عليه، وعندما قاموا بقتل أبنائه بعد عدة أشهر عرضوا الجثث كما هي. لماذا قاموا بإخفاء كل شيء عن عملية ابن لادن واليوم عن عملية أبو بكر البغدادي؟ هذا جزء من الخدع الأمريكية. علينا ألاّ نصدق كل ما يقولونه إلا إذا أتوا بالدليل.. السياسي الأمريكي متهم حتى يثبت العكس، وليس بريئا حتى يثبت العكس.


سؤال:


سيادة الرئيس، عملياً إن كان فعلاً قُتل البغدادي، هل يعني هذا نهاية تنظيمه؟  أم أن هناك كالعادة قادة جدداً، تنظيمات جديدة يجري إعدادها عندما تحترق أوراق من سبقها؟


الرئيس الأسد:


أولاً البغدادي يمثل “داعش”، و”داعش” تمثل فكراً هو الفكر الوهابي المتطرف، وهذا الفكر عمره الآن أكثر من قرنين من الزمن. طالما أن هذا الفكر لم ينته ولم يتراجع فهذا يعني أنه لن يكون هناك تأثير لموت البغدادي -أو حتى لموت “داعش” كلها- على هذا الفكر المتطرف. هذا بالنسبة للفكر، أما بالنسبة للبغدادي كشخص فمن المعروف أنه كان بالسجون الأمريكية في العراق، وهم أخرجوه لكي يلعب هذا الدور، فهو مجرد شخص يُبدل ويُستبدل بأي لحظة وبأي وقت، هل يا ترى هو فعلاً قُتل؟ هل يا ترى قتل ولكن بطريقة مختلفة، طريقة عادية جداً؟ أو أنه اختطف؟ أو انه أُخفي؟ أو أنه استُبدل بعملية تجميل؟ الله أعلم! السياسة الأمريكية لا تختلف عن هوليوود.. هي تعتمد على الخيال، خيال ليس علمياً، مجرد خيال. تستطيعين أن تذهبي بالسياسة الأمريكية وترينها الآن في هوليوود، وتستطيعين أن تأتي بهوليوود إلى السياسة الأمريكية.. أعتقد أن كل ما يتعلق بهذا الموضوع هو خدعة، سيُعاد إنتاج البغدادي باسم آخر، وبشخص آخر، وربما يُعاد إنتاج داعش كلها، حسب الحاجة، تحت عنوان آخر، ولكن يبقى الفكر نفسه والاستخدام نفسه والمدير هو الأمريكي نفسه.


 سؤال:


أثيرت تساؤلات في الشارع حول الاتفاق الروسي – التركي، خاصة البند المتعلق بالحفاظ على الوضع الراهن في منطقة العدوان التركي، تل أبيض ورأس العين بعمق 32 كيلومترا. ما فهمه البعض أنه شرعنة للاحتلال التركي، خاصة أن الاتفاق لم يتطرق لأي دور لسورية، ضمن هذه المناطق التي تم الحديث عنها.. ما ردكم على ذلك؟


الرئيس الأسد:


أولاً المبادئ الروسية واضحة خلال هذه الحرب -قبل أن يكون هناك قاعدة روسية تدعم الجيش السوري في عام 2015- تستند إلى القانون الدولي، إلى سيادة سورية، إلى وحدة الأراضي السورية، هذا الموضوع لم يتغير لا قبل ولا بعد ولا بتغير الظروف، ولكن السياسة الروسية تعتمد على التعامل مع الأمر الواقع.. فهذا الأمر الواقع حقق شيئين: أولاً سحب المجموعات المسلحة من الشمال إلى الجنوب، بالتنسيق مع الجيش السوري، وبالمقابل صعود الجيش السوري شمالاً إلى المنطقة التي لا يحتلها التركي وهذا -بحد ذاته أو كلا الأمرين- أمر إيجابي لا يُلغي سلبية الوجود التركي، ريثما يتم إخراج التركي بطريقة أو بأخرى. فهذا الاتفاق هو اتفاق مؤقت ليس دائماً. ولنأخذ مثالاً مناطق خفض التصعيد في مرحلة من المراحل.. اعتقد البعض بأنها دائمة وأنها ستُبقي الحق للإرهابيين بالوجود في مناطقهم إلى مالا نهاية. لا.. الحقيقة كانت فرصة تحمي المدنيين من جانب، وتُوجد فرصة للتحاور مع الإرهابيين من أجل إخراجهم لاحقاً، فعلينا أن نفرّق بين الأهداف النهائية أو الاستراتيجية، وبين التكتيك. بالمدى المنظور هو اتفاق جيد، هذا من جانب.. دعني أوضح لماذا جيد، وهو الجانب الآخر، أولاً دخول التركي بغض النظر عن أنه يعبر عن مطامع تركيا السيئة، فهو أيضاً يعبر عن رغبة أمريكية.. التركي لديه مطامع، والعلاقة الروسية -انطلاقاً من المبادئ، وانطلاقاً من المصالح الروسية- هي علاقة جيدة لأنها تلجم الأطماع التركية.. هذا من جانب، من جانب آخر تقطع الطريق على اللعبة الأمريكية المطلوبة في الشمال. ولأوضح هذا الموضوع.. المقترح الألماني الأخير الذي تم تأييده مباشرة من قبل الناتو -والألماني لن يصرح إلا باسم أمريكا، والناتو هو أمريكا- تحدث عن إعادة الأمن لهذه المنطقة برعاية دولية، أي أنه أيضا تكريسٌ لخروج هذه المنطقة من تحت سيطرة الدولة السورية، وتكريس التقسيم. فإذاً الروسي بهذا الاتفاق لجم التركي. وقطع الطريق على الأمريكي، وعلى دعوة التدويل التي طرحها الألماني. لذلك نحن نقول إن هذا الاتفاق هو خطوة إيجابية لا تحقق كل شيء، بمعنى أنه دخل التركي وفجأة خرج التركي، ولكنها تخفف الأضرار وتهيئ الطريق لتحرير هذه المنطقة في القريب الذي نتمنى أن يكون قريباً.. عاجلاً..


 مداخلة:


إن شاء الله


سؤال:


بما أنكم سيادة الرئيس قد وصفتم الاتفاق بالمؤقت، وتركيا كما عرفناها لا تلتزم بالاتفاقات.. لا تلتزم بأي شيء. بناءً على ذلك، السؤال: ماذا لو بقيت تركيا تحتل المناطق التي سيطرت عليها خلال العدوان الأخير؟ أنتم ذكرتم مراراً أن الدولة السورية ستستخدم كل الوسائل للدفاع عن نفسها، عملياً ألم يمنع الاتفاق الروسي التركي قدرة استخدام هذه الوسائل؟


الرئيس الأسد:


لنأخذ مثالاً آخر وهو إدلب، هناك اتفاق من خلال أستانا بأن يخرج التركي، ولم يلب، ولكننا نقوم بتحرير إدلب.. كان هناك تأخير لمدة عام أعطيت العملية السياسية والحوارات السياسية والمحاولات المختلفة لإخراج الإرهابيين كل شيء.. استنفدت كل الفرص، وبالنهاية قمنا بالتحرير -طبعاً التدريجي- من خلال عملية عسكرية. نفس الشيء سيحصل في المنطقة الشمالية، بعد أن تُستنفد كل الفرص السياسية، مع الأخذ بالاعتبار بأن أردوغان كان يهدف من بدايات الحرب لخلق مشكلة بين الشعب السوري والشعب التركي، كي يكون الشعب التركي شعباً عدواً، وهذا يحصل من خلال صدام عسكري، لأن الجيش التركي كان في بدايات الحرب مع الجيش السوري، وكان يتعاون معنا إلى أقصى الحدود، إلى أن قام أردوغان بالانقلاب عليه، لذلك يمكن العمل بهذا الاتجاه مع الحرص على ألا تكون تركيا دولة عدوة، الآن أردوغان ومجموعته أعداء، لأنه هو يقود هذه السياسات، ولكن حتى الآن القوى السياسية في تركيا بمعظمها هي ضد سياسات أردوغان، فعلينا أن نكون حريصين على ألا نحول تركيا إلى عدو، وهنا يأتي دور الأصدقاء، الدور الروسي والدور الإيراني.


 سؤال:


إذا سمحتم لي استكمالاً للفكرة سيادة الرئيس، الإجراءات التي قام بها التركي في الفترة الماضية وأردوغان تحديداً، التتريك، بناء الجامعات، فرض لغات معينة، هذه إجراءات لمن لا يفكر بالخروج. بما أن سيادتكم تحدثتم عن أنه سيخرج عاجلاً أم آجلاً، ماذا عن هذه الإجراءات؟


الرئيس الأسد:


تماماً، لو كان يفكر بالخروج لكان خرج من إدلب، طبعاً قد تقولين لا يوجد جيش تركي بمعنى الجيش في إدلب، لكن الساحة السورية هي ساحة واحدة ومسرح عمليات واحد، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال. التركي هو وكيل الأمريكي لهذه الحرب، وفي كل مكان حاربنا كنا نحارب الوكيل التركي، فعندما لا يخرج بكل الوسائل فلن يكون هناك خيار سوى الحرب. هذا شيء بديهي ولكن أنا أقول بالمدى المنظور علينا أن نترك المجال للعملية السياسية بأشكالها المختلفة، إن لم تعط نتائج، فهذا عدو، سنذهب إلى الحرب.. لا يوجد خيار آخر.

    Dr.Randa
    Dr.Radwa