كان الفوز الدرامي لفريق ليفانتي على برشلونة بنتيجة 3-1 فقط آخر حلقة من السباق جد المثير للفوز بلقب الليجا في موسم 2019/20، حيث تتواجد خمس فرق على بعد نقطة واحدة من الصدارة. وهو دليل إضافي على التطور الذي شهدته كرة القدم الإسبانية خلال السنوات الأخيرة.
ووفقا لتقرير صادر عن رابطة الدوري الإسباني "لا ليجا" اليوم الأربعاء فإن الجولة الأخيرة والمثيرة من الليجا هذا الأسبوع عرفت حصول ريال بيتيس على التعادل بنتيجة 0-0 أمام ريال مدريد، كما انتهت المباراة المثيرة بين أتلتيكو مدريد وإشبيلية بالتعادل أيضا بنتيجة 1-1، في حين وصل ريال سوسيداد إلى أعلى جدول الترتيب بعد الفوز بنتيجة 2-1 على غرناطة الذي كان يتصدر الترتيب في الأسبوع الماضي.
ويعني كل ذلك أن برشلونة وريال مدريد وريال سوسيداد لدى كل منهم 22 نقطة بعد 12 جولة من موسم 2019/20. ويبتعد كل من أتلتيكو مدريد وإشبيلية فقط بنقطة واحدة، بينما يمتلك غرناطة 20 نقطة، وخيتافي لديه 19 نقطة، وأوساسونا وفياريال على 18 نقطة، في الوقت الذي وصلت فيه فرق فالنسيا وليفانتي وأتلتيك بيلباو وبلد الوليد إلى 17 نقطة، وبذلك يكون الهامش بين هذه الفرق لا يتعدى خمس نقاط. ويعني ذلك أن هناك 13 فريقا تفصل بينها فقط خمس نقط.
وصرح قائد ريال مدريد، سيرجيو راموس، في التلفزيون الإسباني مساء السبت الماضي بأن الليجا أصبحت أفضل بطولة لكرة القدم في العالم بسبب وجود العديد من الأندية القوية.
وقال راموس إن "هذه هي حقيقة كرة القدم عندنا. فالأمر يزداد صعوبة يوما بعد يوم. اليوم فاز فريق ليفانتي على برشلونة، ولذلك لا يمكن أن تقول أبدا أن فريقا ما سيفوز بشكل قطعي، وهذا ما يجعل الليجا أفضل بطولة لكرة القدم في العالم. أي خطأ قد يؤدي بك إلى النزول في جدول الترتيب".
ويدرك راموس ما يقوله جيدا، ففي الشهر الماضي، سقط فريقه المليء بلاعبين فازوا بدوري أبطال أوربا أمام ريال مايوركا، والذي كان يلعب منذ 18 شهرا فقط في القسم الثالث بإسبانيا: القسم الثاني ب.
وقد شهدت الأشهر الثلاثة الأولى من الموسم الكثير من النتائج المفاجئة الأخرى. فقد انهزم حامل لقب العام الماضي برشلونة أيضا أمام أتلتيك بيلباو وغرناطة، ونجد فريق مايوركا الذي انتصر على نجوم ريال مدريد يذوق طعم الهزيمة في الجولة التالية أمام فريق ليجانيس المحتل للرتبة الأخيرة حينها.
وكان فريق غرناطة يتصدر الترتيب إلى أن سقط في منتصف الأسبوع الماضي أمام خيتافي، بينما كان أتلتيكو مدريد في أعلى المراتب قبل أن ينهزم أمام ريال سوسيداد. كل أسبوع يحمل معه مفاجأة جديدة، وغالبا ما يحمل معه أيضا مُتصدّرا جديدا لجدول الترتيب.
غير أن هذا التنافس المحتدم على صدارة ترتيب الدوري الإسباني يتعارض مع ما تشهده البطولات الكبيرة الأخرى في أوروبا. ففريق ليفربول الذي يتصدر ترتيب الدوري الممتاز الإنجليزي يبتعد عن صاحب المرتبة الثانية مانشستر سيتي بست نقاط، ويبتعد عن فريق أرسنال الذي يحتل الرتبة الخامسة بـ 14 نقطة. ويبدو أن فريق باريس سان جيرمان يستعد للفوز بلقبه الثامن في فرنسا خلال تسع مواسم، حيث يبتعد بسبع نقط. وفي إيطاليا، يحظى يوفنتوس بالكثير من الحظوظ للفوز بلقبه التاسع بشكل متتالي في الدوري الإيطالي للدرجة الأولى بعد أن حقق الفوز تسع مرات وتعادل في مناسبتين خلال 11 مباراة لحد الآن. ويبدو أن الدوري الألماني للدرجة الأولى يشهد توازنا أكثر في هذا الموسم لحد الآن، على الرغم من أن بايرن ميونيخ يظل المرشّح الأول للفوز بالبطولة الألمانية للسنة الثامنة على التوالي. بناءً على ذلك، لن يكون من الإجحاف اعتبار الليجا حاليا البطولة الأكثر تنافسية من بين البطولات الكبرى في أوروبا.
وحتى الأندية الأقل شهرة بالدوري الإسباني باتت تستقطب نجوما من طراز عالمي حيث يتوفر فريق بيتيس حاليا على لاعبٍ فائز بكأس العالم سنة 2018 يتمثل في وسط الملعب هو الفرنسي نبيل فقير، في حين عزز ليفانتي صفوفه بشكل ملموس هذا الصيف بتعاقده مع 10 لاعبين جُدد من خمس جنسيات مختلفة.
وقد أدى ذلك إلى وجود سباق على اللقب غير متوقع النتائج، حيث تجد الفرق الكبيرة التقليدية أمام اختبارٍ لقدراتها في كل مباراة. بينما كان المعتاد قبل عامين ابتعاد برشلونة وريال مدريد بسرعة عن باقي الفرق، ثم يتنافسان بعد ذلك على اللقب.
ويُشكل ذلك تحديا لجميع اللاعبين والمدربين المشاركين في هذه البطولة، ويجعل أنصار جميع الفرق يعيشون تقلبات كثيرة، ويؤكد ذلك أيضا أن إسبانيا تحظى بالبطولة الأكثر إثارة في العالم.