شهدت الساحات والميادين الرئيسية في لبنان، زخما كبيرا في التظاهرات والاحتجاجات، حيث احتشد آلاف المتظاهرين مساء اليوم في العاصمة بيروت، وطرابلس (شمالا) وصيدا وصور (جنوبا) ومدن محافظتي جبل لبنان والبقاع، في حين اختفت مظاهر قطع الطرق واقتصر الأمر على التواجد بالساحات والميادين.
ولليوم الـ 32 على التوالي كثف المتظاهرون من تواجدهم، رافعين أعلام لبنان واللافتات الاحتجاجية المطالبة بالإسراع في الاستشارات النيابية الملزمة التي يقوم أعضاء البرلمان بموجبها باختيار رئيس الوزراء الجديد لتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، ومحاسبة مرتكبي جرائم الفساد والعدوان على المال العام.
وأكد المتظاهرون أنهم لن يتوقفوا عن حركتهم الاحتجاجية "حتى تحقق الثورة مطالبها" - على حد تعبيرهم - معتبرين أن السلطة الحاكمة، ومن ورائها القوى السياسية داخل منظومة الحكم، تستهدف المماطلة اعتقادا أنها تستنزف الشارع مع الوقت ومن ثم تحقيق الحد الأدنى من مطالبه، مشددين على أن "ثورة الشعب اللبناني" مستمرة ولن تخمد وأن أي مراهنة على التعطيل أو استنزاف قوى المواطنين مآلها سيكون الفشل.
ورفع المتظاهرون في ساحة رياض الصلح بوسط العاصمة، علما كبيرا لفلسطين، مؤكدين تأييدهم للمطالب المشروعة للشعب الفلسطيني وإدانتهم للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة لاسيما التي وقعت مؤخرا ضد الفلسطينيين، كما رددوا الهتافات والأناشيد وبعض الأغاني المؤيدة للقضية الفلسطينية.
ونظم المتظاهرون مسيرات تجوب الشوارع الرئيسية والفرعية في عدد من المناطق، للتأكيد على المطالب الاحتجاجية المرفوعة.
ويشهد لبنان منذ مساء 17 أكتوبر الماضي سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة في عموم البلاد، اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة، لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.